يوم الأرض العالمي 2024.. دعوة لبذل جهوداً أكبر للحد من استهلاك البلاستيك

قوس قزح يغطي مساحة خضراء من الطبيعة ليكمل لوحة رائعة من يد الخالق
الاحتفال بيوم الأرض العالمي
في هذا العصر الذي يشهد تزايد المخاوف البيئية، وتناقص الموارد الطبيعية، والتغير المناخي الشديد، تبدو أهمية تعزيز الوعي العام ولفت الانتباه إلى المشاكل المتزايدة التي يرزح تحت وطأتها كوكبنا كوكب الأرض ومن ثمّ يحتفل العالم اليوم 22 إبريل بيوم الأرض العالمي ليكون بمثابة منصة عالمية للتذكير بأن على كل شخص واجب حماية الكوكب والتنوع البيولوجي به.

يوم الأرض العالمي من رحم الحركات الناشطة والطلابية

-
أصبح يوم الأرض العالمي أكثر أهمية من أي وقت مضى. فهو لا يلفت الانتباه إلى المشاكل المتزايدة المتعلقة بالمخاوف البيئية فحسب، بل إنه بمثابة منصة حاسمة لنشر الكلمة حول هذه المشاكل وتحفيز الناس في جميع أنحاء العالم على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبحسب الموقع الرسمي لشبكة يوم الأرض earthday-org، فقد بدأت الإرهاصات الأولى للاحتفالية منذ أواخر ستينيات القرن المنصرم والتي شهدت ارتفاعاً في النقاش العام حول القضايا البيئية، مع كتاب راشيل كارسون المؤثر "الربيع الصامت" (1962) وكتاب "تسرب النفط في سانتا باربرا" (1969) الذي أدى إلى زيادة الوعي بالتدمير البيئي. وكانت هذه بداية مفهوم يوم الأرض.
بعد أن اقترح ناشط السلام جون ماكونيل فكرة الاحتفال بيوم تكريماً للأرض والسلام في مؤتمر اليونسكو عام 1969، حيث بدأ كبرنامج تعليمي وطني حول البيئة بقيادة السيناتور جايلورد نيلسون والناشط دينيس هايز، وقد ولد يوم الأرض في الولايات المتحدة عام 1970 نتيجة زخم الحركات الاجتماعية والناشطة والطلابية خلال هذه الفترة، فقد نظمت آلاف الكليات والجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة احتجاجات من أجل أرض صحية ومستدامة وكوكب يمكن للأجيال القادمة الحياة فيه، وقد شملت أسباب الاحتجاجات تفاقم تلوث الهواء من المصانع والطرق السريعة، فضلاً عن فقدان الموائل للحيوانات وانقراض الحيوانات.
ساعد كل هذا الزخم في ظهور يوم الأرض العالمي في الولايات المتحدة رسمياً في عام 1972، وقد وقع الاختيار على يوم 22 أبريل تحديداً باعتباره أحد أيام الأسبوع بين عطلة الربيع والاختبارات النهائية لجذب أكبر عدد من الطلاب. فقد ولد هذا اليوم من رحم الحركات الناشطة والطلابية، وقد كرس يوم الأرض العالمي الأول لإنشاء وكالة حماية البيئة الأمريكية، وأصبح قانون الهواء النظيف والمياه النظيفة والأنواع المهددة بالانقراض قانوناً.
قد ترغبين في متابعة احتفالية سابقة بيوم الأرض: يوم الأرض..تعزيز الانسجام مع الطبيعة والأرض

الكوكب مقابل البلاستيك

يحمل يوم الأرض العالمي 2024، شعار "الكوكب مقابل البلاستيك"

هذا العام، تعد قضية التلوث البلاستيكي محور التركيز الأساسي ليوم الأرض. حيث يحمل يوم الأرض العالمي 2024، في نسخته الرابعة والخمسين، شعار "الكوكب مقابل البلاستيك".
تسلط الاحتفالية هذا العام الضوء على المخاطر الصحية والبيئية التي يشكلها البلاستيك، ففي كل عام، ينتهي الأمر بملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية في المحيطات ومدافن النفايات. يدخل هذا البلاستيك إلى السلسلة الغذائية، ويضر بالحياة البرية، ويلوث بيئتنا. ومن ثمّ تركز هذه الذكرى السنوية الكبرى على طلب مئات الآلاف من الأشخاص لتوحيد تحالف عالمي للعمل والابتكار وتنفيذ تدابير حماية البيئة بين الجميع: الشركات والحكومات والمواطنون. فالكل ممثل والكل مسؤول.

خفض استخدام البلاستيك يساعد في مكافحة تغير المناخ

بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة .un.org، فيوم الأرض العالمي هو يوم لإبراز أهمية كوكبنا والحفاظ على أنظمته البيئية في جميع القارات والمحيطات. يحشد هذا الاحتفال مليار فرد كل عام ويدعمه حركة بيئية واجتماعية دولية هائلة. وتذكرنا شبكة يوم الأرض أنه يتم حالياً إنتاج 380 مليون طن من البلاستيك كل عام، في حين يتم إعادة تدوير 9% فقط مما تم إنتاجه حتى الآن. وتحت شعار "الكوكب مقابل البلاستيك"، تدعو المنظمة إلى خفض استخدام هذه المواد بنسبة 60% بحلول عام 2040 بهدف المساعدة في مكافحة تغير المناخ.

إجراءات تعمل على تقليل التأثير الملوث للبلاستيك

يقول دينيس هايز الرئيس الفخري لشبكة يوم الأرض earthday-org (وفقاً للموقع الرسمي للشبكة) "بعض المواد البلاستيكية تكون قاتلة عند حرقها، وبعضها الآخر ينقل مواد كيميائية تعطل الهرمونات، ويمكن لجميع المواد البلاستيكية أن تقتل الطيور وتخنق الحياة البحرية. وفي جميع مراحل دورة حياتها، من بئر النفط إلى مكب النفايات البلدي، تعتبر المواد البلاستيكية آفة خطيرة".
لتقليل التأثير الملوث لهذه المواد، تشجع شبكة يوم الأرض العالمي ما يلي:
  • رفع الوعي العام في كل انحاء العالم بالأضرار الخطيرة التي يسببها البلاستيك لجميع الكائنات وكيف يؤثر بشكل ضار على التنوع البيولوجي والمطالبة بمزيد من البحث في آثاره.
  • القضاء على جميع المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بحلول عام 2030 والوفاء بالتزام الإزالة هذا في معاهدة الأمم المتحدة بشأن التلوث البلاستيكي في عام 2024.
  • المطالبة بسياسات تضع حداً للموضة السريعة والكمية الهائلة من البلاستيك التي تستخدمها.
  • الاستثمار في التقنيات والمواد المبتكرة لتحقيق عالم خالٍ من البلاستيك.
  • الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري تغير المناخ.

كيفية المشاركة في يوم الأرض 2024؟

  1. محو الأمية المناخية: حيث يعمل التثقيف البيئي، إلى جانب التثقيف المدني القوي، على بناء سوق استهلاكية مستدامة، وخلق فرص عمل خضراء، وتمكين المواطنين من المشاركة مع حكوماتهم لمعالجة أزمة المناخ.
  2. الحد من استهلاك البلاستيك: فالتلوث البلاستيكي أحد أكبر التهديدات التي نواجهها اليوم. في وسعنا تغيير المواقف والسلوكيات في بيئتنا لوضع حد للمواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة.
  3. زراعة الأشجار: حيث تعد إعادة التشجير بديلاً قويًا جدًا لتصحر الكوكب.
  4. التعاون في التنظيف العالمي: ويوجد المئات من مبادرات التنظيف التي يمكن من خلالها استكشاف المساحات الطبيعية وتحريرها من القمامة والبلاستيك والنفايات البشرية.
  5. استهلاك الموضة المستدامة: تعد صناعة الأزياء واحدة من أكثر الصناعات تلويثًا في العالم، ومن هنا تأتي أهمية استهلاك وتعزيز الأزياء المستدامة - على عكس الموضة السريعة - والتي تضمن سلسلة توريد مسؤولة بيئيًا واجتماعيًا، تتبع ممارسات مستدامة في العرض والإنتاج. والتوزيع والتسويق والاستهلاك.
وبعيداً عن التحديات التي نواجهها على كوكب الأرض فلأول مرة خارج كوكب الأرض.. إنجاب أطفال في الفضاء ما القصة؟