أسد فينيسيا المجنح أيقونة المدينة ورمز مهرجاناتها التاريخية بلا منازع.. ما القصة؟

تمثال الأسد المجنح
تمثال الأسد المجنح أيقونة فينيسيا بلا منافس

يظل الأسد المجنح رابضاً في صمود وقدرة وسيطرة، ينظر بتحدّ وقوة مستعداً للانقضاض، رافعاً جناحيه لأعلى مرفرفاً حامياً مدافعاً، أو مخفضهما في ثبات وثقة، يطل من فوق أعمدة مباني فينيسيا العتيقة وقصورها وساحاتها وكنائسها، ومن بين النقوش واللوحات والأعلام وعلى اللافتات وحتى بجوائز المهرجانات، فأينما ذهبت وأينما نظرت في فينيسيا، فالأسد المجنح موجود في كل مكان، فما هو الأسد المجنح ولماذا توغل بهذه الطريقة في تفاصيل المدينة ليتحول لرمزها الأيقوني وعلامتها المسجلة، تابعي السياق التالي لتعرفي..!

كائن أسطوري من عمق التاريخ الإنساني

تمثال الأسد المجنح يوجد بمختلف الحضارات


يقول أحمد عمران الباحث في التاريخ بكلية الأداب لسيدتي: أينما ذهبت في فينيسيا فمن المرجح أن تجد أسداً مجنحاً على الفور، وهو يظهر كذلك بذات القوة والزخم على طول الساحل الكرواتي، وفي العديد من الجزر اليونانية وفي جميع أنحاء شمال شرق إيطاليا، إلا أنه أضحى على امتداد الزمن علامة مرئية لسيادة فينيسيا، فتجده بمنحوتات التماثيل والنقوش واللوحات والأعلام واللافتات، الأسد المجنح موجود في كل مكان على الإطلاق فلماذا؟ والإجابة المختصرة هي أن الأسد المجنح هو الرمز التقليدي لحامي مدينة فينيسيا، حسب الأساطير القديمة.

يقول عمران: الأسد المجنح أحد الرموز القديمة جداً والضاربة بجذورها في عمق التاريخ الإنساني، وهو كائن أسطوري ، يعرف باسم غريفين، وقد ظهر في أشكال ورسوم مختلفة في العديد من الحضارات القديمة مثل حضارة بلاد ما بين النهرين، الحضارة الآشورية، الحضارة الفرعونية وهو موجود كذلك في الأساطير اليونانية القديمة، وفي حضارات جنوب شبه الجزيرة العربية، فقد وُجِدت رسوم الأسد المجنح مرسومة على تيجان القصور الملكية، وهو معروف بقدراته الحارسة والحامية من قوى الشر للبشر والممتلكات والمباني لما يتمتع به من سطوة وقوة وموت (وفقاً للأساطير القديمة).

يرمز الأسد المجنح إلى الذكاء والقوة وترتبط أجنحته بأشعة الشمس وقوتها وقدرتها التي تتحكم في ملامح الأسد وتعززها، فالأسد ذو الأجنحة له معنى يرتبط بالعديد من الرموز الدينية والروحية في العديد الثقافات. بحسب الأسطورة المعروفة في فينيسيا، فالأسد المجنح يكون واقفاً على رجليه الأماميتين على الأرض ورجليه الخلفيتين في الماء، مما يرمز إلى دومينيو دي تيرا ودومينيو دي مار - السيادة البرية والبحرية في فينيسيا.

أين يوجد شعار الأسد المجنح ؟

تمثال الأسد المجنح يزين تاج عمود في فينيسيا


يقول عمران: يوجد الأسد المجنح بأشكال مختلفة في الحضارات القديمة والوسطى

  • فقد تم تصويره في أساطير بلاد ما بين النهرين.
  • تم تصويره في الأساطير المصرية والفارسية .
  • الأسد المجنح هو الرمز الشعاري لمرقس الإنجيلي.

في عصرنا الحديث:

  • الأسد المجنح هو شعار النبالة لمدينة فينيسيا.
  • الأسد المجنح شعار مقر قيادة القوات المشتركة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في نابولي، في إيطاليا (أسد مجنح يحمل سيفاً ولفائف مكتوباً عليها PAX - اللاتينية التي تعني السلام).
  • الأسد المجنح شعار مدينة نانجينغ الصينية (بيكسي).

قد ترغبين في متابعة الموضوع التالي: فى الإسكندرية تماثيل تتحرك وتعود فى حلة جديدة

الأسد المجنح رمز وشعار لفينيسيا

شرفة بيت فينيسي تتزيّن بشعار الأسد المجنح


وفقاً لموقع italia.it، اتخذت فينيسيا من الأسد المجنح رمزاً وشعاراً، فبحسب الأسطورة فقد تحطمت سفينة القديس مرقس في البحيرات المحيطة بفينيسيا في طريقه إلى أكويليا لنشر الكلمة لشعوب أكويليا (تقع في الأطراف الشمالية للبحر الأدرياتيكي، بالقرب من سلوفينيا) عندما اتخذ بحسب الأسطورة ملاك شكل أسد مجنح ليخبره أن مكان راحته الأخير سيكون في فينيسيا.

يمثل الأسد المجنح هيمنة فينيسيا على البحر الأدرياتيكي وطرق التجارة والازدهار. يظهر الأسد إما في وضع دفاعي بالسيف أو مع الكتاب المقدس، اليوم، يظهر أسد القديس مرقس المجنح على أعلام البحرية الإيطالية والسفن التجارية، وشعاراً لكبرى الشركات والمؤسسات وفي الأحداث الكبرى وبمختلف الفعاليات.

قد ترغبين كذلك في التعرف إلى 10 أساطير مذهلة عن الأحجار الكريمة.. غرابتها تحبس الأنفاس

الأسد المجنح ومهرجان فينيسيا الدولي

جائزة الأسد الذهبي في فينيسيا (A Golden Lion award at Venice Lido). مصدر الصورة: Alberto PIZZOLI / AFP


بحسب الموقع الرسمي لمهرجان فينيسا الدولي labiennale.org، نظراً لما يمثله الأسد المجنح من معانٍ ودلالات أسطورية، وكعادة الفينيسيين يتخذون من الأسد المجنح شعاراً لمختلف سياقاتهم الثقافية والاجتماعية والدينية، ومن ثمّ فقد اتخُذ الأسد المجنح شعاراً لمهرجان فينيسيا الدولي، وعُدّت جائزة الأسد الذهبي The Golden Lion أرفع جائزة تعطى للفيلم بالمهرجان منذ عام 1949، وتعتبر الآن واحدة من الجوائز الأكثر تميزاً في صناعة الفيلم. في عام 1970، تم إدخال الأسد الذهبي الثاني، وهذه هي الجائزة الفخرية، وهي تقدم للأشخاص الذين قدموا إسهاماً مهماً في السينما، على أنه في السابق، في عامي 1947 و 1948، كانت الجائزة تسمى جائزة فينيسيا الدولية الكبرى وكانت تمنح باسم الأسد الذهبي، في عام 1954 تمت تسمية الجائزة بشكل دائم باسم "الأسد الذهبي".
وفق سياق مهرجان فينيسيا يمكنك التعرف إلى: مهرجان فينيسيا السينمائي يكشف عن الأفلام المشاركة رسمياً في المهرجان