نشأ في عالم بعيد تماماً عن الكتب، كانت مدرسته الخاصة مليئة بالمتفوقين دراسياً، إلا أنه لم يكن منهم، أما زوجته فكانت من أسرة متواضعة الحال، ولم تتعرف إلى الكتب إلا في آخر سنوات الدراسة، ومع ذلك، أسسا معاً سلسلة مكتبات لبيع الكتب الإنجليزية، صنفت عام 2024 بالأعلى مبيعاً في العالم.
عن حكاية كتب Big Bad Wolf وسر أسعارها الخيالية والتي تقل عن السوق بـ75%، كان لمجلة "سيدتي" حوار خاص مع مؤسس السلسلة أندرو ياب، والذي يصل إلى مصر لأول مرة بعد توسعه في الإمارات.
من طفل مصاب بعسر القراءة إلى صاحب سلسلة مكتبات ومعارض للكتب... كيف اخترت هذا المجال؟
أقول دائماً إنني لم أختر هذا المجال، هذا المجال اختارني، كنت أعمل قبل هذا في ورشة لتصليح السيارات، وكنت بعيداً عن هذا العالم، إلى أن عرض علي شخص أن أشتري مجموعة كبيرة من الكتب الإنجليزية بسعر زهيد، وكانت مغامرة واخترت أن أخوضها.
كيف أثرت طفولتك وزوجتك على علاقتك بالقراءة؟
توفي والدي وأنا في سن الرابعة، وكانت أمي مثقلة بالأعباء، ولم يكن لديها وقت للرفاهيات والأنشطة والقراءة، أدركت هذه المشكلة عندما لحقت بواحدة من أرقى المدارس في ماليزيا، ووجدت أن الأطفال هناك كلهم أذكى مني وأعلى في تحصيلهم الدراسي، إنجليزيتهم أفضل، وكل ما كان يجمع بينهم هو حبهم للقراءة وامتلاكهم للكتب.
لم أكن أعلم وقتها أني مصاب بعسر القراءة، لم يكن هذا المرض معروفاً في طفولتي، كنت أظن نفسي غبياً، والحقيقة هي أنني لم أكن أتعرض لما يكفي من الكتب.
كل هذا بالإضافة إلى حياة زوجتي، وطفولتها بعيداً عن القراءة، جعلتنا لا نريد المصير نفسه للأطفال في ماليزيا، بل نريد أن يكون الوصول للكتب أسهل وأرخص، أن تكون الكتب متاحة، وتذهب للأطفال بنفسها، من دون أن يبحثوا هم عنها.
بدأت رحلتك عام 2009، في هذا الوقت لم يكن هناك أكثر من 2% من السكان من مشتري الكتب، وعدد أقل بكثير منهم يفضل الكتب الإنجليزية، كيف حققت النجاح؟
بحثت عن الأسباب التي تبعد الناس عن القراءة، لو وضعت أمام الطفل كتاباً؛ فسوف يهتم، لكن إن لم يكن الكتاب متاحاً أمام الطفل وبسعر مناسب، ستجد الكساد في الصناعة الذي نشاهده حالياً.
كيف تحقق هذه الأرباح الخرافية، بالرغم من الأسعار التنافسية المجنونة التي تعرضها؟
الفكرة في العدد، نحن لا نشتري من الناشر 50 نسخة من كل رواية، بل نشتري 5000، كلما كبر العدد الذي تشتريه قل السعر الذي تدفعه في القطعة الواحدة، وبالتالي قل السعر الذي تستطيع أن تقدمه للمشتري، واستطعت أن تحقق ربحاً، السوق صعب جداً على المستثمرين، ووجود حيل كهذه أمر ضروري للاستمرار.
هذه أول مشاركة لك في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، ما هي انطباعاتك؟
هذه ليست زيارتي الأولى للقاهرة، بل جئت إلى القاهرة منذ عامين، وأدرس بشكل جدي التوسع في مصر، بعنا في اليوم الأول 10 آلاف نسخة، وهذا يدل على الإقبال الكبير الذي نشهده هنا، والعطش الحقيقي والفجوة في السوق المصرية للكتاب الإنجليزي.
هل تنوي زيارة محافظات أخرى؟
بعد انتهاء المعرض نقدم معرضنا الخاص في مدينة الشيخ زايد، ومن بعدها سوف ننتقل للإسكندرية، ونفكر في تأسيس أول محل لنا في القاهرة،
كلمنا عن فكرة اسم المحل Big Bad Wolf والرسالة خلفه؟
اسم المعارض هو واحد من الحيل التسويقية التي نستعملها، أردنا أن نجذب انتباه الأطفال بشخصية من عالم القصص الخيالية، فالأطفال يتعلقون بالشخصيات أكثر من الأسماء، ثم قررنا ألا تكون الشخصية رقيقة لأنها لن تلفت انتباه الأطفال أكثر من ديزني، كذلك تجنبنا الأبطال الخارقين لأن منافسة مارفل صعبة، فقررنا أن تكون شخصية شريرة تخطف أعين الأطفال وتثير فضولهم، ومن هنا استقررنا في النهاية على شخصية الذئب.
لديكم مشروع آخر متخصص في الكتب، أثناء البحث عن اسم المتجر تخرج أمامنا صور مبهرة لمكتبات خيالية التصميم، كلمنا عنها؟
هذه حيلة أخرى من حيل التسويق، إذا قمت بالبحث عن أحلى مكتبات في العالم، ستظهر لك تلك المكتبات التي تصمم في دور الأوبرا العتيقة والأماكن الأثرية، هذه الأماكن غير متوفرة في ماليزيا، وكان علينا أن نضع حلاً لهذا.
طلبنا من المصمم المعماري، أن يصمم مكاناً مبهراً، مجنوناً، وإذا أعجبنا بالمكان، حولناه إلى مكتبة، فكانوا يصممون هذه الأماكن الملتوية التي تسحب نظر المارة، أماكن قابلة للتجمع فيها والتقاط الصور، وهذا بالضبط ما نريده، أنت تأتي لالتقاط صورة مميزة فتعثر على كتاب سعره رخيص، وتبدأ في القراءة.