تجمع ساحر لأربع شاعرات، يبحثن عن خصوصية نص يقرأ في التقاطاته في زوايا نظرياته في التفاتاته الصغيرة، في ذكاء لافت يجمع أصواتهن، فماذا الذي يمثله الشعر في زمن السوشيال ميديا واختلاط الحابل بالنابل في المشهد الثقافي؟ وهل يعتقدن أن الشعر مازال بإمكانه التعبير عن هواجس هذا الجيل؟ ما هي أحاسيسهن في هذا المكان المهيب؛ مكتبة محمد بن راشد؟ وهل باعتقادهن أن المرأة أكثر إحساساً بالقصيدة من الرجل؟ ولماذا؟ أسئلة طرحتها "سيدتي"، التي حضرت الندوة مع عدستها الخاصة.
أمل السهلاوي: القراءة وحدها لا تصنع وعياً
افتتحت الجلسة الشاعرة الإماراتية أمل السهلاوي؛ بمجموعة من القصائد التي حملت تأملات وجدانية حول الصبر والألم والحب، عكست نظرتها الفلسفية وتناغمت في تصعيد المشاعر والصراع الداخلي، حيث أبرزت قدرة الشاعرة على التعبير عن قضايا إنسانية معقّدة بشكل مكثّف، وجاء فيها: «لا تنجرف للخوفِ واملأ واقعي، ولربّما سأجيءُ دون تراجعِ. قد يهرب الزمنُ الجميلُ صراحةً، قد تعلقُ الأحزانُ بين أصابعي. وأنا أحبُّ طريقَنا لكنّه، يحتاج أحياناً لضوءٍ ساطعِ».
كي يصنع الإنسان وعيه الخاص وطريقته في الحياة يجب أن يعيش وينغمس في الحياة
تجد أمل أن الإبداع لدى الشعراء ينبع من القراءة في عمر مبكر، مشيرة إلى أن القراءة تخلق عالماً آخر في وعي الإنسان، وتعطيه إمكانات مذهلة، لكن القراءة وحدها لا تصنع وعياً، حيث يبقى القارئ حبيس الكتب وأفكار الكتّاب، ولكي يصنع الإنسان وعيه الخاص وطريقته في الحياة؛ يجب أن يعيش وينغمس في الحياة، ويقابل أكبر عدد ممكن من الناس، وأن يسافر ويكتب ويحلل الأمور من منظور آخر.
روضة الحاج: نحن في عصر يصعب فيه الإملاء حتى على أبنائنا
شبهت الشاعرة، ووزيرة الثقافة سابقاً وخبيرة منظمة الإيسيسكو، منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، روضة الحاج من السودان، الشعر بالحياة، وتؤمن بأنه سيجد طريقه دائماً، ورغم ما يعاب على وسائل التواصل الاجتماعي، من اختلاط الحابل بالنابل، اختصاراً لهذه الفوضى التي تحدث، ولكن دائماً الأفضل هو الذي يبقى وينفع الناس، في كل شيء، وليس الشعر فقط. تستطرد قائلة: "إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي ارتكبت هذه "الحماقة"، فهي أيضاً خدمت الشعر؛ لأنها أعطت هذا الفضاء المفتوح، وأعطت الفرص لكثيرين كانوا يشكون من قلتها، صنعت منابر لأشخاص عندهم ما يقدمونه، والمتلقي الآن هو الحكم، ماذا يريد أن يسمع ويقرأ؟ ما الذي يفضله؟ وأعتقد أن إنصافاً كبيراً بألا نملي على الناس ما يسمعون، وألا نفرض عليهم أنواعاً معينة ثقافية أو إبداعية، وفي النهاية نحن في عصر يصعب فيه الإملاء حتى على أبنائنا، وهذه هي الفكرة، ليس بالإمكان أن نملي على المتلقي ماذا يسمع وماذا يقرأ، فهو الذي يختار بين الغث والسمين".
قصائد مغناة
وعما إذا كان الشعر مازال بإمكانه التعبير عن هواجس هذا الجيل، تعتقد روضة أن الشعر لا يزال قادراً، رغم ما يقوله الناس عن مبالغة الشعراء في أهمية ودور الشعر. تستدرك قائلة: "أظن أن الشعر هو صورة الإنسان بلغات عديدة، ولم أتفاجأ عندما لمست أن جميع الأمم تقدر الشعر، كل على طريقتها، وقد رأيت الناس في دول أخرى يفترشون الأرض بالآلاف ليستمعوا إلى القصائد، وهو شيء مدهش أن يكون لهذا اللون من الإبداع البشري هذه القدرة، والشعر هو حالة إنسانية عامة قادرة على التعبير عن نفسها، حتى في أوساط الشباب، فوسائل التواصل الاجتماعي، مثل الفيس بوك، تعطيك مؤشرات عن هذا النوع من المتابعين، مثلاً أنا يتابعني على الفيس بوك حوالي مليون شخص، أكثر من 40% منهم من فئة الشباب، وهذا أمر يسعدني كثيراً".
تحدثت روضة عن الأغاني الشبابية التي يكون أغلبها في واقع الأمر نوعاً من الشعر، فالشباب الذين يؤلفون هذه الأغاني، بغض النظر عن رأينا بها، هي في النهاية عبارة عن قصائد، تعلّق قائلة: "هي على صلة بالشعر".
الشعر هو حالة إنسانية عامة قادرة على التعبير عن نفسها، حتى في أوساط الشباب
الكتاب كالنبتة
تنقل روضة إحساسها بالمكان، في مكتبة محمد بن راشد، قائلة: "الكتب أليفة، وهي قادرة على تحويل أي مكان، فالكتاب كالنبتة، التي تملأ المكان بالحياة، بل الكتاب يفعل ضعف ما تفعله النبتة؛ فيه ثراء يصيب الإنسان بما يشبه النهم، لشعوره بإمكانية التبصر في معارف كثيرة، وهناك نوع من الصداقة قديمة جداً تربط الإنسان بالكتاب، ورغم أن ظروفي كلها لم تكن تسمح بمشاركتي بهذه الأمسية، لكن ما يثيرني ذلك الانحياد لشعر النساء، كنت -ولا أزال- دائماً مهمومة بما تكتبه النساء؛ ذلك المشروع الإبداعي الذي تشكّل خلال العشرين عاماً الماضية، وقد مرّ بصعوبات ومشادات ومخاضات كثيرة، وبدروب شقتها قبلنا مبدعات كثيرات، بعضهن رحلن، وبعضهن ما زلن يعطين الكثير من الزخم، فإطلاق أمسية للشاعرات أمر يستحق الحفاوة، هذا يعني أن المشروع النسائي قد خرج من دور التجريد والمحاولة إلى هذا السطوع، يعجبني عنوان 4 شاعرات يقمن أمسية بعنوان "قصائدهن". وبهذا أعرف أن الشعر النسائي بخير، والذي طالما ناديت الشاعرات قائلة: "أيتها المبدعات، لا تتبرأن من الشعر النسائي، ولا تنفرن من هذه الكلمة، التي تعني أن هناك خصوصية ما أضافتها المرأة إلى المدونة الشعرية العربية، وأضافها القلم النسائي إلى الإبداع العربي. صحيح أن ضوابط هذا الإبداع وتقييمه تظل واحدة بين ما يكتبه الرجل أو المرأة، لكننا نريد لهذه البصمة النسائية أن تكون موجودة، أو لهذه الرؤية الأدبية أن تكون موجودة، سواء في القصيدة أو القصة أو الرواية، أو في المسرح، أو حتى في اللوحة التشكيلية، بحيث يقول المتفرج إن هذه اللوحة رسمتها امرأة، أريد عندما أقرأ نصاً؛ أن أقول كتبته امرأة في التقاطاته، في زوايا نظرياته، في التفاتاته الصغيرة، في ذكاء النساء".
سيعجبك متابعة مكتبة محمد بن راشد تستعد لتنظيم حفل موسيقي وأوبرالي مع أوركسترا الإمارات السيمفونية للشباب
قمر الجاسم: يزعجني الشاعر الشبح
الشاعرة قمر الجاسم من سوريا، تقول السوشيال ميديا عائقاً في طريق الشعر، وليست مكملة له، وقد كتبت كثيراً عن هذا الموضوع؛ لأنها تجد أن الشعر يحتاج إلى من يكون أهلاً له. تستدرك قمر: "كلمة شاعر ليست قليلة، وللأسف مواقع التواصل الاجتماعي صنعت نجوماً أطاحت بذائقة الناس الشعرية، حتى وصلوا لدرجة لا تمكنهم من التمييز بين قصيدة التفعيلة والنثر، فصار أغلب الناس يكتبون قصيدة باللغة الفصحى المقفاة، لكنها ليست موزونة، من جانب آخر يتحمل الشعراء هذه المسؤولية، وقد كتبت مقالة كبيرة عن الشاعر الشبح، الذي يقفل صفحته على الفيس بوك، ويقول "أنا اعتزلت الناس"، وبرأيي إذا كنت تكتب شعراً جميلاً واعتزلت الناس ولا تريد تقديمه، ما هذا التصرف؟ لأنه كيف سنبدع إذا اعتكف الشعراء عن تقديم شعرهم بسبب بعض الناس؟!".
قصائد لكل زمان
وعمّا إذا كان شعرهذه الأيام يعبّرعن تطلعات الجيل الجديد، تتابع قمر: "دعوني أقول لكم إنني قرأت اليوم قصيدة عمرها عشرون عاماً؛ بمعنى أن الشاعر الذي لا يكتب قصيدة تصلح لكل زمان، فهو لم يفعل شيئاً، عندي قصيدة اسمها المفتاح، تحدثت فيها عن سرقة بيتي من 2024 عشتها بعد 15 سنة، حين سرق بيتي، فالشاعر يجب أن يتطرق إلى ما سيحدث، وحدث، يجب أن يضيء كل ما يراه، حتى عندما يكتب عن أحاسيس كالحب، والجمال، تلك المواضيع التي لم يغفلها أي شاعر، يجب أن يكون مختلفاً، من هنا نجد أن المسؤولية تقع على عاتق الشاعر، فالشعر ديوان العرب، ولن يتنازل عن هذا المستوى، هو الآن وسيلة إعلامية، لكن هذا الأمر بيد الشعراء".
للأسف مواقع التواصل الاجتماعي، صنعت نجوماً أطاحت بذائقة الناس الشعرية
المرأة هي صديقة المرأة
وعن سبب هذا التجمع الشعري النسائي، وعما إذا كان هناك ما يميز شعر المرأة، تقول قمر: "أولاً لأنني أؤمن بمقولة (إن المرأة ألد أعداء المرأة)، وفي الوقت نفسه أجد أن المرأة هي صديقة المرأة ومكملة لها، وعلينا أن نبتعد عن هذه الحالات الفردية، فمن جهة؛ فإن تلك الهموم التي تعيشها المرأة لا تستطيع أن تصفها غير المرأة، فأنا اليوم قرأت قصيدة عن امرأة تنتظر حبيبها، فيعود شهيداً، إذا لم أكتب أنا كشاعرة عن حالة من حالات المرأة؛ ما كنت ولا كان قلمي، وهو ما لا يستطيع أن يجسده رجل شاعر، فقد كتبت قصيدة على لسان القصيدة، لأن الشعر أنثى، دائماً الشعراء يكتبون عن الشعر، فأنا كتبت ماذا تقول القصيدة؛ بمعنى أنه على الشاعر أن يعبر عن كل أنثى، ولو كانت القصيدة".
أماني الزعيبي: تجاوزنا مسألة النسوية
كان الحضور متجمعاً لسماع قصائدهن، هن أربع شاعرات رقيقات، ينظر إليهن بأنهن الأكثر إحساساً بالكلمة والقصيدة، إذا كان كذلك، فبما يتميز الرجل، على هذا ترد الشاعرة أماني الزعيبي، من تونس، والتي فسرت كلمة "هنّ"، وما تعنيه في هذه الندوة الشعرية، قائلة: "يجب أن نقول أولاً في العصر الحديث حقق أصداء أكثر، خاصة المرأة الشاعرة، في هذا العالم الذي يزداد حساسية، حيث لها القدرة على التعبير أكثر والبروز بشكل أوضح، وأعتقد أننا تجاوزنا مسألة النسوية، ولكن اليوم نحن نقدم أو نحتفي بتجارب شعرية نسائية، وليست نسوية، وكل شاعرة في هذه الندوة تمثل جيلاً كاملاً من بلدها، وتمثل نفسها، وفي الوقت نفسه تعبر عن هواجس اللواتي يعاصرنها، في الحقبة نفسها، أنا مثلاً أمثل الجيل الأخير، من الشاعرات التونسيات، وبذلك يجب أن أحمل هموم الشاعرات، ويجب أن أعبّر عن هذه الهواجس؛ انطلاقاً مما عشته، من وطني، وانطلاقاً مما أنا مُقبلة عليه".
أوظف السوشيال ميديا
تجد الشاعرة أماني أن السوشيال ميديا أسهمت، بشكل أو بآخر، في انتشار صوت الشاعر، من خلال بلوغ قصيدته، إلى أكثر عدد ممكن من القراء، والمتذوقين. تتابع قائلة: "بالنسبة لي أستطيع أن أقول إنني أوظف السوشيال ميديا لخدمة نصوصي الجيدة، التي تستحق الانتشار، وقد تعرفت إلى الكثير من الأصوات من خلال السوشيال ميديا، وقد تابعتهم في المنتديات والمؤتمرات الشعرية عبر الإنترنت، حيث أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل كبير، في توصيل قصائدهم، لأننا كما نعرف نحن الآن في ثورة تكنولوجية ورقمية كبيرة، ونتحدث عن الذكاء الاصطناعي، وما إلى ذلك، لهذا أصبحت مسألة القراءة الرقمية أكثر من الورقية، هذا لا يعني أن الكتاب الورقي قد انتهى زمنه، بل بالعكس؛ إن له جمهوره ومحبيه، لكن يجب فعلاً على الشاعر أن يعتمد التقنية، في خدمته، وليس ضده".
أعبر عن هذه الهواجس انطلاقاً مما عشته، من وطني، وانطلاقاً مما أنا مقبلة عليه
تحفيز خيال الآخر
وعن قصائد هذا الزمن، وأن كان مازال بإمكانها التعبير عن هواجس ومتطلبات وتطلعات هذا الجيل؟ تجد أماني أن مسألة التلقي بحد ذاتها، ومنذ القدم، أمر شائك إلى حد ما، يعني هل يكتب الشاعر ما يفهم، أم على المتلقي أن يسعى لفهم ما يكتبه الشاعر. تستدرك أماني: "أعتقد أن من واجب الشاعر أن يوازن؛ أي يحاول أن يحقق هذه الموازنة، التي أراها صعبة نوعاً ما، يعني أن يكتب ما يمكن أن يفهمه الآخر بطريقة سلسة، وأيضاً ما يستفز الآخر؛ ليكتشف مكنونات هذا النص؛ أي على الشاعر تحفيز خيال الآخر".
حلم كبير يتحقق
وعن مشاركتها في هذه الأمسية الاستثنائية، في هذا الصرح الثقافي المتميز، تنقل أماني إحساسها قائلة: "أنا اليوم سعيدة جداً أن أكون في مكتبة محمد بن راشد، هذه المكتبة التي زرتها سابقاً كمكتشفة، وشغوفة بالكتب والتاريخ والحضارات، والمعنى بشكل عام، ذهلت كثيراً من أقسامها الكبيرة، ومن الدرر الموجودة داخلها، سواء من الكتب القديمة، أو الدرر الثمينة والخرائط، واللوحات التشكيلية، وما إلى ذلك، اليوم أزورها كشاعرة، وضعتني في تجربة راهنت عليها، تجربة كانت محفوفة بالصعاب والمثابرة والجهد، وأن أقرأ اليوم في مثل هذا المكان، هو حلم كبير يتحقق".
تجد أماني أنه من المهم جداً أن يكون ثمة تواصل بين الشاعر والمتلقي، وهذا ما تسعى إليه دائماً من ملامسة الإحساس، ثم خيالهم ثم عقولهم".
أحلام بناوي: لم يعد هناك الكثير ممن يقرأ
الشاعرة أحلام بناوي من سوريا، من الحاضرات بالندوة، تجد أن الشعر في زمن السوشيال ميديا، ورغم اختلاط الحابل بالنابل، أحدث الفوضى، إن صح التعبير، التي أحدثتها التكنولوجيا، أو مواقع التواصل الاجتماعي. تتابع قائلة: رغم حسناتها أو إيجابياتها، إلا أن هناك فوضى من نوع ما أثرت بشكل حقيقي على الشعر والأدب والكتابة، حيث لم يعد هناك الكثير ممن يقرأ ، فقد تأثر الشعر بشكل أو بآخر بما يحدث، لكن من ناحية أخرى استطاعت وسائل التواصل أن تكرس الشعر بشكله الجديد، وبالتحديثات، والأدب الذي يكتبه حتى الشباب، فصار بإمكان الجميع أن يطلع على تجربة الشعراء، بدلاً من الذهاب إلى المكتبة، وهو أمر قد يكون صعباً لأسباب مختلفة، فكانت لوسائل التواصل إيجابيات وسلبيات، على الشعر، ومن أهم هذه الإيجابيات أنها جعلت الشعر في متناول الجميع".
وجود الأنثى بحد ذاته في أي مكان يضفي نوعاً من الرقة، فما بالكم إذا ترافقها الكلمة الرقيقة
الشاعر صاحب الكلمة
وعن مدى تأثر جيل الشباب، وانجذابه للشعر، الذي يحكي قضاياه تقول أحلام: "الشعر هو وسيلة إعلامية، وكان له دور منذ القدم، فهو ينقل التاريخ والأحداث، وعادات الناس وتقاليدهم، واليوم قد يتساءل أحدهم إن كان بإمكان الشعر التعبير عن تطلعات الشباب" أقول : "في كل زمان ومكان يستطيع الشعر أن يعبر عن تطلعات المجتمع، لأن الشاعر من أصحاب الكلمة، فهو ينقل أولاً مشاعره من خلال أبياته، ثم يكتب مشكلات مجتمعه، والأحداث من حوله، وهذا كله يصب في أوجاع المجتمع أو تطلعاته وآماله، وفئة الشباب هي من ضمن هذا المجتمع، التي تكتب الشعر وتقرأه، وتتأثر بشكل أو بآخر، أو تستفيد من هذا الجانب، ولكل مرحلة تأثيرها، قد يختلف زيادة أو نقصاناً، لكنه موجود، والكلمة صاحبة الفصل أولاً وأخيراً، قد يختلف أسلوب تقديمها، حتى وسائل التواصل الاجتماعي؛ تضع قواعد جديدة في تقديم الشعر، بالطريقة التي يحبها هؤلاء الشباب".
جودة الشعر
وبالنسبة لما يبرر هذا التجمع الشعري النسائي، تقول أحلام: "أنا من الناس الذين أقف ضد تسمية الشعر بالنسوي أو الذكوري؛ لأن الأدب أدب، وليس هناك فرق بين أدب الرجل والأنثى، اللهم جانب الرقة، أو التمثيل الفيزيائي لكل جانب، لكن من حيث نوعية الأدب وأصالته أو جودته؛ ليس هناك فرق، وبالنسبة لوجود 4 أصوات شعرية نسائية في هذه الندوة، فهو أمر جميل لسبب معين، وهو ما تضفيه هذه الفعالية من الرقة على الأجواء العامة، وجود الأنثى بحد ذاته في أي مكان يضفي نوعاً من الرقة، فما بالكم إذا ترافق هذا مع الكلمة الرقيقة، وهي حقيقة، ثم إن وجود تجمع 4 شاعرات يدل على العمل على رفع صوت المرأة في كل مكان، وهو أمر في ازدياد واهتمام مستمريْن، فهناك أصوات نسائية جميلة أثبتت نفسها في كل مكان، والدليل هذا التجمع".
إيحاء المنارة
خلال الأمسية، أهدى المؤلف الموسيقي وسيم جلول مكتبةَ محمد بن راشد مقطوعةً موسيقيةً، ألفها خصيصاً لهذه المناسبة، وقدمها على آلة الكمان، حيث استوحى عنوانها "المنارة" من شعار المكتبة "نحن نبني منارةً للمعرفة والثقافة والإبداع"، ما أضفى جواً من الرقي الفني على الحدث، وقد قال لـ"سيدتي": "الشعر كما الموسيقى؛ هو فنٌّ سَمْعيٌّ، فكلاهما يعتمد على الأداء الصوتي، وإن اختلفت لغته عن الأداء، بيد أن جوهرهما واحدٌ؛ ولذلك كانا يتّحدان أو يُكمّل بعضهما بعضاً، فالشاعر ينظم والموسيقار يُلحّن. والموسيقى الشعرية أهم عناصر الشعر، بحيث لو فقدت تحولت القصيدة إلى نثر، على العکس من العناصر الأخرى؛ مثل العاطفة والأسلوب، وغيرها".