مع مرور الوقت، يفقد التعايش بين الزوجين معناه الحقيقي بعد تراجع العاطفة وتقلص مساحة الاهتمام بين الزوجين، وعلى الرغم من أنه بمرور الوقت قد تصبح هذه العملية أمراً طبيعياً واعتيادياً، ليكتشف فجأة أي من الزوجين أو كلاهما ما حدث لعلاقتهما، وكيف تأثرت سلباً وكيف اتسعت الفجوة في المشاعر بدون أن يدرك أي من الزوجين ما يحدث أو ينتبه في زخم انغماسهما في تحديات العمل والحياة، إلا أنه من الممكن تجنب هذا الأمر واستعادة ألق العلاقة إذا تم إيجاد حل الأخطاء البسيطة والتي ينتج عنها كل هذه التغيرات السلبية وغير المحسوبة في الوقت المناسب.
إنجاح العلاقة الزوجية مهمة صعبة مع الوقت
تقول أميرة ناجي سيدهم، استشاري دعم ذاتي وخبير تنمية بشرية لسيدتي: إن مسؤولية إنجاح العلاقة الزوجية قد تكون مهمة صعبة مع طول الزواج، لكن ليست مستحيلة، ومع قليل من الانتباه لمجريات الأمور والأحداث والتعاطي بذكاء مع المتغيرات التي تعتري العلاقة يمكن إصلاح الأخطاء البسيطة ورأب الصدع، لا يهم إذا كنت تعتقد أنك على الطريق الصحيح وتفعل كل ما بوسعك للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، فهناك دائماً مشاكل وحفر تبدو صغيرة لا تنتبه إليها، وأخرى تعتقد أنه من المستحيل التغلب عليها، فإذا كنت تريد أن ينجح ما كنت تبنيه على مر السنين مع شريك حياتك، ولا ترتكب الأخطاء الشائعة التي يرتكبها عادة كثير من الأشخاص بدون الانتباه فتكون هي معول خلخلة العلاقة وهز بنيانها، ونحن لا نتحدث عن أمور كبرى كالخيانة مثلاً أو الإهمال أو فقد الثقة... ولكنها الأخطاء البسيطة التي تتراكم لتصبح كالجبل وتعلو وتتفاقم وتؤثر سلباً على العلاقة الزوجية، وتعكر صفو الرباط الوثيق بين الزوجين.
أخطاء شائعة تعكر صفو العلاقة الزوجية
تقول أميرة ناجي: روتين الحياة اليومية المعتاد يمكن أن يجعلنا نقع في العديد من الأخطاء البسيطة ومع مرور الوقت وتجنب المصارحة أو تجاوزها بسبب الانشغال أو عدم وجود وقت للنقاش أو حتى بسبب الهروب من العتاب، ومحاولة تجاوزه تبدأ قطرات الغضب الداخلي تتكاثف حتى لو بدت غير ذات أهمية للوهلة الأولى إلا أن تراكمها قد يهدد بالعاصفة التي تهز أركان العلاقة الزوجية ومنها:
- تجاوز الحدود بما يسبب الإحراج، وقد يؤدي لنوع من الاستغلال.
- السخرية من الشريك، أو من أهدافه ولو كان من قبيل المزاح.
- عدم مشاركته مشاعر الحزن والألم لأي سبب.
- عدم تقدير إنجازاته والاحتفال بها معه.
- التواطؤ مع الآخرين ضده أو التعاطي مع منافسيه من وراء ظهره وادعاء بساطة الأمر.
- التوقف عن تبادل الهدايا في المناسبات المختلفة حتى لو كانت زهرة بسيطة.
- عند الغضب عدم التوقف والمصارحة بما يقلق.
وإذا تابعت الرابط التالي ستتعرفين إلى: كيف تتعاملين مع انتقادات زوجك المتكررة؟
كيف تعالج الأمر؟
وضع الحدود
تقول أميرة: فقط لأنك متزوج لا يعني أن عليك قبول كل ما يفعله شريكك، ففي كثير من الحالات، عدم توضيح المدى الذي لا ترغب في الذهاب إليه يمكن أن يؤثر على علاقتك، ولهذا يجب وضع حدود واضحة لأطر العلاقة بينكما.
عدم انتهاك الخصوصية
هل سبق لك أن انتهكت خصوصية شريكك أو فرضت قواعد صارمة حول علاقتكما أو أسلوب حياتكما؟ أنت تسيء استخدام الثقة، لذا كن حذراً للغاية، فهناك بعض التجاوزات أو الأخطاء البسيطة التي تثير ضيق شريكك دون أن تدرك ذلك وبمرور الوقت فإنها تتفاقم لتحيط بالعلاقة وتخنقها، وقد تدمر الزواج والحياة الاجتماعية بالقدر نفسه.
تحلَّ بالهدوء ولا تتعجل دائماً
إذا كنت تمر بمشاكل أو تحديات صعبة لبعض الوقت ولم تجد لها حلاً، فاعلم أن شريكك لا ذنب له لتلقي عليه باللوم، بل يتعين عليك الصبر والهدوء لتجد حلاً لمشكلتك، وإن كان شريكك طرفاً في هذه المشكلة فالمصارحة بالأخطاء تجعل علاجها يكون في أسرع وقت ممكن، واعلم أنه ليس من الضروري أن يكون موقفك صحيحاً، فقد يكون هناك وجهتَا نظرٍ مختلفتان صحيحتان حول القضية نفسها، ومن ثمّ يجب التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
احترام المسافات
احترام المسافات مع الآخر، يجب أن يكون لكل شخص مساحة خاصة به لتطوير أهدافه الشخصية أو المهنية أو ببساطة ليكون مع عائلته أو أصدقائه، وإن أراد إشراكك بالأمر فلا بأس على أن التركيز على نفسك فقط وترك شريكك خارج كل شيء أمر ضار بعلاقتكما مثل الإفراط في الاعتماد عليه، كذلك عندما يمر شريكك بوقت عصيب، ويقرر قطع التواصل والابتعاد بنفسه، فلا تضغط عليه، فعندما يشعر بالتحسن مرة أخرى، ويكون لديه مجال للتنفس، سيقترب منك مرة أخرى، ويقدر أنك احترمت لحظة توقفه مع نفسه.
النوم غاضباً بعد الجدال
الغضب أمر لا مفر منه، إنه استجابة طبيعية للأشياء التي تزعجنا، المشكلة هي أن نترك هذا الغضب يتجذر في قلوبنا، فلا يجب أن يستمر الغضب طوال اليوم ناهيك عن عدة أيام! غضب اليوم مشكلة يمكن التحكم فيها، لكن غضب الأمس خطير للغاية، عندما لا نسامح ولا ننسى، يتأصل الغضب بقوة في قلوبنا ولذلك دائماً لا تدع الغضب يسيطر عليك، ولا تنم غاضباً بعد جدال.
الاهتمام بالتفاصيل
إن مجرد السماح لشريكك بالحصول على لحظات من الهدوء والعزلة لا يعني أنه يجب عليك التوقف عن الاهتمام به وإذكاء شعلة الحب بينكما، في بعض الأحيان، مع الروتين اليومي، ينسى كل طرف أن يهتم بتفاصيل الطرف الآخر، أو أن يكون حنوناً معه ولو بلفتة بسيطة، لذلك لا يجب أن ننسى أن نجعل الشريك يشعر بأنه مميز، وأنه دائماً محل اهتمام وانتباه، كما أن العناق أو قول "أحبك" أمر مهم لصحة العلاقة.
قد ترغبين في التعرف إلى: أهم صعوبات بداية الحياة الزوجية وطرق تخطيها