تعتبر الحياة الزوجية رحلة مشتركة بين الزوجين، حيث يتطلع الجميع إلى بناء علاقة مستدامة وسعيدة، والتعبير عن المشاعر من أهم العوامل التي تؤثر في نجاح الحياة الزوجية والتي تُسهم في استقرار العلاقة ونموها، فعندما نتمكن من التعبير عن مشاعرنا بشكل صريح وواضح، نُتيح لأنفسنا الفرصة لفهم ما نشعر به، مما يعزز من وعي الذات ويدعم قدرتنا على التواصل مع الشريك الآخر، مما يساهم في بناء علاقة متينة ومتوازنة.
التعبير عن المشاعر يسهم في تحقيق التقارب والسعادة بين الزوجين
تقول استشاري العلاقات الأسرية د. سميرة دعدور لسيدتي: تعتبر طريقة التعبير عن المشاعر أهم من المشاعر ذاتها لأنها هي ما توضح الشعور الحقيقي لما نشعر به وهي تمكنك من إفهام من حولك بهذه المشاعر، وهو تعني الإفصاح عن الأحاسيس الداخلية التي يشعر بها الشخص لمن حوله، سواء كانت سلبية أم إيجابية، وهي أيضاً وسيلة فعالة للتخفيف من التوتر والقلق، وتقوم بتعزيز قوة الترابط بين الشريكين، وتساعد الزوجين على الشعور بالأمان والراحة والحبّ، وتعزّز ثقتهما ببعضهما البعض، والتعبير عن المشاعر حق لكل شخص، وهي واجب على كل شخص لنفسه ألا يجعل مشاعره في منطقة الظلام وطي الكتمان عن شريكه الآخر، مما يسهم في تحقيق التقارب والسعادة بينهما، ويعطيهما حياة زوجية مستقرة ومثالية.
قد ترغبين في التعرف إلى: المبادئ الثمانية لنجاح العلاقات العاطفية بين الشريكين
إستراتيجيات فعالة لتعزيز التواصل العاطفي في الحياة الزوجية
التواصل الصحيح والفعال
وعملية التواصل بين الشريكين بهدف إيصال رسالة، وفهمها بطريقة ناجحة، وهي أداة قوية لتحسين التواصل في العلاقة بين الطرفين، للمساعدة في بناء عالم أفضل وأكثر تفاهماً وتعاوناً بين الزوجين، فينبغي على الزوجين أن يتعلما كيفية التعبير عن مشاعرهما الإيجابية واحتياجاتهما بوضوح وصراحة، وفهم مشاعر الشريك الآخر وفهم نواياه الكامنة والمغزى من كلامه، دون اللجوء إلى الانتقاد أو الاتهامات، والقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح وبطريقة مفهومة، وعلى التحدث والاستماع الفعّال، في بيئة آمنة بين الزوجين حتى يمكنهما التحدث بحرية والتعبير عن أفكارهما ومشاعرهما دون مخاوف من الحكم أو الرفض.
بناء الثقة والاحترام
لبناء ثقة قوية، علينا أن نكون أمناء وصادقين، فيجب أن نحترم اختلافات الطرف الآخر، وعلى الزوجين أن يكونا صادقين وموثوقين في كلماتهما وأفعالهما، كما ينبغي على الزوجين العمل على بناء ثقة متبادلة من خلال الوفاء بالوعود والتواصل المستمر، فبناء الثقة يساعد الزوجين على تحمل التحديات اليومية بشكل مشترك، مما يسهم في جعل الحياة الزوجية أكثر استقراراً وسعادة، والاحترام المتبادل بين الزوجين يسهم في بناء الثقة، حيث يشعر كل منهما بأنه محترم ومقدر من قبل الآخر، مما يعزز الشعور بالأمان والثقة في العلاقة، ويجب أن يتعلما كيفية تقدير ودعم بعضهما البعض في تحقيق أهدافهما وتحقيق أهدافهما المشتركة.
الإخلاص
يعد الإخلاص من القيم الأساسية التي يجب على كل من الزوجين الالتزام بها، وعلى كل طرف الالتزام بإخلاصه للشريك من خلال أن يحب كل منهما لزوجه ما يحبه لنفسه، وأن يبذل الغالي والنفيس لسعادته والعمل على رفاهيته، وأن يشاركه الآمال والأحلام والأفراح والأوجاع، وكذلك التزام صدق الحديث، وحفظ السر، والأمانة على العرض والمال، حيث يُعزز الإخلاص الحب بينهما ويدعم استمرارية الزواج.
الاستماع الفعّال
على الزوجين أن يعطيا بعضهما البعض الاهتمام والانتباه الكامل وهو ما يعزز طريقة التعبير عن المشاعر، ويوضح مدى اهتمام كل طرف بالآخر، فالاستماع الكامل أثناء الحديث بعناية وبانتباه واهتمام لشريكه دون انقطاع أو انشغال، وأن يظهرا الاهتمام والتفهم الحقيقي لمشاعر وآراء الآخر، فهذا الاستماع يُشكّل حلقة الوصل بين الزوجين، ويساعدهما على فهم احتياجات بعضهم البعض، وحلّ الخلافات بطرق بناءة، وبناء علاقة قائمة على المودة والاحترام، فمن خلال الاستماع الفعّال، يمكن للزوجين بناء التواصل العميق والمتبادل وتعزيز الارتباط العاطفي بينهما، لفهم وتحليل مشاعر واحتياجات الشريك بدقة.
وإذا تابعت الرابط التالي؛ فستتعرفين للمزيد من النصائح لتحقيق الاستقرار العاطفي في الحياة الزوجية
الصراحة والصدق
الصراحة هي العمود الفقري في إقامة دعائم حياة أسرية سليمة خالية من الشكوك والقلاقل، والصدق المتبادل يمنحهما شعوراً بالأمان، والمصارحة تدفع إلى مزيد من الثقة التي تشكل أغلى ما يمتلكه الزوجان، وهي ضرورية لإيجاد التفاهم وحصول المودة، كما يمثل الصدق أحد أسس استمرارية العلاقة بين الزوجين، حيث يدل على الاحترام المتبادل وتقدير كل طرف للآخر، وتعتبر الصراحة وسيلة فعالة لتجنب الإحباط بين الزوجين، حيث يساعد تنبيه كل طرف للآخر بشأن السلوكيات السلبية في تجنب مشكلات قد تؤثر على العلاقة.
وقت مخصص للتواصل العاطفي
الوقت الخاص بين الشريكين يعد أحد أسس العلاقة الزوجية الناجحة من أجل التفاهم والتواصل العاطفي بعيداً عن المشتتات، مما يساعد كل طرف في التعبير عن المشاعر، ويمكن أن يكون فرصة للابتعاد عن الضغوط اليومية، كما أنه فرصة للتواصل بشكل عميق وصادق، فيمكن للمحادثات الهادئة والمشاركة في أنشطة مشتركة أن تعزز الارتباط العاطفي بينهما، وينبغي للزوجين أن يخصصا وقتاً محدداً يومياً أو أسبوعياً للجلوس معاً والتحدث بصدق حول مختلف جوانب العلاقة الزوجية، ويمكن أن تشمل هذه الأوقات النقاش حول الأحلام والأهداف والتحديات والاحتياجات، وبناء خطط لتحقيقها.
تبادل الهدايا
يُساهم تبادل الهدايا في تعزيز السعادة والمودة بين الزوجين، وتحقيق السعادة، ولكي تبقى المودة والألفة حاضرة في القلوب، فالهدية على بساطتها تدل على الاهتمام والحب، فالزوجة تنتظر في هذه المناسبات الخاصة تقدير زوجها لها بأي هدية أو حتى مبادلتها الكلمات اللطيفة، حيث تعبر الهدية عن الاهتمام والحب، وهي قد تكون كفيلة في تجديد الحب والحياة الرومانسية في كنف المنزل الزوجي، كما تُثير الذكريات الجميلة المرتبطة بأيامهما السابقة، بدءاً من التعارف وصولاً إلى الزواج كما أنها تلغي الخلافات الزوجية وتمنح الزوجين حياة سعيدة مع بعضهما.
الاحترام
يُعتبر الحفاظ على حدود الاحترام والتقدير لمشاعر بعضهما البعض من الأمور الجوهرية والتي تحول العلاقة من حب رومانسي وإعجاب إلى علاقة دائمة، يعني أن الاحترام هو تقبل اختلاف الآخر وخصوصيته، وقيمته وكرامته، واحترام حقوقه، والاحترام يدفعهما من أجل المزيد من التقارب، ويتوجب على الزوجين تجنب إظهار المشاعر السلبية تجاه أهل الشريك، والتواصل معهم بشكل دوري لتعزيز الروابط الأسرية والمودة.
فهم الاحتياجات العاطفية
يعتبر فهم الاحتياجات والرغبات العاطفية للشريك الآخر أمراً ضرورياً في تعزيز التواصل العاطفي في الحياة الزوجية، فهو يساعد على إنشاء رابطة قوية واتصال بين الشركين، ويعزز التفاهم والاحترام المتبادل، فبهذا الاهتمام العاطفي، يمكن للزوجين بناء رابطة أكثر قوة وتأثيراً بينهما، والتواصل بصدق وفعالية لفهم ما يحتاجه كل منهما، فيمكن أن يساعد الطرفين على تجنب سوء الفهم والصراعات، ويمكن أن يساعد على التغلب على التحديات، ولبناء علاقة صحية سليمة.
ونحو المزيد يمكنك التعرف إلى أهمية وتأثير التفاهم العاطفي بين الزوجين