لاشك في أن الطلاق هو حل لرباط الزواج، وهو يرجع لعدم التزام كل طرف بما عليه من واجبات تجاه الآخر، وعندما تنقطع كل وسائل التواصل بين الزوجين، من عاطفة ووجدان وعِشرة، وأيضاً تنقطع العلاقات الأسرية بينهما؛ فلا يبقى شيء يربطهما، وهنا تظهر علامات بأن الطلاق أمر لا مفر منه قبل وقت طويل من هذا الحدث المحزن، وهنا تبدأ مرحلة الانفصال التام، بالسياق التالي، التقت "سيدتي" استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية علياء محمود، في حوار حول سلبيات وإيجابيات الانفصال قبل الطلاق.
الطلاق ليس قراراً سهلاً
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية علياء محمود لـ"سيدتي": "لقد أوجب الشرع حسن المعاشرة بین الزوجین، ورسم لهما حدود المعاملة، حتى لا یطغى طرف على آخر، ولا یظلم أحدهما الآخر، والانفصال ظاهرة انتشرت في مجتمعاتنا العربية في الآونة الأخيرة بشكل ظاهر وكبير جداً، فالطلاق ليس قراراً سهلاً، لذلك قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة، حاولي التفكير بمختلف الخيارات المطروحة أمامك، والتأكد من قرارك، قبل تدمير تلك المشاعر والعِشرة الزوجية، فالحياة الزوجية مهما حملت من مآسٍ؛ فلا بد أنها تحتوي على الكثير من المشاعر الطيبة، ولكن إذا تفاقم الأمر وأصبح الطلاق أمراً لابد من وقوعه؛ فيمكنك الابتعاد قليلاً قبل اتخاذ القرار النهائي، ومن ثم لابد أن تتعرفي إلى إيجابيات وسلبيات الانفصال قبل الطلاق؛ لتتخذي قرارك وأنتِ على بينة من الأمر".
هذه نصيحة نقدمها لك قبل كل شيء فاحذري.. هذه صفات الزوج التي تؤدي إلى الانفصال
للانفصال قبل الطلاق سلبيات وإيجابيات
إيجابيات الانفصال قبل الطلاق
-
فرصة لإنقاذ الزواج
حاولي التفكير مرة أخرى، فلابد من رؤية كل شيء من منظور مختلف، وأن تحملي نصيبك من مسؤولية المشاكل التي بينك وبين زوجك، وتتيقني بأنها ليست مسؤوليته وحده، وتخلّصي من فكرة إلقاء اللوم عليه طوال الوقت، وتعرفي إلى دورك في هذه المشاكل، وتحمّلي نصيبك من المسؤولية، هذه الخطوة تسهم في حل جزء من المشاكل، كما أنها مهمة للتعلم من أخطائك وعدم تكرارها في المستقبل، لذلك استخدمي كل الفرص في محاولات إنقاذ الزواج، ولا تستسلمي لقرار الطلاق بعد محاولة أو اثنتين، واستخدمي كل الفرص المتاحة لإنقاذ زواجك، فحياتك الزوجية تستحق.
-
التأكد من قرارك
الانفصال قبل الطلاق يُمكنك من استعادة الراحة النفسية والهدوء؛ بعد الكثير من النزاعات التي غالباً قد استهلكت كثيراً من طاقتك، وقد يمنحك قضاء بعض الوقت بعيداً عن بعضكما بعضاً، شيئاً من الوضوح بشأن موقفك، وماذا تريدين أن تفعلي؟ وما عليك القيام به الآن، وهل تريدين أن تتركي رفيق حياتك حقاً أم تعتقدي أن بإمكانك العدول عن القرار وأن تبدئي معه من جديد، وللمضي قدماً مع أقل قدر ممكن من الأضرار؟!
-
هدنة للزوجين
يمكن لكل من الزوجين أخذ هدنة، لعل الابتعاد لفترة معينة يعيد الحسابات وتكوين وترميم العلاقة من جديد؛ ليكتشف كل واحد منهما قيمة الآخر لديه، وأن قرار الطلاق لن يكون صائباً، وعندما يقرران عودة العلاقة والعدول عن الانفصال؛ يكون الرجوع عن قناعة وإصرار على تحسين المعاملة مع شريك الحياة؛ حتى لا يفقده ويضيعه مرة أخرى.
-
المصارحة بالعيوب
على كل طرف من الزوجين أن يعترف بعيوبه قبل التحدث عن عيوب الشريك، ومصارحة نفسه بالتقصير الذي يقوم به في حق الآخر، وألا ينظر الرجل أو السيدة لنفسهما على أنهما معصومان من الأخطاء، فقد تفلح هذه الطريقة في إعادة الزوجين إلى بعضهما مجدداً.
سلبيات الانفصال قبل الطلاق
-
الحزن الشديد
أحد أهم عيوب الانفصال قبل الطلاق هو الحزن؛ الذي يصاحب أحد الزوجين أو يصاحبهما عند الفراق، فالطلاق يعتبر قراراً شديداً، فعند انتهاء العلاقة؛ قد يتسبب ذلك في أذى نفسي للطرفين، بغض النظر عن الأخطاء التي أدت إلى ذلك، فما زالت مشاعر الحب باقية رغم كل شيء، وقد يستغرق هذا الأمر سنين للتخلص منه.
-
الشعور بالخزي والخجل
من الآخرين، وعدم القدرة على مواجهة نظرة المجتمع، سواء للرجل أو المرأة، بعد أن باءت تجربتهما بالفشل.
-
له تبعات سلبية اقتصادياً
عندما يتعلق الأمر بالانفصال قبل الطلاق، نجد أن الأسرة التي عزمت على اتخاذ هذا القرار، خاصة إذا كانت الزوجة لا تعمل؛ تحتاج لمن ينفق عليها، وتتعرض للأذى النفسي أكثر من ذي قبل، وفي حالة كون الزوج والزوجة يتشاركان رواتبهما للإنفاق على المنزل؛ سينخفض المستوى المعيشي لهما ولأطفالهما عقب الانفصال.
-
توسيع الفجوة بينهما
قد يتسبب الطلاق في تكوين علاقات جديدة بشكل متسرع، وبسبب الرغبة في التخلص من الحزن والألم، وبالتالي يتعرض الفرد لخوض علاقة غير صحيحة؛ بسبب التسرع وعدم التأني، ولأن العواطف والفكر مشوشان نتيجة العلاقة الماضية، ويصبح من المستحيل الوصول لحلول لبعض القضايا المتروكة للمناقشة لإيجاد حلول لها.
-
ضعف التواصل بينهما
بسبب العزم على الانفصال؛ الذي قد يؤدي إلى بُعد وطول فترة التواصل بين الطرفين، مما يؤدي إلى تفاقم سوء التفاهم، وعدم إبقاء التواصل بالتفاهم، والاتفاق المسبق بينهما وإدخال أطراف خارجية، سواء من العائلة أو الأصدقاء، وعدم ترتيب علاقة الزوجين بالأبناء، وحرمان أي منهما من الأبناء.
-
فقدان الاحتواء
يفتقد الشريكان العديد من الأشياء عند الإقبال على الانفصال قبل الطلاق، ومن أهم هذه الأشياء فقدان الاحتواء والحنان بشكل خاص، إذا كان موجوداً بينهما قصة حب طويلة، حيث إن طول البعد يؤدي إلى معرفة قدر كل منهما، وزيادة الرغبة في الرجوع والاشتياق، والأمل في العودة مرة أخرى، ومن أجل ذلك؛ يندم الطرفان بعد الطلاق.
والآن بعد أن تعرفت إلى إيجابيات وسلبيات الانفصال قبل الطلاق، وإذا حدث الطلاق فعلاً، فإليك: نصائح لما بعد الطلاق لتستمر حياتك بسلاسة