خصائص تتمتع بها الرواية الأدبية

الأدب هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه، والرواية الأدبية هي فن أدبي نثري طويل يعتمد في أساسه على الخيال؛ أيْ تُعتبر شكلاً من أشكال السّرد النثريّ القصصي المُطوّل، والأحدث بين أنواع القصة، والأكثر تطوّراً وتغييراً في الشكل والمضمون بحكم حداثتِه. وقد تكون شخصيات الرواية خيالية وقد تكون حقيقية، وقد تجري أحداثها بأماكن وظروف غريبة وخيالية. بالسياق التالي، «سيدتي» التقت الأديب والكاتب طارق عبده القيسي، عضو اتحاد كتاب مصر؛ ليحدثكِ عن خصائص تتمتع بها الرواية الأدبية.

أحداث تصف تجربة إنسانية

يقول الأديب والكاتب طارق عبده القيسي عضو اتحاد كتاب مصر لـ«سيدتي»: إن الرواية الأدبية هي مجموعة من الحوادث مختلفة التأثير، تمثلها عدة شخصيات على مسرح الحياة، شاغلة وقتاً طويلاً من الزمن، ويتضمّن هذا النوع العديد من العناصر كالشَّخصيَّات التي تتمتّع كلٌّ منها بخلَجاتها وانفعالاتها الخاصة، وتسير ضمن تسلسل أحداث مدروس؛ لوصف تجربة إنسانية ضمن إطار من التشويق والإثارة تعكسه مجموعة من الشخصيات، في بيئة معيّنة، وتتميز بعنصر التشويق؛ حيث تجعل القارئ يغوص في أعماق عالمها، ويعيش الحدث بشكل مستمر.

عناصرالرواية الأدبية

يقول طارق عبده إن من أبرز عناصر الرواية الأدبية، هي:

الموضوع

وهو الفكرة المركزية في الرواية التي اعتمد عليها الكاتب في كتابة روايته؛ حيث قام بإحاطة هذه الفكرة بأحداث الرواية. ومهمة القارئ اكتشاف الموضوع الرئيسي للرواية بعد أن يقوم بقراءتها.

الشخصيات

ويعَد هذا العنصر من أهم عناصر الرواية الأدبية، وتقوم الشخصيات بلعب أدوار مختلفة في الرواية، وهم الذين يشاركون في أحداث القصة، ولديهم سمات ودوافع وأدوار مختلفة في المؤامرة، ولكلّ شخصية دور يؤدي إلى هدف معين، وتتنوع تلك الشخصيات في الرواية؛ فمنها الشخصيات الرئيسية كشخصية البطل، وهناك الشخصيات الثانوية والتي تؤدي أدواراً محدودة في الرواية. ولكن وعلى الرغم من ظهورها القليل، إلا أنها تلعب دوراً كبيراً في مسار الرواية. ويستمد الكاتب شخصياته من خياله، أو من الأساطير القديمة، أو من القصص التاريخية. وهذه الشخصيات قد تشمل الأشخاص والحيوانات وما إلى ذلك، الذين يشاركون في أحداث القصة، ولديهم سمات ودوافع وأدوار مختلفة في المؤامرة.

الحبكة (العقدة)

وهي المشكلة الكبرى التي يواجهها بطل الرواية ويسعى لحلها، وتعَد الحبكة جزءاً أساسياً في جسد الرواية؛ حيث يبدأ من خلالها البطل باكتشاف حل العقدة. لذا فهي الترتيب المرتب للأحداث في القصة، إنه ينشأ من الصراع ويصل إلى ذروته؛ حيث يُحَلُّ أو يُترك من دون حل؛ فتُعتبر بداية الصراع هي بداية الحبكة، والحادث المبدأي هو المرحلة الأولى في الصراع بعد المقدمات والتعريف بالشخصيات، وبالطبع نهاية الصراع هي نهاية الحبكة.

الزمان والمكان

وهو الخلفية التي تجري فيها القصة، ويشمل جوانب مثل: المكان والزمان والمناخ وأسلوب الحياة والجو، ويعَد الزمان والمكان عنصرين أساسيين من عناصر الرواية، ومن خلالهما يستطيع القارئ تصوُّر العصر الذي وقعت فيه الرواية، وبالتالي إمكانية تعايشه معها.

الحوار

والحوار هو ما يدور من حديث بين الشخصيات، أو تكلم الشخصية مع نفسها، ومن خلاله يبني الكاتب أحداث روايته، ويفضل الأدباء أن يكون الحوار باللهجة العامية، وهناك أنواع من الحوار، منها: "حوار مع الغير"، وهو لا يعني أن يكون بين شخصين، بل يمكن أن يكون بين فرد وجماعة، أو جماعة مع جماعة أخرى، "حوار مع النفس"، وهو حديث بلا صوت، يدور في إطار العالم الداخلي للشخصية، وفيه تكلم الشخصية نفسها بحديث خاص جداً، ويستخدم الكاتب هذا النوع من الحوار الداخلي ليكشف لقارئه ما يدور في داخل الشخصية من مشاعر وأفكار ذاتية، ويوضح ما يدور في الباطن بعد أن أظهر ما يدور في العلن.
وإذا تابعتِ الرابط التالي ستتعرفين إلى كيف أبدأ بكتابة رواية؟

أهم الخصائص التي تتمتع بها الرواية الأدبية

يقول الأديب طارق عبده، إن الرواية في الأدب تتمتع وتتميز بالعديد من الخصائص والمميزات التي تجعلها منفردة عن أيٍّ من أشكال الكتابة الأدبية الأخرى، ومن أهم الخصائص والمميزات، هي كالآتي:

طول الرواية

تستمدّ الرواية الأدبية طولها من إسهاب الكاتب في الوصف التفصيليّ لعنصر الزمان والمكان، إلي جانب سرد الأحداث.

ذاتية الرواية

حيث يتمكن الكاتب من عرض وجهة نظره الذاتية والتي يمتلكها، ويتم هذا من خلال الموضوع الخاص بالرواية. ويتم هذا من خلال أساليب وطرق غير مباشرة، غير أنَّ تلك الميزة أو الخاصية لا تُعتبر مُتاحة لكافة الأنواع القصصية الأخرى، التي تلتزم الموضوعية؛ فتقل التفاصيل فيها.

تقديم السرد لأحداث عدة

تعمل الرواية على تقديم السرد لأحداث مختلفة، وكذلك للأزمنة إلى جانب الأماكن المتعددة والكثيرة، وهذا يتطلب أن يكون الكاتب الأدبي مُطلعاً على جوانب عديدة ومختلفة وملماً بها، ومطلعاً علي الجوانب المحيطة بما يكتبه؛ حتي تتواجد المصداقية في الرواية وتتوافر، وحتي يتعايش القارئ فيما يقرأه. وبالتالي فإنَّ الإنسان بطبيعته يتأثر وينجذب إلى كل ما هو واقعي.

التأثير في القارئ

يعمل الكتاب في الرواية الأدبية على كتابتها بأسلوب مشوّق وبطريقة يتم من خلالها التأثير في عقول القراء، وهذا بغية المتابعة في قراءة الأحداث المتنوعة، وليجعل المتلقي والقارئ يتعايشان مع الأحداث والشخصيّات، وهذا إلى نهاية الرواية.
قد ترغبين كذلك في التعرُّف إلى: خطوات أساسية قبل خوض تجربة كتابة رواية