ما أروع الآيس كريم في نهارات الصيف الحارة، وما أبدع طعمه المثلج الطازج، ونكهاته المختلفة بكافة صورها وأشكالها خاصة المجمدة وهو ينزلق بتروٍ ويذوب بتؤدة، فيرطب بنعومته شفاهك ويمتع بطعامته متذوقات لسانك الحسية ليصل لمعدتك بارداً شهياً فيخفض من حرارتها ويدغدغ سوائلها الهاضمة وينعش جدرانها العضلية القابضة فتنخفض درجة حرارة جسدك وتشعر بالانتعاش والسعادة في ظل موجات الاحترار العالمي والتي تئن تحت وطئتها البيئة العالمية، واليوم 21 يونيو وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي لما يُعرف بـ"حلوى السعادة" أو "الآيس كريم" سيدتي تُعرفك معلومات مثيرة عن تاريخ حلوى السعادة هذه الحلوى المدهشة والتي يعشقها الكبار والصغار ومن كل الأعمار.
الآيس كريم حلوى قديمة ضاربة في عمق التاريخ
- بحسب موقع .canalmuseum.org.uk، أصول الآيس كريم تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، فقد كان الإسكندر الأكبر يستمتع بالثلج والجليد المنكه بالعسل والرحيق.
- تُظهر الكثير من المراجع التاريخية الخاصة بالإمبراطورية الرومانية، أن نيرون كلوديوس قيصر (54-86 م) كان يرسل في كثير من الأحيان عبيداً مدربين على الجري السريع لإحضار الثلج من الجبال، خاصة بعد أن يختلط بالفاكهة التي تتجمد ليستمتع بها الملك، ثم قام الطهاة بعد ذلك بمزج الفواكه بعد هرسها بالثلج فتتحول لعصير مجمد يستمتع به في الأيام الحارة.
- من المعروف كذلك أن الحضارة الصينية كانت نقطة هامة في نشأة الآيس كريم فبحسب الأسطورة في فترة تانغ (618-907 م) كان يتم تسخين حليب الجاموس والأبقار والماعز ويترك ليخمر (يتجبن فيصبح زبادي) تم بعد ذلك يتم خلط هذا "الزبادي" مع الدقيق للتكثيف والكافور للنكهة ويتم تبريده قبل تقديمه.
- بعد مرور أكثر من ألف عام، عاد الرحالة الإيطالي ماركو بولو إلى إيطاليا بعد رحلة طويلة من الشرق الأقصى بوصفة تشبه إلى حد كبير ما يسمى الآن بالآيس كريم، ويُقدر المؤرخون أن هذه الوصفة تطورت إلى طعم وشكل الآيس كريم في القرن السادس عشر.
- يبدو أن إنجلترا قد اكتشفت الآيس كريم في نفس الوقت، أو ربما حتى قبل الإيطاليين. فقد ظهر بانتظام على طاولة الملك تشارلز الأول خلال القرن السابع عشر.
- تعرفت فرنسا على ما يشبه الآيس كريم في عام 1553 من قبل الإيطالية كاثرين دي ميديشي عندما
- طلبت الأميرة الفلورنسية كاثرين دي ميديشي توزيع الحليب المخلوط بالثلج على المدعوين إلى زفافها من الملك هنري الثاني ملك فرنسا
- لم يكن حتى عام 1660 الآيس كريم متاحاً لعامة الناس حتى قدم بروكوبيو الصقلي وصفة لمزج الحليب والقشدة والزبدة والبيض في مقهى بروكوبي، أول مقهى في باريس.
- ولدى زيارة ملك إنجلترا تشارلز لفرنسا مطلع القرن 17، قدم إليه اللبن المثلج فأعجبه وعاد بوصفته إلى إنجلترا، فظهر بانتظام على طاولة الملك تشارلز الأول، حتى أصبح الأغنياء يتناولون هذه الحلوى المثلجة بانتظام.
- وفي عام 1899، طوّر الفرنسي أوغست جولين آلة تساعد في خلط المثلجات بشكل متماسك ومتجانس وسريع، مما أسهم في انخفاض تكلفة إنتاج "الجيلاتو" وسرعة انتشاره.
ويمكنك من السياق التالي التعرف على كيف يكون الألماس والذهب في أكواب الآيس كريم الأغلى في العالم
الآيس كريم في العالم الجديد
- وفقاً لموقع history-com، فقد وجدت المثلّجات طريقها إلى أميركا -إلى ولاية ميريلاند تحديداً- حين بدأ الحاكم الإنجليزي يقدمها إلى ضيوفه عام 1700، حيث تخبرنا الوثائق أن أول حساب رسمي للآيس كريم في العالم الجديد يأتي من رسالة كتبها ضيف حاكم ولاية ماريلاند ويليام بلادين عام 1744، وقد ظهر أول إعلان عن الآيس كريم في هذا البلد في صحيفة نيويورك جازيت في 12 مايو 1777، عندما أعلن صانع الحلويات فيليب لينزي أن الآيس كريم متاح "كل يوم تقريبًا". وتظهر السجلات التي يحتفظ بها أحد التجار في شارع تشاتام، نيويورك، أن الرئيس جورج واشنطن أنفق ما يقرب من 200 دولار لشراء الآيس كريم خلال صيف عام 1790.
- حتى عام 1800، ظل الآيس كريم ترفاً وحلوى نادرة وغريبة يتمتع بها النخبة في الغالب فهو يعتمد على الطبيعة في إنتاجه، وعلى الطرق المرهقة في حصاده، وظل كذلك حتى تم اختراع بيوت الثلج المعزولة ليصبح الآيس كريم صناعة في أمريكا، وكان رائدها في عام 1851 تاجر ألبان في بالتيمور يُدعى جاكوب فوسيل. وقد زاد إنتاج الآيس كريم بسبب الابتكارات التكنولوجية، بما في ذلك الطاقة البخارية، والتبريد الميكانيكي، والطاقة والمحركات الكهربائية، وآلات التعبئة والتغليف، وعمليات ومعدات التجميد الجديدة.
- أصبح الآيس كريم رمزاً معنوياً صالحاً للأكل خلال الحرب العالمية الثانية. حاول كل فرع من فروع الجيش التفوق على الآخرين في تقديم الآيس كريم لقواته. في عام 1945، تم بناء أول "صالة آيس كريم عائمة" للبحارة في غرب المحيط الهادئ. وعندما انتهت الحرب، وتم رفع تقنين منتجات الألبان، احتفلت أمريكا بانتصارها بالآيس كريم. استهلك الأمريكيون أكثر من 20 لتراً من الآيس كريم للشخص الواحد في عام 1946.
- بدأ الاحتفال باليوم العالمي للآيس كريم عبر الرئيس رونالد ريغان، ففي عام عام 1984 أصدر مرسوماً بتخصيص يوم للآيس كريم، ومنذ ذلك الحين، أثارت العطلة الرغبة الشديدة في تناول الآيس كريم في جميع أنحاء العالم ويتم الاحتفال به تقليدياً كل عام.
وفي سياق التحدث عن الآيس كريم قد ترغبين في التعرف لهذه القصة: هبوط طائرة وسط بلدة كندية من أجل كعكة آيس كريم
بسكويت الآيس كريم اختراع عربي بامتياز
من المعروف أن الدمشقيين هم أول من عرف الآيس كريم بالعالم العربي وكان يسمى البوظة وقد بدأ من خلال عصير الليمون البارد والذي كان يتم تجميده لما يشبه الآيس كريم وكان يضاف له نبات ينمو في جبال سورية وهو السحلب مع الحليب ليتم مزج هذا الخليط ويتحول للبوظة العربية
وفقًا لموقع listverse.com، فالسوري إرنست الحموي هو صاحب اختراع بسكويت الآيس كريم، ففي أحد الايام من عام 1903 كان الإيطالي إيطالو ماركيوني يقدم المثلجات للزبائن في أطباق، وكان بجانبه الحموي على إحدى العربات ويقدم حلوى الزلابية، وفجأة نفدت الأطباق قبل أن ينفد مخزون المثلجات لدى صانع الآيس كريم فطلب المساعدة من الحموي، الذي صنع له قطعاً رقيقة من البسكويت باستخدام الوافل وحولها لوعاء آيس كريم، ليتحول لصرعة بين الزبائن والذي دفع البائع السوري لافتتاح مصنعه الخاص لعمل البسكويت المخروطي للآيس كريم بالعام 1910.
من الاختراعات العربية كذلك التي أفادت صناعة الآيس كريم هي صناعة الثلج اللازم لتجميد الطعام وصناعة الآيس كريم فأول وصف تقني لصنع الثلج باستخدام الأملاح المختلفة كان على يد المؤرخ الطبي العربي ابن أبوعصيبي (1230-1270 م)، حيث كان الاحتفاظ بالآيس كريم شبه معجزة ويتطلب الحصول على كميات ضخمة من الجليد أو الثلج من الجبال والبحيرات المتجمدة.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين على وظيفة مذهلة براتب سنوي 78000 دولار مقابل تذوق الحلوى في منزلك!
أسماء الآيس كريم
يعرف الآيس كريم باسمه هذا بأوروبا والدول الغربية، ويُعرف بأسماء أخرى فيسمى جيلاتي في مصر، والبوظة في عدد من الدول العربية، ولاباني بالمغرب وجيلاتو في إيطاليا، وباغاتو في اليونان، وداندرمة في تركيا، وسباجيتي في ألمانيا، ويخبرنا موقع thefoodtech-com، عن الفرق بين الجيلاتو والآيس كريم.
- الجيلاتو: يحتوي على حليب أكثر وقشدة أقل ويخفق بشكل أقل. ولهذا السبب يكون حجمه أصغر بصرياً وينخفض محتواه من الدهون، ويتم تقديمه في درجة حرارة تتراوح بين 6 و8 درجات مئوية، لذا فهو "أكثر حرارة" من الآيس كريم.
- الآيس كريم: يحتوي على كمية أكبر من الكريمة ويتم خفقه بسرعة كبيرة، بحيث يولد المزيد من الهواء ويزداد حجمه.
بالنهاية بعد أن تعرفت على التاريخ الممتع لحلوى السعادة "الآيس كريم" في يومها العالمي حدثينا كيف ستشاركين بهذا اليوم العالمي اللذيذ الطعم وأي نكهة هي الاقرب إليك، وهل جربت نهكات غريبة.
إذا أردتِ التعرف على العديد من الطرق والوصفات المدهشة لصناعة الآيس كريم أو الجيلاتي أو البوظة أو الداندورما لن تجدي أفضل من تصفح مطبخ سيدتي لتجدي العديد من وصفات حلوى السعادة..!