في اليوم الدولي للصداقة.. تعرفي إلى دروس أرسطو عن الصداقة

يوم الصداقة الدولي
يوم الصداقة الدولي

يقول الكاتب والفيلسوف والناقد الإسباني الشهير رافائيل ناربونا: "بدون الأصدقاء، سيكون وجودنا دائماً غير مكتمل على أن المودة لا ينبغي أن تحجب الشغف بالحقيقة"، وبحسب تعاليم أرسطو لابنه "الصداقة هي أهم شيء للحياة". وفي ظل الشعور بقوة الصداقة كإحدى أهم قوى السلام العالمي التي تكرس لتجميع أواصر العلاقات الإنسانية الحميمة وتطوير روابط الثقة القوية بين الأفراد والشعوب يحتفل العالم اليوم 30 يوليو باليوم الدولي للصداقة.

اليوم الدولي للصداقة


 

اليوم الدولي للصداقة هي مبادرة تأتي بناء على مقترح اليونسكو (حسب موقعها الرسمي .unesco.org) والذي قامت فيه بتعريف ثقافة السلام على أنها مجموعة من القيم والمواقف والسلوكيات التي ترفض العنف وتسعى إلى منع الصراعات من خلال معالجة أسبابها الجذرية بهدف حل المشاكل. ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1997، حيث عالم اليوم أضحى مكاناً معقداً للصراع والخلاف ومختلف التحديات، ومن ثمّ فقد أرادت الأمم المتحدة تذكير الجميع بكل ما هو عظيم وجيد في العالم من خلال الاحتفال باليوم الدولي للصداقة والذي بدأ فعلياً في عام 2011!
يتمحور اليوم الدولي للصداقة حول تعزيز العمل الجماعي واللطف، وجمع الناس معاً. وفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة un-org، الصداقة كقوة دولية تصل إلى جميع أنحاء العالم وثقافاته، كما أنها تساهم في التحولات الأساسية المطلوبة بشدة لتحقيق الاستقرار الدائم بين الشعوب، ونسج شبكة أمان تحمينا جميعاً، وتوليد الشغف من أجل عالم أفضل حيث الجميع. متحدون من أجل الصالح العام.
بحسب موقع الأمم المتحدة الرسمي، ووفقاً لإعلان يوم الصداقة العالمي، فإن الناس مدعوون إلى "الاحتفال بهذا اليوم بطريقة مناسبة، وفقاً للثقافة وغيرها من الظروف أو العادات المناسبة لمجتمعاتهم المحلية والوطنية والإقليمية، بما في ذلك من خلال أنشطة التعليم والتوعية العامة".
ويمكنك أكثر التعرف إلى: اليوم الدولي للصداقة

احتفالية منذ مائة عام

مجموعة من الأصدقاء يتقافزون احتفاءً بصداقتهم

بدأ اليوم الدولي للصداقة قبل حوالي مائة عام. وقد تأسست هذه المناسبة في الأصل على يد هولمارك في عام 1919، وكان الهدف منها أن تكون يوماً يحتفل فيه الأشخاص بصداقتهم من خلال إرسال بطاقات لبعضهم البعض. قبل ذلك بآلاف السنين وعلى مر التاريخ، فكر الفلاسفة دائماً في الصداقة من أجل فهم كيفية ارتباط البشر بالآخرين.. بالسياق التالي "سيدتي" تشاركك الاحتفال باليوم الدولي للصداقة وتعرفك دروساً من أرسطو عن الصداقة من موقع (ethic.es) وتدعوكِ لتعرف رأيك في هذه الآراء ومدى مثاليتها، وهل هي ما زالت صالحة لعصرنا الحديث بكل مادياته وصراعاته وآلياته.

أنواع الصداقة عند أرسطو


وفقاً لموقع ethic.es، فقد اقترح أرسطو ثلاثة أنواع من الصداقة: المثالية وغير الكاملة وصداقة المصلحة وغير الكاملة، وهي التي تقوم على تشارك المتعة أو المنفعة حيث العلاقة تعتمد دائماً على عنصر خارج العلاقة.

الصداقة المثالية

عرف أرسطو الصداقة المثالية على أنها علاقة أخلاقية قيمية بدون غرض تكون حباً لذات الشخص دون تحفظات وفيها:

  • يكون الصديق صديقاً لصديقه بعيداً عن الماديات والمنافع.
  • فالصديق تجب صداقته لذاته وليس لما يقدمه لصديقه، أو ما يمكن أن يحصل عليه أي منهما من الآخر .
  • فالصداقة المثالية هي تلك التي نتصرف فيها، بما يتجاوز ما يناسبنا، ونعطي كل شيء للآخر.

الصداقة غير الكاملة

بحسب أرسطو فهذا النوع من الصداقة يقوم على تشارك المتعة أو المنفعة حيث العلاقة تعتمد دائماً على عنصر خارج العلاقة:

  • فالصداقة تكون من أجل متعة مشاركة نفس الشغف، مثل الرياضة والموسيقى والطعام الجيد.
  • أو الصداقة تحدث بسبب حدوث تبادل ما بين الصديقين حيث المعاملة بالمثل، فتكون الصداقة علاقة ذات اتجاهين، أي بين شخصين، والتبادل هنا يعني أنها علاقة عطاء وأخذ. فكلا الطرفين يتمنى الخير للآخر، ويعطي بقدر ما أخذ.
  • أو الصداقة قد تكون بسبب وجود تشابه بين شخصين. فهناك أشخاص متشابهون لأن لديهم خصائص مشتركة، فهم يشتركون في الأذواق والاستهلاك والرموز والأيديولوجيات. والتشابه هنا يعني، بالنسبة لأرسطو، أن: "صديقي هو ذاتي الأخرى"، فلا أحد يقيم صداقة مع شخص على عكسه تماماً، فيجب دائماً أن يكون هناك شيء مشترك دائماً ما بين الطرفين.

صداقة المصلحة

تنشأ هذه الصداقة من المصلحة، على أمل الحصول على بعض المنفعة. وفي هذه الحالات يتم البحث عن صحبة الصديق لأنها مفيدة أو ممتعة. ويصف أرسطو هذه العلاقات بأنها:

  • صداقات صدفة.
  • فيها "لا يُحب المرء لما هو عليه، بل لما يسعى إليه، سواء كان المنفعة أو المتعة".
  • هذه الصداقات تتبدد بسهولة. وهذا ما يحدث عادةً مع الشباب الذين يكوّنون صداقات بسرعة ويبتعدون فجأة.

أقوال أرسطو عن الصديق والصداقة

صديقتان مستلقيتان على العشب تتضاحكان فبدون الأصدقاء لا أحد يريد أن يعيش
  • الصديق العدو هو الغريب، الذي يأتي ليخرجنا من ذواتنا.
  • أفضل صديق هو أسوأ عدو.
  • السعادة الحقيقية يتم الحصول عليها مع الأصدقاء بفعل ما هو صواب، وليس بما هو أسهل وأمتع بالنسبة لنا.
  • الحياة ليست فوضى وصدفة، بل هي شيء جميل وجدير بالاحترام، كما يتجلى في وجود الصداقة.
  • خيط الصداقة الدافئ، يكشف أن الأفكار والعواطف غالباً ما تتدفق عبر نفس القناة.
  • بدون الأصدقاء لا أحد يريد أن يعيش، حتى أولئك الذين يتمتعون بالسلطة والثروة الكبيرة يحتاجون إلى الأصدقاء، لأنهم "الملجأ الوحيد" في الفقر وسوء الحظ.
  • تساعد الصداقة الصغار على عدم ارتكاب الأخطاء وتخفف من ضعف الكبار.
  • وفي أوقات العمل تساعد الصداقة على نجاح المشاريع الطيبة والأعمال النبيلة.
  • مع الأصدقاء، يكون الرجال أكثر قدرة على التفكير والتصرف.
  • إن العيش مع رجال صالحين هو حافز لا يهزم للفضيلة.
  • الصداقة هي فرصة "لفعل الخير". وبدون علاقات دافئة ووثيقة، لا يمكن للبشر أن يطوروا أجمل مشاعرهم. العدالة، والإحسان، والشهامة يخلق الصداقة.
  • عندما يكون الرجال أصدقاء، ليست هناك حاجة للعدالة.
  • الصداقة ليست ضرورية فحسب بل هي حالة جميلة.
  • الصديق هو ذات أخرى.
  • صداقة الصالحين والمتساوين في الفضيلة دائمة ومتينة، فالخير ليس جيداً بالمعنى المطلق فحسب، بل إنه مفيد أيضاً بشكل متبادل.
  • الصداقة نسيج يُصنع ببطء، وليست شيئاً ينبثق تلقائياً.
  • الصداقة بين الأشرار مستحيلة، لأن هذا النوع من الرجال لا يسعى إلا لمصلحته الخاصة. إنهم غير قادرين على الحب ولا يعرفون الكرم.

ونحو المزيد من ذات السياق هذه أجمل عبارات عن يوم الصداقة العالمي