تظل البيناليات محفلاً رائعاً للمختصين من الفنانين ومُولِّداً غنياً لإبداعات المبدعين والموهوبين وموعداً حصرياً لتلاقي وتلاقح رؤى وأفكار وتأملات صانعي الفن ومنشئيه، والتي تضيء حول أهم اتجاهات الفن الحديثة، وتُعيد الألق والزخم للموروث القديم، ومؤخراً تشهد المنطقة العربية زخماً مدهشاً في البيناليات الفنية، وعلى رأسها بينالي الفنون الإسلامية، والذي افتتح نسخته الثانية 25 يناير في صالة الحجاج الغربية في مدينة جدة ، ويستمر لـ25 مايو المقبل بمشاركة أكثرمن 30 فنانا من السعودية ومختلف أنحاء العالم .
بينالي حديث أثبت مكانته على الصعيدين العربي والدولي
على الرغم من حداثة بينالي الفنون الإسلامية (الدرعية)، النسخة الأولى في عام 2023، إلا أنه استطاع أن يجد لنفسه موطئ قدم من بين الفعاليات الفنية العربية والعالمية، فيطبع بالأذهان بمداد من ذهب فعاليات كبرى كرَّست للمزيد من الفهم والتقدير العميقين للفن والثقافة الإسلامية حيث يسعى البينالي لاستكشاف عمق المعاني الإيمانية، وطرق التعبير عنها والاحتفاء بها من خلال الحس والفكر و الفن والإبداع.
يُعد بينالي الفنون الإسلامية منصة شاملة لاستضافة وتشجيع الحوار وتوسيع المعرفة بالفنون الإسلامية، والذي يدفع عجلة التبادل الثقافي بين المملكة وكافة أنحاء العالم، إلى جانب تعزيز الروابط الثقافية وتوسيع فهم الفن الإسلامي عالمياً، إضافة إلى تعزيزه للحوار والتفاهم، وترسيخه لمكانة المملكة العربية السعودية كقطب ثقافي عالمي وذلك من خلال ما يوفره من فرص للبحث والتأمل والتعلم في مختلف المجالات.
فرصة حصرية للتعمق في تفاصيل الفن الإسلامي
يوفر هذا الحدث الرائد للضيوف فرصة حصرية للتعمق في تفاصيل الفن الإسلامي، من خلال تذوق الفنون الغنية والمتنوعة للحضارة الإسلامية، سواء التاريخية والمعاصرة، ويعرض البينالي عدداً أكبر من الأعمال الفنية المعاصرة وأخرى معارة تتضمن تحفاً أثرية وقطعاً تاريخية ومقتنيات إسلامية ثمينة، وأعمالاً فنية من عدة مؤسسات متخصصة منها متحف اللوفر (باريس)، ومتحف فكتوريا وألبرت (لندن)، إضافة إلى مجموعات متخصصة في الفنون والثقافات الإسلامية قادمة من معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية (تمبكتو)، ومتحف الفن الإسلامي (الدوحة)، والمعهد التركي للمخطوطات (إسطنبول)، كما يجمع البينالي مؤسسات من المملكة العربية السعودية حيث تمتد المشاركات من فلسطين، مصر، عمان، قطر، تونس، الكويت، أوزبكستان، الدنمارك، فرنسا، اليونان، إندونيسيا، إيطاليا، مالي، البرتغال، إسبانيا، تركيا، المملكة المتحدة، الأردن، والولايات المتحدة.
ويمكنك من السياق التالي التعرف إلى مشاركة متاحف قطر في بينالي الفنون الإسلامية 2025 بالسعودية
معلومات مدهشة حول بينالي الفنون الإسلامية 2025
- تستمد نسخة بينالي الفنون الإسلامية هذا العام 2025 إلهامها من العبارة القرآنية "وما بينهما"؛ حيث تعكس هذه العبارة عظمة خلق الله كما يدركها الإنسان ويستشعرها، في بيان للعلاقة بين السماء والأرض وكيف حرص الفنان المسلم على إعمار ما بينهما في رؤية فلسفية عميقة توضح وتظهرعظمة الفن الإسلامي.
- تعد صالة الحجاج الغربية، والتي تحتضن فعاليات البينالي، نقطة التقاء تجمع الثقافات المختلفة، إذ يمر بها الملايين من ضيوف الرحمن كل عام لأداء مناسك الحج والعمرة، ليحمل هذا الصرح المعماري الفريد ذكرياتهم ومشاعرهم.
- يقدم بينالي الفنون الإسلامية طوال فترة إقامته منصة شاملة لاستضافة وتشجيع الحوار وتوسيع المعرفة بالفنون الإسلامية، عبر حوار فريد بين التحف الأثرية والقطع التاريخية والأعمال الفنية المعاصرة داخل قاعات العرض والمساحات الخارجية.
- يقدم البينالي برنامجاً ثقافياً حافلا يهدف لإلهام الزوار من جميع الأعمار تتضمن سلسلة من الفعاليات التي تقام طوال فترة المعرض، تشمل محاضرات، وورش عمل، ومبادرات مجتمعية، وندوات
- تستلهم الأعمال في بينالي الفنون الإسلامية مواضيعها من مفهوم الحديقة في الحضارة الإسلامية، مع التركيز على عالم الطبيعة والتصميم التقليدي للحدائق الإسلامية، كما تتطرق لعدد من القضايا البيئية والاجتماعية المعاصرة.
- يشهد البينالي للمرة الأولى على الإطلاق عرضاً لكسوة الكعبة المشرفة بالكامل خارج مكة المكرمة والذي يتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لإنشاء مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة بالمملكة والذي ينال شرف صناعة الكسوة منذ عام 1346هـ ،1927م، وهذه الكسوة التي يتم عرضها لم يسبق أن عرضت بشكلها الكامل في أي محفل أو معرض من أي نوع، وسيتم التعريف بالكسوة وتطورها عبر التاريخ.
- يضم البينالي أعمالاً فنية معاصرة لأكثر من 30 فناناً من المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومختلف أنحاء العالم، وتشمل هذه المشاركة 29 عملاً فنياً جديداً بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية، مما يعكس جهود المؤسسة لتوفير منصة عالمية للفنانين السعوديين، واستقطاب الفنانين من جميع أنحاء العالم إلى المملكة، ليتسنى للجمهور التفاعل مع ممارسات فنية ووجهات نظر متنوعة في الفن المعاصر.
- يتألف بينالي الفنون الإسلامية من سبعة أقسام فريدة (البداية، المدار، المقتني، المظلّة، المكرّمة، المنوّرة، والمصلّى)، تتوزع عبر صالات عرض ومساحات خارجية، تمتد على مساحة 100,000 متر مربع، حيث تظهر الأعمال الفنية الجديدة جنباً إلى جنب مع تحف تاريخية تضم مقتنيات دينية وخرائط ومجوهرات، وذلك على امتداد 5 صالات عرض داخلية والمساحات الخارجية تحيط بها مظلات صالة الحجاج الغربية، حيث صُمم المشهد العام للمعرض عبر شركة الهندسة المعمارية الدولية OMA.
- أطلقت مؤسسة بينالي الدرعية مسابقة معمارية دولية جديدة (جائزة المصلى) تستلهم أهمية موقع بينالي الفنون الإسلامية في صالة الحجاج الغربية. تُعيد جائزة المُصلَّى المعمارية تصوُّر مستقبل أماكن العبادة؛ انطلاقاً من الإرث العريق للعمارة الإسلامية، ومقدِّمةً رؤيةً مبتكَرةً لمساحات مؤقَّتة ومُتنقِّلة وقابلة للتفكيك وإعادة التركيب بسهولة. تتجاوز هذه المسابقة حدود التصميم المستدام والأساليب المتطوِّرة؛ لتُركِّز على تعزيز فرص الحوار وبناء المجتمعات المحلِّيّة، مُستلهِمةً الجوهر الحقيقي لمعنى المُصلَّى.
قد ترغبين في التعرف إلى: بينالي الدرعية ينظم معرض الكتب الفنية PAPERBACK.. إليكم التفاصيل
