كيف تشعر الزوجة بالثقة والأمان مع زوجها؟

زوج يحتضن كتف زوجته بمحبة
زوج يحتضن كتف زوجته بمحبة - المصدر: freepik by halayalex

العلاقات هي مجال معقد عاطفياً، حيث يلعب الشعور بالثقة والأمان والأمن دوراً محورياً في تثبيت عُرى السعادة وتوطيد أسس الاستقرار، فالشعور بالأمان يجعل الزوجة تشعر بأن حياتها هانئة مستقرة وأن أسرتها قائمة على ركائز قوية ودعائم صلبة وراسخة لا تؤثر بها عقبات ولا تهزها تحديات، ولا تحرك أحجار بنائها عثرات، فالأسرة صامدة ثابتة بطول الزمن يظلّلها الحب والثقة والأمان والأمن، وانطلاقاً من هذه القاعدة فإن أي خلل في هذا الشعور قد يفضي للكثير من المشكلات، بالسياق التالي "سيدتي" استضافت استشاري العلاقات الأسرية والزوجية أُنس وجيه عبد الرحمن في حديث حول كيف تشعر الزوجة بالثقة والأمان مع زوجها؟

الشعور بالأمان من ركائز الحياة الزوجية

زوجة تحتضن زوجها بدلال وهي تشعر بكثير من الأمن والثقة به - المصدر : freepik by yanalya


تقول أُنس وجيه عبد الرحمن: الشعور بالثقة والأمان أساسي في العلاقة الزوجية، فمعظم العلاقات الجيدة تُبنى على الثقة والاحترام المتبادلين، والشعور بالأمان من ركائز الحياة الزوجية والحفاظ عليه يمكن أن يشكل تحدياً للعديد من الأزواج، حيث تتضمن الثقة الإيمان بأمانة شريكك وولائه ووفائه وصدقه، بينما يشير الأمان إلى الشعور بالحماية العاطفية والجسدية في العلاقة وكلا الجانبين مرتبطان ومترابطان، ويمكن للحظات من السعادة والفرح المشتركين أن يعمقا الرابطة ويخففا من مشكلات الثقة، ولكن المفتاح هو أن يكون كلا الشريكين حاضرين تماماً ويشعران بأنهما مرئيان ومسموعان ومحبوبان.
تقول أُنس: لكي نتحدث عن طرق تعزز الشعور بالأمان لابد أن ندرك أن الشعور بالأمان يرتبط لحد كبير بالتعلق، والتعلق أنواع، فتعلق الزوجة بزوجها يسير بالاتجاه نفسه مع شعورها بالأمان، ولكي نعرف كيفية تعزيز شعور الزوجة بالأمان لا بد من التعرف في البداية إلى أنواع التعلق.

أنواع التعلق وأثره على الثقة والأمان

تقول أُنس: التعلق هو الطريقة التي نتواصل بها عاطفياً مع الآخرين، ويتأثر بتجاربنا المبكرة، وفقاً لنظرية التعلق هناك أربعة أنماط رئيسية للتعلق:

  1. التعلق الآمن: يميل الأشخاص ذوو أسلوب التعلق الآمن إلى أن يكون لديهم نظرة إيجابية عن أنفسهم والآخرين، لقد اختبروا علاقات أبوية مليئة بالثقة والمحبة؛ مما سمح لهم بالثقة بشركائهم والشعور بالأمان في العلاقة، ومن ثمّ فالثقة تتطور بشكل طبيعي لتصل للشعور بالأمان، ويمتاز هؤلاء الأشخاص بأنهم يكونون على استعداد لطلب الدعم العاطفي من شركائهم دون خوف من الرفض أو التخلي عنهم.
  2. التعلق القلق: الأشخاص الذين لديهم أسلوب التعلق القلق يميلون إلى أن يكونوا أكثر شعوراً بانعدام الأمان واتكاليين بالعلاقات، فقد عانوا من ارتباط غير مناسب أو غير متوقع في طفولتهم؛ مما خلق صعوبة في شعورهم بالثقة الكاملة بشريكهم، غالباً ما يسعون باستمرار إلى تأكيد الحب ويسعون إلى أن يكونوا قريبين من شريكهم بشكل مكثف، ومع ذلك فإن هذه الحاجة المستمرة للأمان يمكن أن تضع ضغطاً على العلاقة وتجعل من الصعب بناء ثقة متينة.
  3. التعلق المتجنب: يميل الأشخاص الذين لديهم أسلوب التعلق المتجنب إلى أن يكونوا أكثر ابتعاداً عاطفياً، فقد عانوا من عدم الاتساق أو الرفض في طفولتهم؛ مما دفعهم إلى الاعتقاد بأنه من الأفضل عدم الاعتماد عاطفياً على الآخرين، ومن ثمّ فهم يجدون صعوبة في الثقة الكاملة بشريكهم، وقد يستغرق بناء الثقة والأمن وقتاً وصبراً في هذه الحالة.
  4. التعلق الخائف: يجمع أسلوب التعلق المخيف بين عناصر التعلق القلق والمتجنب، قد يشعر أصحاب أسلوب التعلق هذا بالخوف من العلاقات المتقاربة والرفض، وقد تكون لديهم رغبة متناقضة في إقامة روابط وثيقة مع شريكهم، لكنهم في الوقت نفسه يشعرون بالخوف من التعرض للأذى أو التخلي عنهم؛ مما قد يجعل من الصعب بناء علاقة قوية مبنية على الثقة والأمان.

وإذا تابعت السياق التالي فستتعرفين إلى: نصائح لتعزيز الثقة بين الزوجين

مفاتيح لتعزيز الثقة والأمان بين الزوجين

التواصل المفتوح والصادق

زوج يضع يديه على كتفي زوجته برقة وهي تبتسم بسعادة حيث تشعر بالأمان معه - المصدر : freepik by yanalya


يعد تعزيز بيئة يشعر فيها كلا الشريكين بالراحة في التعبير عن أفكارهما وعواطفهما واهتماماتهما أمراً ضرورياً، يتضمن ذلك الاستماع بنشاط إلى الزوج والاحترام وتجنب الأحكام المسبقة أو النقد المدمر، على أن تواصل الزوج المفتوح يعزز ثقة الزوجة، ويساعد على حل النزاعات بطريقة صحية، وبالتالي بناء أساس متين للعلاقة، ولا بد من الانتباه أثناء حديث الزوجين ألا ينتقد أي منهما شخصية الشخص الآخر.

تخصيص مساحة ووقت يومي للتحدث والاستماع باهتمام

تقول أُنس: لتنمية الارتباط بين الزوجين، من المهم قضاء وقت ممتع معاً لتعزيز العلاقة العاطفية، يتضمن ذلك الاستماع بنشاط إلى الزوجة وإظهار التعاطف والتفهم، وإظهار التقدير والامتنان للحظات التي شاركتها مع زوجها، بالإضافة إلى ذلك، من الضروري الحفاظ على الرومانسية حية، ومفاجأتها بالإيماءات الرومانسية، والعبارات الحنونة والتخطيط لمواعيد خاصة والحفاظ على شرارة العاطفة حية، على سبيل المثال، يمكنك تخصيص 15 أو 20 دقيقة يومياً لمشاركة أفضل وأسوأ ما في اليوم، دون انقطاعات خارجية (التلفزيون، الأطفال، الهاتف الخلوي، إلخ).

تعيين الحدود

يعد إنشاء واحترام حدود واضحة في العلاقة أمراً ضرورياً للحفاظ على الأمن العاطفي، يتضمن ذلك الاعتراف بالاحتياجات والرغبات الفردية، بالإضافة إلى التفاوض على تسويات واتفاقات مرضية، مع احترام حدود الشخص الآخر.

ممارسة التعاطف والتفاهم

إن تنمية التعاطف تجاه وجهة نظر الزوجة ومشاعرها يقوي اتصالها العاطفي بزوجها، حيث يساعد التفاهم المتبادل وتفهم الزوج لزوجته وأفكارها ومخاوفها وأن يضع نفسه مكانها، في خلق بيئة من الثقة والأمان في العلاقة، كما أن الزوج إذا قدم لزوجته جرعات كبيرة من الاهتمام والطمأنينة والأمان، فإن ذلك يجعلها تترك همومها ومخاوفها جانباً وتشعر بالارتياح.
بالنهاية تقول أُنس: الثقة والأمان هما أساس العلاقات المتينة والصحية، وفهم شخصية الزوجين يمكن أن يكون خطوة حاسمة لتعزيز العلاقة بينهما وتحسينها، على أننا لا بد أن نؤكد أن بناء علاقة قوية على دعائم من الثقة المتبادلة والشعور بالأمان بين الزوجين قد يستغرق وقتاً وجهداً، ولكن النتيجة بالنهاية ستكون اتصالاً عميقاً ودائماً بين شريكي الحياة.
وإذا كان الأمان أحد أهم أسباب السعادة الزوجية يمكنك التعرف إلى إجابة السؤال التالي من الرابط: كيف أعرف أنني سعيدة في حياتي الزوجية؟