"فكر وتصرف كأنك قط".. كتابٌ يعلمكم كيف تصبحون أشخاص أكثر ثقة وقوة وسحراً!

نصائح ذهبية من كتاب "فكر وتصرف كأنك قط"
نصائح ذهبية من كتاب "فكر وتصرف كأنك قط"

"فكر وتصرف كأنك قط" للمؤلف ستيفان جيرارد، هو الكتاب الذي تمنيت قراءته قبل عدة سنوات، خاصة قبل خوضي في الحياة الاجتماعية العملية خلال سنوات الدراسة الجامعية أو أولى سنوات العمل، بالطبع ستتسائلون عن علاقة القطط بحياتنا العملية! هذا ما يجيب الكاتب عنه في صفحات الكتاب الممتع، ففيه يستعرض يوم من حياة قط، تحديداً قطه "زيجي"، وكيف يقضي ساعات يومه من لحظة استيقاظه حتى الليل، فأسلوب حياة القطط وطريقة تعاملها مع الأمور تجنبها الكثير من الطاقات المهدورة كما أنها تمنحها سحراً عجيباً، فإن كنتم من محبي القطط أم لا، لا بدّ من أن تشعروا بوجود القط لحظة دخوله أي مكان دون حاجته لافتعال جلبة، فالكاريزما التي يمتلكها تضمن له أن يلحظه الجميع وسط الحشود.
اليوم دعونا نستكشف جوانباً من القطط تقربنا ولو بشكل بسيط من أسلوب حياتنا، ومن خلالها سيكون بالإمكان الانفتاح على العالم من منظور مختلف وأكثر عمقاً لأنفسنا، أن نتبنى نهجاً أكثر هدوءاً وذكاءً في حياتنا اليومية يتضمن الراحة الذهنية، الاسترخاء، الوعي بالبيئة المحيطة، التركيز على اللحظة الحالية والتقدير الذاتي، والهدف أن تتمكنوا من الاستمتاع بالحياة تماماً كما تفعل القطط!

نصائح ذهبية من كتاب "فكر وتصرف كأنك قط"

كتاب 'فكر وتصرف كأنك قط'- المصدر: goodreads.com

كيف استيقظتم اليوم؟

للقط أسلوبه الخاص بالاستيقاظ صباحاً، فهل رأيتم يوماً قطاً يستيقظ على عجل لتناول فطوره! بالطبع لا، فهو يسترخى ويمدد جسده ثم يفتح عينيه ببطء ويأخذ وقته الكافي لينهض، هذه الطريقة تسمى بتصفية الذهن وتتشيط الجسم، وهي من الخطوات التي نسيناها بسبب أسلوب الحياة المتسارع، ولكن اتباع هذه النصيحة بالاستيقاظ السليم سيحسن المزاج والصحة وسيضمن يوماً سعيداً مليئاً بالإنجازات.

بعد ذلك سيتناول وجبة الطعام التي أعددناه له والتي يجب أن تكون مقدمة بطريقة جيدة، ومجدداً يأخذ وقته في الاستمتاع بفطوره، فما الذي يجعلنا نخسر هذه اللحظات في تدليل النفس من بداية اليوم؟

ماذا عن تقدير الذات؟

يقول الكاتب عن القطط: "تدفعها شخصيتها المستقلة والفردية، وعدم ارتباطها بكائنات أخرى أو بشر آخرين إلا باختيارها، لتجلس مستمتعة وبشكل طبيعي بعيداً عن نظرة الآخرين التي نوليها نحن البشر أهمية كبيرة غير محسوبة".
وبالفعل، فقط يتطلب الشباب سنوات طويلة قبل أن يوقنوا بأن نظرة الآخرين والسعي للحصول على القبول والتقدير منهم هو شيء خاطئ في الكثير من الأحيان، وهنا يختصر القط الحكاية فهو غير مهتم بالحصول على القبول من الآخرين وسيبقى على ما هو عليه على الدوام، ونظرته هو عن نفسه هي التي تهمه فقط!
فمن المهم أن يكون هنالك توازن ما بين تقدير الذات ونظرات الآخرين التي تميل غالباً لنتائج سيئة عوضاً عن الاستقرار النفسي.
وهنا من الضروري إلى أن نشير إلى الأفكار التي باتت تنتشر ما بين الشباب والشابات اليوم بأن يتصنعوا المظاهر والتصرفات لكي يتماشوا مع الصيحات، فهاهو القط يعيش دون أن يتبنى تصرفات أيّ من فصيلته، يعيش كما هو بتصرفاته وشخصيته واحتياجاته غير مضطر إلى الدخول في قالب اجتماعي معين أو بصورة محددة للاندماج مع الآخرين وهذا ما يسمى بالتحرر من نظرات الآخرين!
عدا عن كل ذلك، فالقطط تعطينا الكثير من الدروس بطريقة الاهتمام بالنفس والنظافة الشخصية والاسترخاء وراحة البال.
تعرفي هنا إلى أسرار الكاريزما والجاذبية لعلاقات اجتماعية رائعة..

يأتي القط نحونا وهو يعلم بأننا نحبه كأصحابه وملاكه

الثقة بالنفس

عندما يأتي القط نحونا فهو يأتي وهو يعلم بأننا نحبه كأصحابه وملاكه، ولا يأتي وهو متردد وكأنه يتسائل: "هل ما زالت تحبني اليوم؟"، وهذا اليقين هو ما يمنحه هالة السحر والجاذبية والجمال، وهو ما يجعلنا نحبه ببساطة، لذا يخصص الكاتب عدة أقسام من عمله للحديث عن الثقة بالنفس، فالأشخاص الواثقين بأنفسهم هم دوماً في محور الاهتمام، أحرار وأصحاب كاريزما خاصة، كما أنهم غالباً سعداء، وإن لم يكن الشخص يمتلك الثقة بالنفس فلا بأس، فهي سمة يمكن اكتسابها مع الوقت في رحلة تعلم ممتعة.

الفضول أساس التعلّم

يقول المثل "One knowledge, one day" أيّ "في كلّ يوم تعلّم شيئاً جديداً"، فمعلومة جديدة كل يوم تعرفت إليها بدافع الفضول، تصنع 365 معلومة جديدة في العام، وهذا سيعمل على تثقيفكم ورفاهيتكم ما سيشكل فرقاً كبيراً، وهذا ما يميز القطط كونهم كائنات فضولية مطلعة على الدوام بمعرفة كل جديد في محيطها وبيئتها، فعلى عكس الكلاب، لا تلقي القط بنفسها في أي مكان قبل تفحصه جيداً بوعي.

استثمار الوقت للاستمتاع بالحياة!

أصبح من الشائع اليوم بأن من يجلس للاسترخاء دون عمل أي شيء فهو شخص كسول، وعلى العكس يجب التحرك والحرص على جعل وقتنا ممتلئاً بالنشاطات والمهام دون مضيعة للوقت، وهنا يأتي الكاتب بقول مأثور: "قد أخذت وقتاً في ولادتك، فلتأخذ وقتاً حتى الموت"، داعياً الأشخاص الذين يعيشون في دوامة المهام حتى في الإجازات إلى أخذ الوقت للاستمتاع، فمن المهم إدراك قيمة كل شيء، وأخذ كل لحظة تمرّ بعين الاعتبار والتأقلم معها حد الانغماس فيها، فلنستشعر بالصفاء كما لو كنا نعود إلى أنفسنا.

الاستقلال

متى كانت آخر مرة رأيتم فيها مجموعة من القطط تسير كمجموعة؟ أكاد لا أتذكر أنني شاهدت شيئاً كهذا خلال سنين حياتي، دوماً هنالك قطٌ وحيد، أو قط مع آخر يلعبون أو يتقاتلون، هذا الأمر يحرر القطط من الضغوط الخارجية والالتزامات الاجتماعية وهو استقلال لن يتنازل عنه أبداً في سبيل الحفاظ على راحته، وبالطبع يحلل الكاتب الأمور بطريقة عقلانية، فنحن البشر لن نستطيع العيش مستقلين تماماً بل نعيش في مجموعات، ولكن يجب أن نسأل أنفسنا من وقت لآخر بعض التساؤلات:
- إلى أي مدى أنا مستقل مادياً؟
- هل أستطيع العيش لفترة دون الحب لملء الفراغ العاطفي؟
- هل أعتمد كثيراً على شريكي؟
-هل يأخذ من حولي مساحة كبيرة في حياتي وأنا لا أسمح لنفسي بالخلاف معهم في آرائي وتصرفاتي خوفاً من خسارتهم؟

فضول القطط وقدرتها على التأقلم مع كل جديد يعلمنا الكثير

التأقلم

يتحدث الكاتب كذلك عن سرعة القطط في التأقلم مع الظروف الجديدة مهما كانت صعبة، وكمثال على ذلك قطته "زيجي" التي فقدت أحد أطرافها، فما كان منها إلا أنها وجدت الطريقة الجديدة للسير والركض على 3 سيقان خلال أيام! كما أنها أوجدت تكنيكات تتعلق بجميع جوانب حياتها بما يتلائم مع واقعها الجديد، فهل نملك نحن البشر هذه القدرة على عدم التركيز بما خسرنا والانتباه لما نملكه فقط!
تعرفي إلى طرق إدارة الضغوط والتوتر..

وضع الحدود

كذلك من الأمور التي بالفعل لفتتني وزادت إعجابي بالقطط، هي قدرتها على وضع الحدود لحماية نفسها وعالمها، فالقط يجلس في مكانه بقمة الهدوء والاسترخاء، ولكن إن حاول قط آخر أن يقترب من مساحة جلوسه فسنجده بلحظات يتحول إلى قط شرس يدافع عن نفسه، وماهي إلا ثواني حتى يعود من جديد لمزاجه الهادئ.
كذلك هنالك وسائل دفاعية يستخدمها أحياناً تعتمد على الذكاء، كما فعل القط "زيجي" عندما شعر بتهديد قط آخر عبَر الحديقة دون إذن، فما كان من "زيجي" إلا أن يجلس في الظلام ويزمجر بصوت ضخم ليظن القط الآخر بأنه أكثر قوة مما هو عليه بالفعل، وبالطبع هرب القط الدخيل، وهنا يقول الكاتب بأن هذا الأسلوب الدفاعي نجح مع قطه 9 مرات من أصل 10، وأسلحته تتمثل بالمحاكة والمكر بتجنب الصراع فالقط ليس محارباً أو مقاتلاً بل هو فخور بنفسه ويتجنب القتال بقدر المستطاع، وهذه مبادئ كتاب "فن الحرب" لـ"سون تزو".

عبارات ملهمة من كتاب " فكر وتصرف كأنك قط"

في هذا الكتاب الممتع، يدرج الكاتب بين صفحاته عبارات ملهمة لكتّاب وشخصيات حول القطط وأساليبها، وهذه لمحة عنها:
- "من بين كل الحيوانات، فقط القط من يصل إلى حياة تأملية" أندرو لانغ
- "للكلاب أسياد وللقط خدم" ديف باري
- "الفوز بصداقة قط أمرٌ صعب. إنه حيوان فلسفي، مستقيم، هادئ، يحافظ على عاداته، وصديق للنظام والنظافة، ولا يستخدم مشاعره هباءً. هو يريد أن يكون صديقك إذا كنت تستحق ذلك، ولكنه ليس عبداً لك". تيوفيل جوتييه
- "لقد درست أفكار الفلاسفة وأسلوب القطط كثيراً، ووجدت أن حكمة القطط تتفوق بلا منازع" هيبوليت تين
- "القط ليس ملزماً بالعيش وفقاً لقوانين الأسد". سينوزا
- "أحب في القطط تلك اللامبالاة، التي ينتقل بها من الصالونات إلى مواسير الصرف". شاتوبريان
في النهاية، كانت هذه مجرد لمحة عن الكتاب وأفكاره وفصوله، وبالفعل أنصح الأشخاص الذي يبحثون عن طريقة لموازنة الأمور بالحياة وبفرض حدودهم على الآخرين بقراءته!
التغلب على الكسل أسهل مما تعتقد! اطلعي على هذا المقال الشيق..