"شهر شعبان" أسرار لا يعرفها كثيرون

مسجد يبدو منه المآذن والأعمدة
من فضائل شهر شعبان أيضا غفران الذنوب في ليلة النصف من شعبان

شهر شعبان هو الشهر القمري الثامن في التقويم الإسلامي، وهو من أبرز الشهور في العام الهجري عند المسلمين، ويأتي شهر رجب قبله وبعده شهر رمضان المبارك، حيث يتوسطه ليلة النصف من شعبان التي يتجلى فيها الله على خلقه بعموم مغفرته وشمول رحمته، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين ويجيب دعاء السائلين، ويفرِّج عن المكروبين، ويعتق فيها جماعة من النار، ويكتب فيها الأرزاق والأعمال، لذلك فهذا الشهر العظيم هو شهر الاستعداد لسيد الشهور رمضان الكريم بالذكر وقراءة القرآن والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سبب تسميته بشعبان أسرار لا يعرفها كثيرون

شهر شعبان شهرالاستعداد لسيد الشهور رمضان الكريم بالذكر وقراءة القرآن


عُرف شهر شعبان بهذا الاسم نحو عام 412 م في عهد كلاب بن مُرّة الجد الخامس للرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت تسمية هذا الشهر كباقي الشهور العربية يعود لعصرِ ما قبل الإسلام، ولقد سمي شهر شعبان بذلك الاسم؛ لأن العرب كانوا يتشعبون في هذا الشهر في جميع أنحاء الأرض المختلفة، أي أنهم ينتشرون في جميع المناطق بحثًا عن الماء، ولقد قيل أيضًا أنهم كانوا يتشعبون (يتفرقون) فيه لطلب المياه، وقيل تشعبهم في الغارات المختلفة أو لتشعب القبائل العربية وافتراقها للحرب بعد قعودهم عنها في شهر رجب، حيث كانت محرمة عليهم، وشعبان هو اسم للشهر، وقيل لأنّه شعب (أي ظهر) بين شهري رجب ورمضان، ويُجمعُ على شعبانات وشعابين، و وراء تسميته أيضاً بشهر شعبان أن المسلمين الصائمين به يتشعب لهم خير كثير يساعدهم هذا الخير على الدخول للجنة.
يمكنك أيضًا متابعة: الجمعية الفلكية بجدة تكشف موعد غرة شعبان فلكياً

شهر شعبان يمهد لاستقبال شهر رمضان المبارك

بحسب الإمام بن باز فشهر شعبان له فضل كبير؛ باقترابه من شهر القربات والطاعات، ويمهد لاستقبال شهر رمضان المبارك، وهو كذلك موسم له فضل، ومن فضائل شهر شعبان أنه ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، فعن أسامة بن زيد: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ ما تَصُومُ مِنْ شعبان قال: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ" إذ لم يرد عن الشيخ ابن باز أنه اختار حديثاً أو فتوى يذكر فيها فضائل شهر شعبان المبارك، إلا أنه تلقى فتاوى وأحاديث كثيرة في أعمال شهر شعبان، فقد قال ابن باز: “صام النبي صلى الله عليه وسلم شهر شعبان كله إلا قليلاً”.
ومن فضائل شهر شعبان أيضاً غفران الذنوب في ليلة النصف من شعبان، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَه تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه ابن ماجة، ومعنى مشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له.
وفي هذا الشهر تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة في شهر شعبان، وقد كان - صلّى الله عليه وسلّم- ينتظـر ذلك برغبة قوية، ويقوم في كل يوم متطلعاً مقلّباً وجهه في السماء، يترقب الوحي الرباني حتى أقرَّ الله عينه، وأعطاه مُناه، وحقق مطلوبه بما أرضاه، ونزل قول الله تعالى: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" .

ابن باز : "النبي صلى الله عليه وسلم كان يقضي معظم الشهر صائمًا"

في شهر شعبان تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة


اقتضت حكمة الله تعالى أن يجعل لعباده مواسم للخير يكثر الأجر فيها؛ رحمةً بعباده، ولما كان شهر رمضان هو شهر البركات والنفحات، فقد كان شهر شعبان خير مقدمة له، فكان الصوم في شعبان بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفريضة، فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض، ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم فيه، فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْر قَطُّ إلَّا رَمَضَان، وَمَا رَأَيْته فِي شَهْر أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ"
يقول أبن باز رحمه الله: "والصيام في شهر شعبان من الأمور المستحبة شرعاً" وسُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على صيام شهر شعبان، وقد صام النبي صلى الله عليه وسلم شهر شعبان كله إلا قليلاً، ولقد أخبرنا الشيخ ابن باز رحمه الله أن سنة صيام شهر شعبان هي صيام الشهر كله أو معظمه إلا جزءاً منه، وهذا يرجع إلى عدة مصادر صحيحة، وتشير أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقضي معظم الشهر صائمًا، لذلك. كان يصوم حتى يقول: “صمنا فأفطر” حتى قال. صيام إلا قليل. والله ورسوله أعلم.
عن أُسَامَة بْنُ زَيْدٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ".

دعاء دخول شهر شعبان

دعاء لدخول شهر شعبان غفر الله ذنوب عباده هذه الليلة ورفع أعمالهم إليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. (من كتاب ابن باز ثلاث رسائل في الصلاة الصادر عن قسم البحث العلمي والإفطار والدعوة والإرشاد عام 1401 هـ الموافق 1981 م. علي محفوظ (هـ. 1375)، الإبداع في الآثار الضارة للابتكار (الإصدار الخامس)، دار الاعتصام)

دعاء دخول شهر شعبان

من الأدعية التي تؤدى في أول شعبان: "اللهم إن هلال هذا الشهر قد جاء وأنت أعلم ما هو أفضل فيه، فاجعله هلال البركات"، وسعادة مفعمة بالأمن والتسامح والرضا مما يمحو الأخطار من حين لآخر، ويقي من كل أنواع المشاكل، اللهم اغفر لي وارحمني، واغفر لي واهدني وأرضني بقسمك واجعلني متواضعاً على كل حال.

دعاء بعد كل صلاة لشعبان ورمضان

اللهم لك الحمد على ما أنفقته، والحمد على ما أعطيت. اللهم ارزقنا شهر رمضان بالرحمة والمغفرة. اللهم إنا نسألك فعل الخير، وترك الشر، وحب الفقير، وأن تغفر لنا، وترحمنا، وتتوب علينا. اللهم إنا مع بداية شهر رمضان، نسألك أن تغفر لنا ولكل أموات المسلمين. اللهم تقبل أن تكون بيننا جميعًا سمعًا وعالمًا في رمضان. دعاء لشهر شعبان ورمضان ابن باز بعد كل صلاة.

ونحو المزيد يمكنك التعرف على: فضائل شهر شعبان