في يومه العالمي.. الأمم المتحدة تطلق حملة" لا عذر" لإنهاء العنف ضد المرأة

في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.

تظل قضية العنف ضد المرأة قضية شائكة مطروحة على طاولة حقوق الإنسان العالمية بقوة، حيث تتعالى الأصوات بأهمية اتخاذ إجراءات رادعة وحاسمة للقضاء عليه، فالعنف ضد النساء والفتيات هو أكبر عقبة أمام تحقيق المساواة والسلام والتنمية وإعمال حقوق الإنسان. وفق هذا السياق، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر من كل عام؛ باعتباره اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، حيث يؤكد اليوم ضرورة إنهاء العنف بجميع صوره؛ حتى لا يتخلف أحد عن الركب.

العنف ضد النساء والفتيات لا يزال غير مُبلغ عنه

وفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، لا يزال العنف ضد النساء والفتيات "غير مُبلغ عنه إلى حد كبير بسبب الإفلات من العقاب والصمت ووصمة العار الملتصق به"، حيث يؤثر العنف سلباً على الرفاهة العامة للنساء، ويمنعهن من المشاركة الكاملة في المجتمع، ويؤثر على أسرهن ومجتمعهن، ويترتب عليه تكاليف هائلة، من الضغوط الأكبر على الرعاية الصحية إلى النفقات القانونية والخسائر في الإنتاجية، ومن ثمّ فقد دعت الأمم المتحدة الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى الانضمام معاً وتنظيم أنشطة تهدف إلى رفع الوعي العام بهذه القضية سنوياً في ذلك التاريخ.
على الرغم من أن حق المرأة في العيش سالمة آمنة بعيدة عن العنف مكفول بموجب الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وإعلان الأمم المتحدة لعام 1993 بشأن القضاء على العنف ضد المرأة، إلا أنه وبحسب الدراسات فـ 40% فقط من النساء هنَّ من يطلبن المساعدة بعد تعرضهن للعنف، ولذلك فإن الأمم المتحدة تعمل على الدفاع عن حق النساء والفتيات في الوصول إلى خدمات متعددة القطاعات وعالية الجودة ضرورية لسلامتهن وحمايتهن وتعافيهن، خاصة بالنسبة لأولئك اللواتي يعانين بالفعل من أشكال متعددة من التمييز.
بحسب الأمم المتحدة، فمن بين 165 دولة بها قوانين للعنف المنزلي، لا يوجد سوى 104 دول لديها تشريعات شاملة تعالج العنف المنزلي. ومع ذلك، فإن البلدان التي لديها تشريعات للعنف المنزلي لديها معدلات أقل من العنف بين الزوجين من تلك التي لا يوجد بها مثل هذه التشريعات (9.5 في المائة مقارنة بـ 16.1 في المائة).

جهود الأمم المتحدة في تقويض ومنع العنف عن النساء

بحسب الموقع الرسمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة unwomen.org:

  • تتعاون الأمم المتحدة ممثلة بهيئتها المختصة بالمرأة مع الحكومات ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأخرى لإيجاد طرق لمنع العنف ضد المرأة، مع التركيز على التعليم المبكر والعلاقات المحترمة والعمل مع الرجال والفتيان، ولا تزال الوقاية هي الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة وطويلة الأمد لوقف العنف، وكجزء من النهج الشامل لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
  • يتم العمل أيضاً مع الشركاء لتعزيز جمع البيانات وتحليلها لتوفير فهم أفضل لطبيعة وحجم وعواقب العنف ضد النساء والفتيات، كما يساعد جمع البيانات وتحليلها هيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركائنا على فهم ما ينجح وما لا ينجح في معالجة هذا العنف.
  • على مدى أكثر من 10 سنوات، عملت مبادرة الأمم المتحدة للمرأة العالمية، المدن الآمنة، والأماكن العامة الآمنة، على منع التحرش ضد النساء والفتيات في الأماكن العامة والاستجابة له، ومنذ عام 2017، كانت الهيئة عضواً رئيسياً في مبادرة Spotlight بقيمة 500 مليون يورو، والتي تنشر استثمارات مستهدفة وواسعة النطاق لإنهاء العنف في أفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية والمحيط الهادئ.

قد ترغبين في التعرف إلى: ماراثون من بانوراما الأهرامات لمنهضة العنف ضد المرأة

هل يمكن إيقاف العنف ضد المرأة؟

بحسب الإحصاءات العالمية، يظل العنف ضد المرأة أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستفحالاً في العالم، حيث تتعرض ما يقرب من واحدة من كل ثلاث نساء للعنف من الزوج أو الأقارب أو كليهما، مرة واحدة على الأقل في حياتها. وبالنسبة لما لا يقل عن 51100 امرأة في عام 2023، انتهت دورة العنف القائم على النوع الاجتماعي بفعل أخير ووحشي؛ وهو قتل هؤلاء النساء على يد شركائهن وأفراد أسرهن. على أن الفتيات معرضات بشكل خاص لخطر العنف، حيث تتعرض واحدة من كل أربع فتيات مراهقات للإساءة من قبل الشركاء والأقارب، وقد اشتدت هذه الآفة في أماكن مختلفة، بما في ذلك مكان العمل والمساحات عبر الإنترنت، وتفاقمت بسبب مختلف الصراعات، وما أسفر عنه كارثة تغير المناخ.
وتجد الأمم المتحدة أن إيقاف العنف ضد النساء يكمن في:

  • الاستجابات القوية.
  • محاسبة الجناة.
  • تسريع العمل من خلال إستراتيجيات وطنية جيدة الموارد.
  • زيادة التمويل لحركات حقوق المرأة.

حملة 2025 #لا_عذر.. اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة

وفقاً للأمم المتحدة، وحسب الإحصاءات في عام 2023، كل 10 دقائق؛ يقتل الشركاء وأفراد الأسرة امرأة عمداً، والذي يجعل أزمة العنف القائم على النوع الاجتماعي ملحّة، ولهذا السبب دعت الأمم المتحدة في عام 2024 لحملة على مدار 16 يوماً من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي (تبدأ الحملة من اليوم 25 نوفمبر وصولاً ليوم 10 ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان).
تلفت حملة UNiTE الانتباه إلى التصعيد المثير للقلق للعنف ضد المرأة تحت شعار "كل 10 دقائق، تُقتل امرأة. #لا_عذر. اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة".
إن حملة 16 يوماً من النشاط هي فرصة لإحياء الالتزامات والدعوة إلى المساءلة والعمل من جانب صناع القرار، مع اقتراب العالم من الذكرى السنوية الثلاثين لإعلان منهاج عمل بكين في عام 2025، وهو مخطط رؤيوي لتحقيق المساواة بين الجنسين وحقوق النساء والفتيات في كل مكان.

حقائق يجب معرفتها عن العنف ضد النساء والفتيات

  • يشير مصطلح قتل الإناث إلى عمليات القتل المرتبطة بالنوع الاجتماعي، وهي أكثر مظاهر العنف القائم على النوع الاجتماعي وحشية ووضوحاً وتطرفاً، والتي تتحملها النساء والفتيات.
  • إن قتل الإناث هو الدليل النهائي على فشل الأنظمة والهياكل التي تهدف إلى حماية النساء والفتيات.
  • إن تطبيع العنف -من العنف المنزلي إلى التحرش في العمل وفي الأماكن العامة والعنف الرقمي -يؤدي إلى مناخ ثقافي، حيث تتعرض النساء للإساءة والقتل عمداً، وغالباً مع الإفلات من العقاب.
  • النساء لسن آمنات خارج منازلهن، فغالباً ما تكون النساء من العاملات في السياسة والمدافعات عن حقوق الإنسان والصحفيات أهدافاً لأعمال عنف متعمدة، سواء عبر الإنترنت أو خارجها، وبعضها يؤدي إلى نتائج مميتة وقتل متعمد.
  • تُظهر الدراسات أن 16 إلى 58 في المائة من النساء على مستوى العالم يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تيسره التكنولوجيا، وتتأثر النساء الأصغر سناً بشكل خاص، مع كون الجيل Z والألفية الأكثر تضرراً.
  • النساء في الصراعات والحروب والأزمات الإنسانية أكثر عرضة للخطر، 70 في المائة منهن يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وإذا تابعت الرابط التالي ستتعرفين إلى المزيد من: اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة