كيف نظرت الحضارات القديمة للخيل؟

 كيف نظرت الحضارات القديمة للخيل؟
كيف نظرت الحضارات القديمة للخيل؟

لطالما كانت الخيل بمنزلة مصدر إلهام للمبدعين يلتقطونه في أعمالهم ويصورونه في إبداعاتهم منذ آلاف السنين؛ فيمكن رؤية الحصان في رسوم الكهوف وفي صور الثقافات الآشورية والفارسية والمصرية القديمة والصينية، كما ظهر في النحت والأدب وفي مختلف الأساطير حيث كانت مجنحة ونورانية مقدسة، وارتبطت بالعديد من الأحداث المهمة التي توقف عندها التاريخ كثيراً خاصة بالحروب والفتوحات، وقد حظت الخيول العربية باهتمام غير مسبوق بالحضارة العربية والإسلامية، حتى إن صفات الرجل العربي كانت تُؤخذ من فرسه؛ فالعربي فارس وحصانه فرسه الذي يتصف بالشجاعة والنبل والبسالة والإقدام والمهارة والإخلاص والولاء والوفاء والقوة والمهارة ... إلى آخره من الصفات التي التصقت بالفرس وفارسه وفروسيته. بالسياق التالي "سيدتي" تعرفك مكانة الخيل في الحضارات القديمة وصولاً إلى الحضارة الإسلامية العريقة.

الخيل في الحضارات القديمة

حظت الخيول العربية باهتمام غير مسبوق بالحضارة العربية والإسلامية

وفقاً لموقع مجلة الخيل والحيوانات الأليفة "horsesandpets.com"، منذ قديم الزمن والخيول العربية تحظى بمكانة فريدة لا تضاهيها أي أنواع أخرى؛ فقد ارتبطت الخيول العربية تاريخياً بالإنسان والحروب والفتوحات، وقد ركبت شخصيات تاريخية مثل: جنكيز خان ونابليون والإسكندر الأكبر وجورج واشنطن الخيول العربية، وحتى اليوم، تم العثور على أحفاد الخيول العربية الأولى في العصور القديمة، كما كانت ثروة الرجل تُقاس بما يملك من الخيول.
قديماً عُثر على كتابات بالهيروغليفية "اللغة المصرية القديمة" من القرن السادس عشر قبل الميلاد عن الخيل العربي الأصيل وجاء فيها أنها: "تطير بلا أجنحة وتنتصر بلا سيوف".
وبحسب كتابات العهد القديم فقد أشاد الملك سليمان -عليه السلام، نحو 900 سنة قبل الميلاد؛ بجمال "مجموعة خيول في مركبات فرعون".
في عام 490 قبل الميلاد. قال الفارس اليوناني الشهير زينوفون معرباً عن انبهاره بالخيل العربي الأصيل: "إن الحيوان النبيل (يقصد الحصان العربي) المعروض بكل جماله هو شيء جميل ورائع لدرجة أنه يبهر الصغار والكبار على حدٍّ سواء."
وقد كرم الإسكندر الأكبر حصانه المحبوب بوسيفالوس، بعد وفاته بالهند بتأسيس مدينة باسمه.
بالسياق التالي تعرفي إلى: 10حقائق مذهلة عن الخيل

الخيل في الثقافة الإسلامية

الخيل معقود في نواصيها الخير

بحسب كتاب "الخيل في السنة النبوية"، جمع وتخريج وشرح لمؤلفه جنيد محمد مصطفى السامرائي؛ فقد أفاضت الحضارة والثقافة الإسلامية في تقدير الخيل وتبجيلها، وقد حظت الخيل خاصة الخيل العربية بعناية كبيرة حيث أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل بعمق وكرمها وأوصى بالعناية بها والمحافظة عليها، ومن أحاديثه صلى الله عليه وسلم التي تحث على الاهتمام بالخيل قوله:

  • "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم".
  • "الخيل لثلاثة؛ هي لرجل أجر، وهي لرجل ستر، وهي على رجل وزر، فأما الذي له أجر فالذي يتخذها في سبيل الله فيعدها له هي له أجر لا يغيب في بطونها شيء إلا كتب الله له أجراً".
  • "أكرموا الخيل وجللوها".
  • "إن الشيطان لا يدخل داراً فيها فرس عتيق".
  • "عليكم بإناث الخيل؛ فإن بطونها كنز وظهورها حرز، وأصحابها معانون عليها".
  • نهى الرسول الكريم عن تحقير الخيل وإذلالها فقال: "لا تقودوا الخيل بنواصيها فتذلوها".
  • روى أبو ذر الغفاري –رضي الله عنه– قال: قال رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم: "ما من فرس عربي لا يؤذن له عند كل سحر بكلمات بدعوتين: اللهم خوَّلْتَني مَنْ خوَّلْتَني من بني آدم، وجعلتني له؛ فاجعلني أهله أحب أهله وماله (أو من أحب أهله وماله) إليه".
  • "من همَّ أن يرتبط فرساً في سبيل الله بنية صادقة أُعطي أجر شهيد".
  • "من ارتبط فرساً في سبيل الله كان له مثل أجر الصائم القائم والباسط يده بالصدقة ما دام ينفق على فرسه".
  • وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الخيل وقص النواصي: "لا يحل أكل لحوم الخيل والبغال والحمير وكل ذي ناب من السباع".
  • وقال: "لا تقصوا نواصي الخيل؛ فإن فيها البركة ولا تجزوا أعرافها فإنه أدفاؤها ولا تقصوا أذنابها فإنها مذابها".
  • "اربطوا الخيل وامسحوا نواصيها وأعجازها".
  • "الخيل ثلاثة: فرس للرحمن، وفرس للإنسان، وفرس للشيطان. فأما فرس الرحمن فما اتُّخذِ لله في سبيل الله وقُوتل عليه أعداء الله، وأما فرس الإنسان فما استطرق عليه، وأما فرس الشيطان فما رُوهن وقُومر عليه".
  • "خيرُ الخيلِ الأدهَمُ الأقرَحُ الأرثَمُ ، ثمَّ الأقرَحُ المُحجَّلُ طَلقُ اليمينِ، فإن لم يَكُن أدهَمُ فكُمَيْتٌ علَى هذِهِ الشِّيَةِ". وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم "تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن، وارتبطوا الخيل، وامسحوا بنواصيها وأكفالها، وقلدوها، ولا تقلدوها الأوتاد، وعليكم بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل".

  • وقد عفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن زكاة الخيل في الحديث الشريف: "قد عفوت عن الخيل والرقيق"، "ليس على المسلم في فرسه ولا في عبده صدقة".
  • وقد كرم النبي صلى الله عليه وسلم الخيل ومسح وجهها بردائه، وعندما سُئل عن سبب ذلك قال: "إني عُوتبت الليلة في أذالة الخيل"
  • وقد سأل أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، إني أحب الخيل أفي الجنة خيل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أُدخلت الجنة أُتيت بفرس من ياقوتة له جناحان فحُملت عليه ثم طار بك حيث شئت".

قد ترغبين في التعرف إلى: كيفية تمييز الخيل العربي الأصيل.. إليك الطريقة