نصائح للطلاب الذين يدرسون بعيداً عن عائلاتهم

صورة لطالبة ذاهبة للدراسة في الخارج
طالبة متحمسة قبل التوجه الى الخارج للدراسة الجامعية

الحنين إلى الوطن هو شعور بالتوتر أو القلق الناجم عن الانفصال عن الأشخاص والأماكن التي تعرفها وتحبها. إنها تجربة شائعة للطلاب الذين يبتعدون عن المنزل، بغض النظر عن المسافة.

من الشائع أن يشعر الطلاب بالحنين إلى الوطن في بداية العام الدراسي. يمكن أن يحدث هذا بسبب فقدان العائلة والأصدقاء، أو الشعور بالعزلة في بيئة غير مألوفة، أو الكفاح من أجل التكيف مع عبء العمل الأكاديمي. من الطبيعي أيضاً أن يشعر الطلاب الذين يدرسون في الخارج بالحنين إلى الوطن في الأسابيع التي تلي عطلة المناسبات والأعياد بعد قضاء بعض الوقت في المنزل.

لحسن الحظ، عادة ما يكون الحنين إلى الوطن مشكلة قصيرة تنتهي مع الوقت، وبعدها يمكن للطلاب تخطيها بسرعة. من هنا، إليكِ نصائح للطلاب الذين يدرسون بعيداً عن عائلاتهم.

"سيدتي" التقت خبيرة دمج التكنولوجيا والتعليم هبة حمادة، التي بدورها قدّمت نصائح للطلاب الذين يدرسون بعيداً عن عائلاتهم.

مواجهة التحديات وتطوير النفس

يشعر الطلاب بالحنين إلى الوطن

الانتقال للدراسة بعيداً عن العائلة هو خطوة جريئة ومرحلة انتقالية في حياة أي طالب. هذه التجربة تحمل في طياتها تحديات فريدة، ولكنها تُعد في الوقت نفسه فرصة للنضج واكتساب مهارات جديدة. عندما يبتعد الطالب عن منزله وبيئته المألوفة؛ يكون عليه مواجهة التحديات وتطوير نفسه بشكل مستقل. في هذا المقال، نقدم نصائح عملية تساعد الطلاب على التأقلم والنجاح في دراستهم بعيداً عن العائلة.
يمكنك الاطلاع على كيف تكون ناجحاً في دراستك الجامعية؟

  • الاستعداد النفسي قبل الرحيل

يبدأ النجاح في الحياة بعيداً عن العائلة بالإعداد الجيد قبل الرحيل. خصص وقتاً للتحدث مع عائلتك وأصدقائك، وعبّر عن مشاعرك وتوقعاتك. كن واقعياً في فهمك لما قد تواجهه من تحديات، واعلم أن الدعم النفسي من العائلة سيظل ركيزة أساسية لقوتك، حتى لو كنت بعيداً عنهم.

  • التواصل المستمر مع العائلة والأصدقاء

حتى في ظل جدولك الدراسي المزدحم، لا تتردد في تخصيص وقت للتواصل مع عائلتك. المكالمات الهاتفية، مكالمات الفيديو، وحتى الرسائل النصية، يمكن أن تمنحك شعوراً بالانتماء وتخفف من مشاعر الحنين للوطن. التواصل المنتظم يُبقي روابطك قوية، ويذكرك بأنك لست وحيداً في رحلتك.

  • بناء شبكة دعم اجتماعي جديدة

العيش بعيداً عن العائلة قد يكون صعباً، ولكن بإمكانك إنشاء "عائلة" جديدة في بيئتك الدراسية. انخرط في الأنشطة الجامعية مثل النوادي الثقافية والرياضية، وحاول تكوين صداقات جديدة مع زملاء الدراسة. هذا النوع من الارتباطات يُساعد على تعزيز مشاعرك الاجتماعية، ويمنحك الدعم الذي تحتاجه.

  • تنظيم الوقت وإدارة الأولويات

الحياة الجامعية قد تكون مزدحمة بالمهام والواجبات الأكاديمية، ولكن تنظيم وقتك بشكل فعّال يُساعدك على تحقيق التوازن. ضع جدولاً زمنياً يُحدد فترات الدراسة، الأنشطة الاجتماعية، ووقت الراحة. بهذه الطريقة، ستكون قادراً على تحقيق أهدافك الأكاديمية والشخصية دون الوقوع في التوتر والضغط.

  • الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية

البُعد عن العائلة قد يؤثر على حالتك النفسية، لذا من المهم الاعتناء بصحتك النفسية والجسدية. مارس التمارين الرياضية بانتظام، احرص على تناول غذاء صحي ومتوازن، وتأكد من النوم لساعات كافية. لا تتردد في طلب المساعدة إذا شعرت بالضغط أو القلق، فالكثير من الجامعات تقدم خدمات دعم نفسي للطلاب.

  • الحفاظ على عادات وتقاليد عائلية

من الجميل أن تحافظ على عادات وتقاليد مميزة كنت تمارسها مع عائلتك، سواء كانت إعداد وجبات معينة، أو الاحتفال بمناسبات خاصة. هذه الممارسات تمنحك شعوراً بالأمان والارتباط بالجذور، وتُعزز من معنوياتك في الأوقات الصعبة.

  • تعلّم مهارات الحياة المستقلة

الابتعاد عن العائلة يُعد فرصة ذهبية لاكتساب مهارات الحياة المستقلة. تعلم الطهي، إدارة ميزانيتك الشخصية، وحل المشكلات اليومية بمرونة. هذه المهارات لن تفيدك فقط أثناء دراستك، بل ستظل معك كمهارات حياتية أساسية في المستقبل.

  • البحث عن مصادر الدعم الأكاديمي

إذا واجهت صعوبة في دراستك، لا تتردد في اللجوء إلى أساتذتك أو طلب دعم من زملائك. الجامعات عادةً ما تقدم خدمات أكاديمية؛ مثل دروس المراجعة ومراكز الدعم الأكاديمي، والتي قد تساعدك في تحسين أدائك ومهاراتك الدراسية.

  • التواصل مع ثقافات جديدة والانفتاح على العالم

الدراسة في بيئة جديدة تتيح لك فرصة التعرف إلى ثقافات متنوعة وأشخاص من خلفيات مختلفة. كن منفتحاً وتعلم من هذه التجارب الثقافية، فهذا يُثري تجربتك الحياتية ويوسع آفاقك.

  • الحفاظ على التوازن بين الدراسة والحياة الاجتماعية

النجاح في الدراسة لا يعني الانعزال التام عن العالم الخارجي. احرص على تخصيص وقت للاسترخاء وممارسة هواياتك، أو قضاء وقت ممتع مع أصدقائك. التوازن هو مفتاح النجاح والسعادة.
ما رأيك بمتابعة كيفية إدارة العلاقات مع زملاء السكن في الحياة الجامعية؟

الدراسة الجامعية بعيداً عن العائلة رحلة شاقة، ولكنها تحمل بين طياتها فرصاً هائلة للنمو والتطور. قد تواجه تحديات متعددة، لكن بإصرارك وتكيّفك، ستكتسب تجارب لا تُنسى ومهارات تبقى معك مدى الحياة. ثق بأنك قادر على تحويل هذه التجربة إلى محطة من النجاح والإنجازات.