لا يكاد يخلو أي منزل من الجدال والخلافات الزوجية، وهذا الأمر طبيعي، فقد تمر أغلب علاقات الزواج بكثير من التقلبات والمشكلات البسيطة التي لا تدوم طويلًا، لكن عندما تتكرر بشكل زائد، تؤدي إلى إنعدام الإستقرار في الحياة الزوجية، لذلك يسعي الشريكين لمعرفة كيفية السيطرة عليها والبحث عن حلول لها.
المشكلة ليست في الخلافات نفسها..!
تقول استشاري العلاقات الزوجية آمال إسماعيل لسيدتي: "لا شك في أن الزواج به العديد من التحديات وهذا أمر طبيعي وصحي، ويمكن أن تضع هذه التحديات الزوجين تحت ضغط كبير، فالحياة الزوجية دائماً لا تسير على وتيرة واحدة، فهناك العديد من التحديات والأسباب التي تنغص على الزوجين حياتهما، فيمكنها أن تؤدي إلى تدهور العلاقة وزيادة المشاكل بين الزوجين، ولكل مشكلة من هذه المشكلات طريقة حل معينة قد لا تتناسب مع الأخرى، ولاشك في أن الخلافات الزوجية يكون لها تأثير كارثي على الصحة النفسية والعقلية للزوجين، والمشكلة ليست في الخلافات نفسها، ولكن في كيفية التعامل معها، فقد تقوم هذه التحديات بالتفريق بين الطرفين أو التقريب لهما، وهذا يكون إعتماداً على كيفية تعاملهم معها.
ويمكنك التعرف من السياق التالي على كيفية التعامل مع الزوجة الخبيثة؟
أسباب الخلافات الزوجية المتكررة
ضعف التواصل
ضعف التواصل بين الزوجين يؤدي لكثير من الخلافات الزوجية ومن ثمّ صعوبة التواصل الفعال بينهما، وبالتالي عدم فهم الإحتياجات وعدم فهم ردود الأفعال فيما بينهما، مما قد يتطور إلى المشاحنات بينهما، ثم إندلاع خلافات مستمرة بسبب تراكم المشاكل، وعدم حلها أول بأول.
الإختلاف في الرؤى
يمكن أن يتسبب الإختلاف في الرؤى والتوقعات والطموحات والأهداف المستقبلية بين الشريكين بشأن العمل والأسرة وإدارة المال أو في الحياة الإجتماعية إلى خلافات مستمرة ومتكررة.
التوجهات المالية
تعتبر النقاشات حول الأمور المالية واحدة من أكثر أسباب الضغط على الزوجين حيث تظهر الخلافات الزوجية بقوة والمشاحنات المتكررة بسبب اختلاف العادات الاقتصادية والتوجهات المالية لكل منهما، فلكل طرف بيئته وعاداته سواء في الصرف أو الإدخار، وهذا يؤثر على كيفية إدارة الأمور المالية للزوجين، وفي طريقة اتخاذ القرارات المالية المشتركة بين الشريكين.
توزيع المسؤوليات والأدوار
قد يواجه الأزواج صعوبة في إيجاد التوازن المطلوب بين العمل والحياة الأسرية، مما قد يكون سبباً من الأسباب التي تؤدي إلى وجود مشاحنات وخلافات مستمرة ومتكررة، حول توزيع المسؤوليات والأدوار المنزلية وبين الوقت المخصص للأسرة والأنشطة الخاصة بكل طرف، والشعور بأن الأعباء والمسؤوليات المنزلية أو المالية غير موزعة بشكل عادل بينهما.
الاختلافات في العادات والتقاليد
قد تنشأ خلافات بين الأزواج بشأن اختلاف البيئة وطرق التربية والعادات والمعتقدات والقيم نفسها، فيؤدي إلى الخلاف في طرق وأساليب تربية الأبناء والتعامل مع الآخرين إضافة إلى ظهور صراعات متكررة ورفض مستمر لكلا الطرفين لبعضهما حول كيفية تربية الأطفال، ثم يؤدي إلى عدم الإنسجام والتكيف والتأقلم مع الطرف الآخر.
الإحترام المتبادل
الحوار مع الإحترام يعتبر أساس العلاقة الزوجية الناجحة، وعدم وجوده يعتبر سبباً أساسياً لمشاكل لا حدود لها، فقد يجعل الزوجان غير متفقان دائماً، ولا يكون بينهما أي تعاون كفريق واحد لتغطية جميع المسؤوليات في كافة الأمور الحياتية.
الضغوط اليومية
الضغوط اليومية التي يتعرض لها الأزواج يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الخلافات الزوجية الموجودة بالفعل، فعندما يمر أحد الزوجين بيوم شاق ومرهق في العمل طوال اليوم، قد يؤدي ذلك إلى الإنفعال فور عودته إلى المنزل، وقد يقلل هذا من طاقته وتفاعله في المشاعر العاطفية لشريكه وعدم الشعور به، مما يزيد من حدة الحياة الزوجية، وازدياد الفجوة والجفاء بين الزوجين.
طرق يمكن اتباعها لإنقاذ الزواج والحفاظ عليه
التواصل الدؤوب
لا بد أن تقوما معاً بمناقشة الخلافات بكل وضوح وصراحة، وإلى ضرورة الإستماع إلى وجهات نظر الطرف الآخر بعناية، وفهم مشاعره وإحتياجاته، وينبغي عليك البدء بمشاركة مشاعرك وأفكارك بصراحة لشريكك، والحرص على عدم الإستخفاف والسخرية والتهكم أو الإنتقاد لأي رأي أو وجهة نظر مختلفة حتى وإن كانت لا ترضيك.
وضع سعادتهما أولوية
يجب على الشريكين وضع السعادة الزوجية ضمن الأولويات الأساسية، فذلك سيدعم الثقة والترابط والإمتنان بين الزوجين، كما قد يسهم كذلك في تحسين المشاعر العميقة وسيجنب الطرفين نشوب أي خلاف بينهما، وبالتالي سينعكس ذلك على الشعور بالسعادة أيضًا، فإبحثا عن السعادة بينكما بالتأكيد ستجدانها ولكن لابد من الحفاظ عليها.
استبدال العادات
قد تكون الأسباب الأساسية وراء الخلافات الزوجية المتكررة بعض من العادات السلبية والتي تزعج الطرف الآخر، لذا لا بد من الحرص على إستبدالها بعادات إيجابية، ومن تلك العادات السلبية عدم الدقة في المواعيد والتأخير الدائم في العمل، عدم الإهتمام بالتفاصيل، جفاء المشاعر، البعد عن إحتواء الشريك، ونسيان المناسبات الخاصة.
محاولة التجديد في العلاقة
في حالة وجود أي مشكلة، حاولي استرجاع الأيام الجميلة والذكريات الأولى في مخيلتك، ومحاولة إعادة الشغف بينكما، فتذكري كيف بدأت علاقتكما وقومي بتجديد المشاعر العميقة بينكما، ووضع هذه المشاعر أمامك عند أي خلاف، لتتذكري دائماً إنها أقوى من أي خلاف.
مشاعر الإمتنان والتقدير
الإمتنان ليس مجرد تصرف أو كلمة، بل هو عاطفة إيجابية، فلا ينبغي أن تكون علاقة الزواج أمرًا بسيطاً، ومسلماً به، فإحرصي دائماً على التعبير عن مدى تقديرك وإمتنانك لمشاعر الزوج وجهده المبذول دومًا، وتقديم الشكر الصادق الذي يعبر عن مشاعرك تجاهه.
الحفاظ على توازن الأمور
لابد من العمل على وجود مرونة في التعامل، وتوازن بين إحترام رغبات الشريك وتلبية إحتياجاتك، والتوصل إلى حل وسط يرضي كل منكما.
العمل كفريق واحد
العمل كفريق متعاون هو أسلوب حياة من أجل هدف مشترك، وهو تخطي أي عقبات ممكن أن تعترض الحياة الأسرية، لذا ينبغي على الطرفين أن يعتبرا أنهما فريق واحد وعليه مواجهة أي تحديات محتملة معًا، والبحث عن حلول مبتكرة، والتضحية ببعض الرغبات الشخصية، لصالح إنجاح الحياة الزوجية.
الإستفادة من الخلافات
وجود الخلافات الزوجية قد يؤدي إلى وجود حوار داخلي مع النفس عن شريك الحياة، يساعد على فهم الطرف الآخر، ومعرفة خفايا نفسيته، الوصول للرضا النفسي، والراحة والاستقرار بعد علاج المشكلة فإجعلي الخلافات السابقة كفرصة للإستفادة لمعالجة كافة أمور الحياة بينكما.
الاحتفاظ بالإحترام والمودة
يجب أن يكون الاحترام والمودة أساسًا في العلاقة الزوجية. حاولا أن تظل صيغة الاحترامً تجاه شريكك، حتى في أثناء الخلافات. اجعليه يشعر بأنك تهتمي بمشاعره وتقدريه كشخص.
ضبط حدود الحوار الزوجي
لابد من الاتفاق على حدّ معين لإنهاء الحوار بين الزوجين وقت الإحساس بإنحراف النقاش عن مساره، و حتى لا يتطور أسلوب الحوار وتزداد وتيرة الإندفاع عند الطرفين وأن يتفق كل منهما على عمل هدنة وتأجيل الحوار بمجرد إرتفاع نبرة الصوت.
ويمكنك من السياق التالي التعرف على: نصائح لزيادة لغة الحوار بين الزوجين