في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف "ستراسبورغ" عاصمة للكتاب 2024

سيدة تقرأ في أحد المكتبات العامة التي تزخر بالكتب النفيسة
الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف والنشر
يحتفل العالم اليوم 23 إبريل باليوم العالمي للكتاب وحقوق التأليف والنشر، وهو احتفال لتعزيز متعة القراءة وتكريس لأهمية الكتب. وتُقام الاحتفالات في جميع أنحاء العالم، فقد بات ملايين الناس يحتفلون بهذا اليوم في أكثر من مائة بلد من المؤسسات الثقافية والأدبية الكبرى، بالإضافة للجمعيات والهيئات العامة والتجمعات المهنية والمؤسسات الخاصة، اعترافاً بأهمية الكتاب في تشكيل وجدان الشعوب وبناء الحضارات.

الكتاب مصدر الثقافة ومعين المعرفة الذي لا ينضب

وفقاً للموقع الرسمي لليونسكو unesco.org، فلطالما كان الكتاب مصدر الثقافة ومعين المعرفة الذي لا ينضب وعين الحقيقة التي نرى من خلالها العالم، وهو حلقة الوصل بين الماضي والمستقبل، وجسر التواصل بين الأجيال وعبر الثقافات، وهو وسيلة للتعبير عن القيم وواسطة لنقل المعارف، ومستودع للتراث غير المادي؛ ونافذة يستشرفون منها على التنوع الثقافي ووسيلة للحوار؛ ومصدر للثراء، وثمرة لجهود مبدعين يكفل قانون حقوق المؤلف حمايتهم. وقد نجح اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف منذ بداياته الأولى في تعبئة الكثير من الناس، من جميع القارات والمشارب الثقافية، لصالح قضية الكتاب وحقوق المؤلف، فقد أتاحت لهم هذه المناسبة الفرصة لاكتشاف عالم الكتاب بجوانبه المتعددة وتقديره حق قدره والتعمق فيه، وبهذه المناسبة، تختار اليونسكو والمنظمات الدولية التي تمثل القطاعات الرئيسية الثلاثة لصناعة الكتاب (الناشرون وبائعو الكتب والمكتبات)، والعاصمة العالمية للكتاب لمدة عام، وذلك من أجل الحفاظ، من خلال مبادراتها الخاصة، على زخم الاحتفالات بهذا اليوم.

ستراسبورغ (فرنسا) عاصمة عالمية للكتاب للعام 2024

أعلنت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، اليوم وبناءً على توصية اللجنة الاستشارية لعاصمة الكتاب العالمية، اختيار مدينة ستراسبورغ (فرنسا) عاصمة عالمية للكتاب للعام 2024، فقد أُعجبت اليونسكو واللجنة الاستشارية للعاصمة العالمية للكتاب بالتركيز الذي توليه ستراسبورغ للكتب باعتبارها وسيلة للتصدي لتحديات التماسك الاجتماعي وتغير المناخ، وذلك من خلال جملة من البرامج أسوة ببرنامج "القراءة من أجل الكوكب"؛ حيث تعمد المدينة لتسليط الضوء على دور الكتب في تشاطر الشواغل البيئية والمعارف العلمية مع وضع الأولوية للشباب باعتبارهم يمثلون عوامل تغيير.
وقد حظيت ستراسبورغ بالثناء أيضاً على تراثها الأدبي ومشروعات الأنشطة التي أعدتها والتي تسعى إلى الجمع بين الأدب وغيره من المجالات الفنية مثل الموسيقى وكتابة التمثيليات والرسم التوضيحي. كما تمتلك المدينة خبرة راسخة في مجال تنظيم الفعاليات الضخمة الموجهة للخارج.
تلتزم المدن التي يقع عليها الاختيار لتكون عاصمة عالمية للكتاب بالنهوض بالكتاب وتعزيز القراءة لدى جميع الشرائح العمرية وجميع الفئات السكانية داخل حدودها الوطنية وخارجها، كما تلتزم بتنظيم برنامج للأنشطة طيلة العام.
(وقع الاختيار على بعض المدن العربية لتكون عاصمة الكتاب العالمية، وهي الإسكندرية 2002، وبيروت 2009، والشارقة 2019)

اليوم العالمي للكتاب يوم تاريخي رمزي

يمثل اليوم 23 أبريل (اليوم العالمي للكتاب وحقوق الطبع والنشر ) تاريخاً رمزياً في الأدب العالمي، فهو التاريخ الذي وافق وفاة العديد من المؤلفين البارزين، وقد كان أول منْ ابتكر فكرة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب هو الكاتب والصحفي الإسباني الفالينسي فيسينتي كلافيل أندريس كوسيلة لتكريم مواطنه المؤلف الشهير، ميغيل دي ثيربانتس (المعروف باسم دون كيشوت)، والذي أطلق على اللغة الأسبانية اسمه (لغة ثيربانتس)، لأول مرة في ذكرى ميلاده، 7 أكتوبر، تليها وفاته الذكرى السنوية، 23 أبريل. ثم قررت اليونسكو أن يتم الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق الطبع والنشر في 23 أبريل سنوياً؛ لأن هذا التاريخ هو أيضاً ذكرى وفاة مؤلفين بارزين مثل عملاق الأدب الرومانسي ويليام شكسبير، إنكا غارسيلاسو دي لا فيغا أحد أعظم المراجع ذات القيمة اللغوية والتي يُعتمد عليها في تشكيل هوية الدولة الأسبانية، ومن ثمّ فقد عُد هذا التاريخ اختياراً طبيعياً للمؤتمر العام لليونسكو، الذي عقد في باريس عام 1995، للإشادة العالمية بالكتب والمؤلفين في هذا التاريخ، وتشجيع الجميع على الوصول إلى الكتب.
(وفقاً للمصادفة التاريخية فقد توفي كل من شكسبير وثيرفانتس في نفس التاريخ، 23 أبريل 1616، ولكن ليس في نفس اليوم. في ذلك الوقت، اتبعت إسبانيا التقويم الغريغوري، بينما اتبعت إنجلترا التقويم اليولياني. وبحسب التقويم الغريغوري، توفي شكسبير بعد عشرة أيام من وفاة ثربانتس)
وإذا أردت التعرف على المزيد عن هذا اليوم العالمي المميز فيمكنك الاطلاع على: في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف.. القراءة حق للجميع

المديرة العامة لليونسكو: الكتب لن تبلغ شأوها ما لم تجسد التنوع اللساني لعالمنا

بحسب الموقع الرسمي لليونسكو، ففي كلمتها لمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق الطبع والنشر أكدت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي أن: "الكتب نداء سفر ودعوة إلى عناق الآخر، فكلما طويت صفحة وفتحت أخرى أمتعت ناظريك ببداية جديدة، فلنغتنم هذا اليوم الدولي للاحتفاء بسلطان الكتب وجمالها، فالكتب أياً كان شكلها، هي وسيلتنا إلى التعلم وموردنا الذي نستقي منه المعارف، بل إنها سبيلنا إلى الترويح عن النفس، وأداتنا لفك نواميس الكون، وهي الشرفة التي نطل من خلالها على الآخر، لافتة أن الكتب لن تبلغ شأوها ما لم تجسد التنوع اللساني لعالمنا على أنها اليوم بعيدة كل البعد من تحقيق ذلك؛ إذ إن الغالبية العظمى من الكتب لا تصدر إلا ببضع لغات فحسب؛ والأدهى أن التكنولوجيا الرقمية سبب في التنميط اللغوي."
يذكر أن اليونسكو تعمل على دعم الكتب وحقوق التأليف والنشر، حيث تدعم الإبداع والتنوع والمساواة في الوصول إلى المعرفة، من خلال العمل في جميع المجالات - بدءاً من شبكة المدن المبدعة في الأدب وحتى تعزيز محو الأمية والتعلم المتنقل وتعزيز الوصول المفتوح إلى المعرفة العلمية والموارد التعليمية. بمشاركة نشطة من جميع أصحاب المصلحة كالمؤلفين والناشرين والمعلمين وأمناء المكتبات والمؤسسات العامة والخاصة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية ووسائل الإعلام، وجميع أولئك الذين يشعرون بالدافع للعمل معاً في هذا الاحتفال العالمي بالكتب والمؤلفين، الكتاب العالمي وحقوق التأليف والنشر.
وعن حقوق المؤلف وأهمية الحفاظ عليها يمكنك متابعة تحقيق سابق أجرته "سيدتي" من الرابط السّرقات الأدبية مؤلفات وأفكار ضائعة.. منْ يحميها؟