في اليوم العالمي للغات الإشارة 2024 الاتحاد العالمي للصم يدعو رؤساء العالم "للتسجيل من أجل حقوق لغة الإشارة"

فتاة تحرك أصابعها بلغة الإشارة
التنوع اللغوي بلغات الإشارة يُعد شهادة على التراث الثقافي الغني لمجتمعات الصم

هل تعرضت مرة لموقف تتحدث فيه ولا تجد من يفهمك، تحاول التواصل ولا تجد من يدركك، وهل وجدت نفسك يوماً وسط حشد صاخب يتحدثون وأنت تدرك ذلك وتراه بأم عينيك فشفاههم تتحرك وأجسادهم تعبر وأنت لا تفهمهم ولا تسمعهم ولا تُدرك ما يقولون.. بالنسبة لملايين الأشخاص حول العالم، هذه ليست مجرد تجربة عابرة، بل هي حقيقة يومية يعيشون بها ويتكيفون معها. كيف سيكون شعورك لو كنت أحد هؤلاء الأشخاص ووجدت لغة لا تحتاج إلى صوت لنقل الأفكار والعواطف المعقدة لغة تساعدك لاستكشاف عالم يفهمه الجميع تتحدث فيه الأيدي بصوت أعلى من الكلمات.. هذه اللغة هي لغة الإشارة والتي يحتفل بها العالم اليوم 23 سبتمبر من خلال اليوم العالمي للغات الإشارة.

تاريخ الاحتفال باليوم العالمي للغات الإشارة

يُعد الاحتفال باليوم العالمي للغات الإشارة أمراً بالغ الأهمية لكل من مجتمع الصم والمجتمع العالمي ككل، حيث يمثل فرصةً فريدةً لدعم وحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي لجميع الأشخاص الصم وغيرهم من مستخدمي لغة الإشارة، فقد أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي للغات الإشارة لأول مرة في عام 2017، حيث أُقيم أول احتفال في 23 سبتمبر 2018. وبحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، فقد تم اختيار هذا التاريخ لأنه يُصادف الذكرى السنوية لتأسيس الاتحاد العالمي للصم (WFD) في عام 1951.
يُمثل هذا اليوم ميلاد منظمة مناصرة لحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه المنظمة من بين أهدافها الرئيسية الحفاظ على لغات الإشارة وثقافة الصم كشرط أساسي لتحقيق حقوق الإنسان للأشخاص الصم، وقد تم الاحتفال بالأسبوع الدولي للصم لأول مرة في سبتمبر 1958 وتطور منذ ذلك الحين إلى حركة عالمية لوحدة الصم والدعوة المتضافرة لرفع مستوى الوعي بالقضايا والتحديات التي يواجهها مجتمع الصم في حياتهم اليومية، وقد كان إنشاء هذا اليوم نتيجة لعقود من الدعوة من قبل مجتمع الصم والمنظمات الداعمة لحقوق الصم.
قاد الاتحاد العالمي للصم، جنباً إلى جنب مع جمعياته الوطنية البالغ عددها 135 جمعية للصم، حملة الاعتراف الرسمي بلغات الإشارة وحقوق الصم في جميع أنحاء العالم. يُعد الاحتفال باليوم العالمي للغات الإشارة خطوةً نحو عالم أكثر شمولاً، حيث يتم تقدير التنوع اللغوي واحترام حقوق الأفراد الصم. ويدعونا جميعاً إلى تقدير جمال وتعقيد اللغات المرئية والعمل من أجل مجتمع  يتم فيه سماع صوت كل شخص - سواء كان بصرياً مرئياً أو منطوقاً مسموعاً.

اليوم العالمي للغات الإشارة 2024

وفقاً للموقع الرسمي للاتحاد العالمي للصم wfdeaf.org ، ففي كل عام، يختار اليوم العالمي للغات الإشارة موضوعاً للاحتفاء بهذا اليوم مع التركيز على:

  1. جوانب مختلفة من ثقافة الصم.
  2. حقوق لغة الإشارة.
  3. التحديات التي يواجهها مجتمع الصم.

خلال هذه النسخة من الاحتفال في 2024 يسلط العالم الضوء على الوحدة التي تولدها لغات الإشارة، فقد دعا الاتحاد العالمي للصم عبر موقعه الرسمي جميع الأماكن العامة والمعالم العامة والمباني الرسمية والمنازل الرئاسية وقاعات المدن والملاعب وغيرها إلى أن يتم تسليط الضوء عليها باللون الأزرق في 23 سبتمبر 2024. ويهدف هذا الحدث إلى توحيد العالم ومواطنيه ومجتمعاته من خلال تسليط الضوء الأزرق على لغات الإشارة.
ودعا كذلك الاتحاد جميع القادة سواء رؤساء وزراء أو مسؤولين حكوميين آخرين أو أعضاء في البرلمانات أو أعضاء في مجالس المدن - التوقيع على موضوع هذا العام "التسجيل من أجل حقوق لغة الإشارة" بلغة الإشارة الوطنية الخاصة بهم خلال الفترة من 23 سبتمبر حتى 29 سبتمبر، حيث:

  • الإثنين 23 سبتمبر 2024 - اليوم العالمي للغات الإشارة: التسجيل للحصول على حقوق لغة الإشارة.
  • الثلاثاء 24 سبتمبر 2024: سيتم مناقشة التعليم الشامل.
  • الأربعاء 25 سبتمبر 2024: سيتم مناقشة مناصرة لغة الإشارة.
  • الخميس 26 سبتمبر 2024: سيتم مناقشة بناء مجتمعات صماء مرنة.
  • الجمعة 27 سبتمبر 2024: سيتم مناقشة التنوع في مجتمعات الصم.
  • السبت 28 سبتمبر 2024: سيتم مناقشة الاحتفالات الثقافية للصم.
  • الأحد 29 سبتمبر 2024: سيتم مناقشة الاستثمار في مستقبل مجتمعات الصم.

ويمكنكم من السياق التالي التعرف على: هؤلاء المشاهير الملهمون من ذوي الاحتياجات الخاصة..

معلومات لا تعرفها عن لغات الإشارة

لغة الإشارة ليست لغة واحدة بل أكثر من 300 لغة إشارة مختلفة


وفقاً للاتحاد العالمي للصم wfdeaf.org، يوجد أكثر من 70 مليون شخص أصم في جميع أنحاء العالم. يعيش أكثر من 80% منهم في البلدان النامية.

  • من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن لغة الإشارة عالمية، في الواقع لغة الإشارة ليست لغة واحدة بل أكثر من 300 لغة إشارة مختلفة.
  • لغات الإشارة هي لغات طبيعية كاملة، ومتميزة هيكلياً عن اللغات المنطوقة. ولكل منها قواعدها النحوية الفريدة وتركيبها اللغوي وفروقها الثقافية.
  • هناك أيضاً لغة إشارة دولية، يستخدمها الصم في الاجتماعات الدولية وبشكل غير رسمي عند السفر والتواصل الاجتماعي. وهي تعتبر شكلا مبسطًا من لغة الإشارة التي ليست معقدة مثل لغات الإشارة الطبيعية ولها معجم محدود.
  • كما شهدت اللغات المنطوقة تطوراً كبيراً بمرور الزمن وبشكل مختلف عبر المناطق، فقد تطورت أيضاً لغات الإشارة بشكل مستقل في مجتمعات الصم في جميع أنحاء العالم.
  • تُستخدم لغة الإشارة الأمريكية (ASL) بشكل أساسي في الولايات المتحدة وأجزاء من كندا، لكنها تختلف عن لغة الإشارة البريطانية (BSL) أو لغة الإشارة الأسترالية (Auslan). حتى داخل البلدان، يمكن أن تكون هناك اختلافات ولهجات إقليمية في لغات الإشارة.
  • التنوع اللغوي بلغات الإشارة يُعد شهادة على التراث الثقافي الغني لمجتمعات الصم على مستوى العالم. تعكس كل لغة إشارة تاريخ وقيم وتجارب مستخدميها، مما يجعلها أجزاء لا تقدر بثمن من النسيج اللغوي العالمي.
  • لغات الإشارة ليست مجرد تمثيلات بصرية للغات المنطوقة، بل هي لغات طبيعية كاملة في حد ذاتها.
  • أحدثت الابتكارات في مجال الاتصالات المرئية ثورة في كيفية تفاعل الأفراد الصم، مما يجعل محادثات لغة الإشارة عن بعد ممكنة في الوقت الفعلي.
  • يتم استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتطوير أنظمة التعرف على لغة الإشارة الأكثر تطوراً. تهدف هذه التقنيات إلى سد فجوة الاتصال بين مستخدمي لغة الإشارة وغير مستخدميها، مما قد يؤدي إلى ترجمة لغة الإشارة إلى نص أو لغة منطوقة والعكس صحيح.
  • تعترف اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام لغات الإشارة وتشجع على ذلك. وتوضح الاتفاقية أن لغات الإشارة تساوي في مكانتها اللغات المنطوقة وتلزم الدول الأطراف بتسهيل تعلم لغة الإشارة وتعزيز الهوية اللغوية لمجتمع الصم.

قد ترغبين في التعرف على المزيد من ذات السياق من خلال: لغة الإشارة في يومها العالمي.. هذه هي أنواعها