فنون التراث تستعرض كنوزها الخفية في أسبوع الأزياء في الرياض

الأميرة نورة الفيصل مع الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء بوراك شاكماك
الأميرة نورة الفيصل مع الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء بوراك شاكماك

نجح أسبوع الأزياء في الرياض في أن يطوّر نفسه بشكل مذهل من النسخة الأولى إلى النسخة الحالية؛ حيث توسّعت فعالياته لتشمل إلى جانب العروض الرئيسية، عدداً من الفعاليات المصاحبة ذات القيمة الثقافية العالية، وفي مقدمتها معرض "كنوز خفية" الذي تقدّم فيه شركة "فنون التراث" غير الربحية، نماذج مبهرة عن التصاميم التراثية التي حافظت عليها الشركة، وأعادت تقديمها بصورة متقنة تُبرز عمق الارتباط بالتراث الوطني.
هذا المزيج ما بين التراث والحداثة ضمن الحدث، تناولناه في حديث خاص مع الأميرة نورة الفيصل، عضوة مجلس إدارة جمعيَّة النهضة، والرئيسة التنفيذية لشركة "فنون التراث" غير الربحية، التي حرَصت شخصياً على أن تكون القطع المعروضة، والتي تم اختيارها من بين 57 ألف قطعة جمعتها الشركة وحافظت عليها، تمثل كافة مناطق المملكة، ونمط الملابس، والحلي والزينة التي تميّزت بها كلُّ منطقة.

إعداد: عبير بو حمدان

 

أساس الهوية

الأميرة نورة الفيصل تتوسط الأميرتين لولوة وهيفاء الفيصل بعد زيارتهما للمعرض


الأميرة نورة الفيصل قالت في بداية حديثها لـ«سيدتي» إن: "معرض "كنوز خفية" مهم جداً بالنسبة أولاً، لأن القطع هذه معاد تصنيعها، وكلها تم صنعها عندنا في "فنون التراث"، إعادة تصنيع لقطع قديمة، أثرية، من مناطق معروفة، لكن ما يهمنا هنا هو أن نُبرز تراثنا من ناحية التطريز والشغل اليدوي والإبداع الذي نتميز به". وأضافت: "تعمدتُ التواجد هنا لأنني أريد إظهار هذا الفن الموجود عندنا، للمصممين، والجمهور المحلي والعالمي أيضاً؛ فنحن نريد أن يأتي الناس ليرَوا هذه "الكنوز الخفية" الخاصة بنا، على أمل أن نراها مستقبلاً في القطع التي يبدع المصممون والمصممات السعوديات في تصميمها، إن شاء الله". وعن زيارة الأميرتين لولوة وهيفاء الفيصل للمعرض، قالت الأميرة نورة: "هذا الأمر بالنسبة لي، أمرٌ جداً شخصي ومهم؛ فهما، والحمد لله، داعمتان للجميع طوال عمرهما".

 

ثوب الغمرة المسرح من القطع المعروضة في معرض كنوز خفية


وعن المشاركة في النسخة الثانية من أسبوع الأزياء في الرياض، والتي تجسّد مزيجاً بين التراث والحداثة، أكّدت الأميرة نورة أنه: "مزيج جداً مهم؛ إذ إنه لأيّ مصمم، يعَد التراث هو أساس الهوية، والهوية التي ينبع منها الإبداع". وأضافت: "أن يفهم ما هي الشخصية السعودية، ما هو الإبداع السعودي، ما هو تراثنا، ولا يعني ذلك أبداً أن يقوم المصمم بالتكرار؛ فالإبداع مطلوب، لكن من أين يأتي الإبداع؟ علينا نحن أن نَزيد ونعطي العالم هذه اللغة السعودية، وخصوصاً الآن بما أننا لدينا مصممون باتوا معروفين عالمياً، مثل: أباديا التي تستخدم السدو في تصاميمها وتبيعها في بون مارشيه في باريس، وطبعاً هنيدة، التي عرضت مجموعتها في اليوم الأول، وكل المصممين أتوقع أنهم سيقدمون شيئاً مميزاً وسعودياً؛ لأن هذا هو أساس منطقة الإبداع".

 

سعادة اكتشاف التراث

من القطع المعروضة في معرض كنوز خفية


بعد تسلُّمها لمسؤوليات الرئيسة التنفيذية لشركة فنون التراث، حرَصت الأميرة نورة على متابعة المسار وحمل الرسالة التي تقوم عليها الشركة باهتمام وأمانة عالية، رغم أنها كما تقول: "ليست خبيرة في هذا المجال". وصرّحت: "هناك مسؤولية أُعطيت لي من خلال الأميرات سارة الفيصل ولولوة الفيصل وهيفا فيصل والأميرة بسمة بن ماجد، التي أنا حتى الآن أستشيرها في أشياءَ كثيرة، وفي كل لحظة، وطبعاً بدعم من النهضة. هناك اهتمام رئيس ومركّز على التراث، أنا فعلياً جديدة على هذا الموضوع رغم أنني نشأت ضمن جمعية النهضة وشركة فنون التراث، لكن دوري هذا بدأته منذ سنة تقريباً؛ لذلك أنا الآن أعتبر أنني جديدة فيه ولاأزال أتعلّم عن المجال أكثر، وبالأخص ما يخص التصميم؛ فأنا كمصممة، أقوم بتعلُّم أشياء جديدة في كل يوم، وأقوم باكتشاف هويتي واكتشاف تراثي؛ فأنا لست خبيرة، إنما مبتدئة، وأنا لمعلوماتكم، أتصل دوماً بالدكتورة ليلى البسام، في أسئلة وتوضيحات كثيرة، لكن هذه السعادة التي اكتشفتها في التراث أو اكتشاف هويتي، أريد أن أشاركها مع المصممين الآخرين".
ورداً على سؤال أخير حول ما لو سيكون ممكناً أن نرى عرضاً للأزياء التراثية ضمن عروض النُسخ المقبلة من أسبوع الأزياء، أجابت: "نأمل ذلك، إن شاء الله، ونحن لن نقول لا عن أيّة مشاركة جميلة إن شاء الله".
هذا وقد كان لـ«سيدتي» حوار سابق مع الأميرة نورة الفيصل، تحدثت فيه بالتفصيل عن فنون التراث، اطلعي عليه: الأميرة نورة الفيصل عضوة مجلس إدارة جمعية النهضة والرئيس التنفيذي لمؤسسة «فنون التراث»: نحتضن 57 ألف قطعة من التراث السعودي