إنذارات الأرصاد الجوية الملونة.. العلاقة والدلالات المناخية

الشمس تنعكس أشعتها على سطح المحيط
علم الأرصاد الجوية بعلم خصائص وظواهر الغلاف الجوي

يهتم علم الأرصاد الجوية بعلم خصائص وظواهر الغلاف الجوي، وهو العلم الذي يشمل فيزياء وكيمياء الغلاف الجوي، وتخبرنا التنبؤات عن تغير المناخ والتأثيرات التي قد يسببها، ومؤخراً طالعنا المركز الوطني السعودي للأرصاد منذ يومين عن بيانه الذي تضمن إنذارات باللون الأحمر تتعلق بمنطقتي القصيم والشرقية، إضافة إلى إنذار باللون الأصفر يتعلق بالمنطقة الشرقية، (يمكنك متابعة الخبر عبر: الأرصاد السعودي: 3 إنذارات حمراء لمنطقتي القصيم و الشرقية) فماذا تعني هذه الإنذارات وما علاقة الألوان بالتقلبات المناخية؟، وهل هناك ألوان أخرى تستخدم للدلالة على الأرصاد وتقلبات المناخ؟.

علم رفيع يتعامل مع أحدث التقنيات العلمية للرصد

يقول عادل نجيب عبدالنور موظف بهيئة الأرصاد الجوبة لسيدتي: تظل حالة الطقس أحد المواضيع الشائكة التي لا يمكن أن يكون الحديث فيها باتاً ونهائياً، حيث يتعذر التنبؤ به بشكل حازم، رغماً عن كم التكنولوجيا والتقنيات الفائقة التي صارت تُستخدم. فالكثيرون لا يعلمون أن الأرصاد الجوية علم رفيع يتعامل مع أحدث التقنيات العلمية للرصد، حيث صور الأقمار الصناعية وأجهزة الرادار التي ترصد هطول الأمطار ونماذج التنبؤ التي تساعد في شرح الظروف الجوية الحالية والمقبلة.
يؤكد نجيب أن هيئة الأرصاد الجوية لا بد ان يكون بينها وبين الدول المجاورة تشابك، حتى يمكننا الخروج بتوقعات دقيقة حول حالة الطقس، فيتم مقارنة ومقاربة ملايين البيانات يومياً ويمكن الإعلان عن حالة الجو المتوقعة.

تنبيه الطقس تنبيه اقتراب ظاهرة مناخية خطيرة

يقول عادل نجيب: تنبيه الطقس هو تنبيه يشير إلى اقتراب ظاهرة مناخية خطيرة محتملة (عاصفة قوية، إعصار، وما إلى ذلك). عادةً ما تطلب هذه التنبيهات من الأشخاص عدم مغادرة منازلهم والاحتماء. وكما تحدده معايير علم المناخ العالمي، فإن الطريقة التي يمكن بها تمييز درجات خطورة كل حالة من حالات الأرصاد الجوية تعتمد على الألوان الأساسية، حيث يتم استخدام الألوان: الأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر.
من شأن هذه الألوان أن تحذر السكان من احتمال هطول أمطار أو ثلوج أو رياح أو درجات حرارة مرتفعة وتسمح بمنع العواقب الوخيمة لهذه المواقف.
وفي السياق التالي يمكنك التعرف على إحدى الظواهر المناخية التي كان لها تأثيرات خطيرة فهذه: عاصفة ثلجية تتسبب بانقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف في أمريكا

4 أنواع من تنبيهات الطقس

  1. اللون الأخضر: يدل على عدم وجود أي خطر، ليطمئن المواطن دون خوف من حدوث أي شيء.
  2. اللون الأصفر: يشير هذا اللون إلى وجود خطر أو تهديد في مكان محدد.
  3. اللون البرتقالي: يتواجد مرات قليلة جداً خلال العام وهو ينذر بظواهر جوية خطيرة على المجتمع والحياة والممتلكات والبيئة؛ بشكل عام، هذه الأضرار لا يمكن إصلاحها، لكن في بعض الحالات توجد حلول ممكنة، رغم أنها تعد استثماراً كبيراً للمال والوقت والعمل.
  4. اللون الأحمر: يدل على وجود خطر كارثي سيطال شريحة كبيرة من السكان وسيكون له عواقب مهمة على حياته وبنيته التحتية. يحدث هذا مرة كل عدة سنوات ومن المهم توخي الحذر الشديد لمنع عواقبه، فينبغي اتباع التعليمات الرسمية لأنه يعني حدوث ظواهر مناخية استثنائية من المحتمل أن تسبب حالات طوارئ أو كوارث.

معايير فنية لتحديد مستوى التنبيه

يقول عادل: لتحديد مستوى التنبيه، تأخذ شبكة مراقبة الحالة في الاعتبار بعض المعايير الفنية التي تعتمد على 3 جوانب:

  1. شدة الظاهرة.
  2. العوامل المعاكسة: وهي حالة ليست بالضرورة حالة جوية يمكن أن تزيد من تأثير ظاهرة الأرصاد الجوية واحتمال حدوثها.
  3. حدوث حدث مناخي يمثل تهديداً.

ويؤكد عادل أنه يتم أخذ كل من هذه العوامل بعين الاعتبار لتحديد مستوى التنبيه، على أنه لإصدار الإنذار تتلقى خدمة الأرصاد الجوية سلسلة من الإشارات بالاعتماد على نوع التنبيه، ومن ثم يتمكن الجمهور من معرفة نوع الطقس الذي يحيط بهم، فإذا كان هناك أمطار أو تساقط ثلوج أو رياح أو أعاصير أو تسونامي أو سترتفع درجة الحرارة بشكل حاد، وبالتالي يكون الأفراد قادرين على اتخاذ قرار بشأن أنشطتهم، أو رحلاتهم ونزهاتهم أو أعمالهم لحماية أنفسهم من كارثة معينة ناجمة عن تغير مناخي مفاجئ، فيقللوا أو يحدوا من تأثيره ومخاطره.
بالنهاية يقول عادل: إنذارات الأرصاد قد تكون تحذيرات جوية قصيرة المدى (ACP)، وتنبؤات فورية صالحة لمدة 3 ساعات وتصدر فقط للعواصف القوية أو الشديدة، والأمطار الغزيرة في فترات زمنية قصيرة، والعواصف القوية وانخفاض درجات الحرارة وتساقط حبات البرد التي يمكن رصدها من خلال رادارات الطقس.
ويمكنك التعرف بالسياق التالي على: المنظمة العالمية للأرصاد: صيف العام الجاري شهد ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة
جدير بالذكر أن دراسة الغلاف الجوي أطلق عليها مسمى الأرصاد الجوية، وقد أتى الاسم من اليونانيين القدماء. في حوالي عام 340 قبل الميلاد، كتب الفيلسوف اليوناني أرسطو كتاباً بعنوان الأرصاد الجوية، والذي احتوى على كل ما كان معروفاً في ذلك الوقت عن الطقس والمناخ. حصل أرسطو على عنوان كتابه من الكلمة اليونانية "نيزك" والتي تعني "شيء مرتفع" وتشير إلى أي شيء يُلاحظ في الغلاف الجوي، وقد ظل هذا المصطلح عالقاً عبر القرون، لذلك أصبح خبراء الغلاف الجوي يُعرفون باسم علماء الأرصاد الجوية.