قواعد للحفاظ على خصوصية العلاقة الزوجية

زوج يحتضن زوجته بحنان وهي تبتسم له بسعادة
زوج يحتضن زوجته بحنان وهي تبتسم له بسعادة فالزوجة تشعر بخصوصية حياتها مع زوجها - المصدر: freepik by wayhomestudio

أن الحياة الزوجية شراكة وعلاقة ممتدة طول العمر أساسها الانسجام، والاحترام، والمودة والتراحم، والأصل في عقد الزواج إن الحياة المشتركة هي المساحة الأكبر في حياة الزوجين، و الحياة الخاصة لكل منهما لا تشغل إلا مساحة صغيرة، وضئيلة بسبب طبيعة العلاقة بين الزوجين، بالسياق التالي سيدتي استضافت خبير العلاقات الأسرية ومختص بقضايا الأسرة سمير عبدالنعيم توفيق زاهر ليحدثك عن قواعد للحفاظ على الخصوصية في العلاقة الزوجية.

في الزواج كل طرف له خصوصيته والتي يجب أن تُحترم

زوجة تحتضن زوجها بسعادة حيث تشعر الزوجة بالأمان والخصوصية مع زوجها الذي يحترم خصوصيتها - المصدر:freepik


يقول سمير عبدالنعيم توفيق زاهر لسيدتي: الحياة الزوجية لا تقوم إلا على الشراكة بين الرجل و المرأة، شراكة دائمة والأصل فيها الاستمرار، فبعقد الزواج ينتقل الإنسان بمحض إرادته من الحياة الفردية إلى الحياة المشتركة وينبغي على كل منهما أن يلتزم باستمرار الحياة المشتركة وصيانتها، وكل شخص له خصوصيته قبل وبعد الزواج والتي يجب أن تحترم، ويجب أن يكون للزوجين مطلق الحرية في اطلاع الطرف الآخر على بعض من هذه الخصوصية أو حجبها عنه، وهذا لا يعني أن لكلا الزوجين الحرية المطلقة في ممارسة هذه الخصوصية متجاهلاً شريكه في الحياة، وإنما هذا الحق مقيد بعدم الإضرار بالشريك الآخر، فخصوصية كل منهما محددة بالقدر الضئيل والذي لا يشكل ضرراً بالحياة المشتركة.
قد ترغبين في التعرف إلى: تحديات تواجه الزوجين في السنة الأولى من الزواج

إستراتيجية ذكية للحفاظ على الخصوصية في العلاقة الزوجية

يقول سمير توفيق إن الحياة الزوجية لا تخلو من تعكير صفوها بين الحين والآخر سواء من المشاحنات والخلافات والمشاكل، عامل قوّة في الحياة الزوجية وليس ضعفاً، كما يظنّ البعض، لأنّ هذا الخلاف من المفترض أن يتحوّل إلى أرضية خصبة وصالحة لبدء نقاش بنّاء وفعّال بين الزوجين، ولكن قد يُخطئ أحد الشريكين في جعل الآخرين يخترقون هذه الخصوصية، ما يؤدي إلى نتائج سلبية تنعكس على الزوجين، لذلك هناك قواعد للحفاظ على هذه الخصوصية وهي:

الاحترام المتبادل

إن الاحترام والتقدير المتبادل يعني تقبل شريك الحياة المختلف كما هو، وتقديره، واحترام خصوصيته وقيمته وكرامته، واحترام حقوقه، ولا يجوز التقليل من شأنه، أو الاستخفاف بأفكاره وأرائه كما يجب أن يحيط كلاً منهما الآخر بمشاعر الحب والاحترام، أمام الغرباء، حتى تعتدل الحياة وتستقيم، وأن يكون الاحترام هو سمة الحياة، وحتى يعتاد الأبناء على الاحترام في الأسرة يجب أن يقتدوا بالأب والأم في معاملتهما معاً واحترام خصوصيات كل منهما الآخر.

الاتفاق المسبق

لا شك أن فترة الخطوبة هي التي تحدد مؤشرات نجاح العلاقة بين الزوجين في المستقبل، وإن تعلق الشاب أو الفتاة بأهله يؤدي إلى تدخل الأهل في العلاقة الزوجية، ومن ثم تبدأ المشاحنات التي تؤدي إلى إنهيار العلاقة، ولذلك لا بد من البداية وقبل الزواج الاتفاق على عدم تدخل الأهل سواء من طرف الزوج أو الزوجة في تفاصيل حياتهم الزوجية وترك الحرية لهم في أخذ القرارات المصيرية، وتربية الأبناء، والدخل المالي للزوج، والعلاقة الخاصة بينهما، وقضاء الإجازات، وعمل الزوجة، دون التدخل من أي طرف من العائلتين، مهما كان قربه من الزوج أو الزوجة.
وبعيداً عن الخصوصية هذه أهم القضايا التي يختلف حولها الأزواج

الاستقلال المادي والمعنوي

زوج يحتضن زوجته بحنان وهي تبتسم له بسعادة، حيث يحتفظ الزوجان بخصوصية حياتهما بعيداً عن الآخرين - المصدر: freepik by YuliiaKa


إن الحالة المادية وعدم استقلال الزوجين مادياً ومعنوياً عن والديهما، لهما تأثير كبير على حياة الزوجين، فالمال يمنح الأهل ضوءاً أخضر للتدخّل السريع، وانتهاك الخصوصية في العلاقة الزوجية وربما التدخّل في قرارات الزوجين الخاصة، وبالتالي قد تصل الخلافات إلى تدمير العلاقة بينهما، فضلاً عن عدم شعور الزوجين بالأمان، والسبب في تدخل الأهل في العلاقة بين الزوجين يصدر نتيجة الخوف من فقد مكانتهما في حياة أبنائهما واختباراً لمدى برهما وطاعتهما، فهما بحاجة دائمة للاهتمام والتقدير، لذا فإن الحرص من الزوجين على الاستقلال المادي والسير وفقاً للمستوى المادي للزوج، يؤديان إلى تحجيم تدخّلات الأهل.

حدود واضحة مع أهل الزوج

وضع حدود واضحة مع أهل الزوج هو أمر ضروري، لضمان علاقة مُتوازِنة ومُريحة، فالحدود تعني تحديد ما يمكن فِعله وما لن يُفعَل، ويجب أن يجري الاتِّفاق عليها بين الزوجَين، لضمان تماسُك العائلة، يمكن للزوجة أن تبني علاقة جيِّدة مع أهل زوجها بالمَحبَّة والذكاء وحُسن التصرُّف وتقديم كل الدعم والاحتواء لها، في إطار من الاحترام والتقدير والمَودَّة، ومن خلال الاهتمام بزيارتهما والسؤال عنهما وإشراكها في تربية الأبناء، كما ينبغي على الزوج أيضاً معاملة حماته بلطف وتقدير وطلب الاستشارة بما لا يمس بالخصوصية بينهما، كما يمكن تحديد يوم محدد للِّقاءات الأسرية، ممّا يجعل الزيارات مُنظَّمةً، وهذه الحدود الواضحة والمُتَّفق عليها مُسبَقاً تُساعد في الحفاظ على مساحة شخصية صِحِّية في العلاقة الزوجية.

تحدثي عن زوجك بكل خير

لا بد أن تحرص كل زوجة على عدم ذكر أخطاء وسلبيات الزوج أمام الأهل والأصدقاء المقربين، مهما كانت شدة اشتعال المشاحنات بينهما، فذكر هذه الأخطاء والسلبيات بمثابة باب يدخل منه الآخرون لانتقاد زوجك بدافع الخوف عليك، كما أنه وسيلة لاستغلال هذه الظروف والأحداث ليوقع بينكما فاحذري صانعي الفتن.

حدود عند التفاعل مع الآخرين

من المهم أن يدرك كلا الزوجين حدوده مع الآخر وأن يدرك الآخر حدوده معهما، لأن عدم قدرتهما على فرض حدودهما في العلاقات الاجتماعية بالضرورة سيعرضهما لردود أفعال لا تحمد عقباها، فهناك من الصديقات والأقارب من تسعى لاختراق المساحة الخاصة بين الزوجين، لذلك لا بد من حماية خصوصية هذه العلاقة بالرفض أو بالتصريح بأن هناك أموراً قد تم الاتفاق عليها ولا ينبغي للآخرين معرفتها.

التسامح والتغافل مع الخلافات

لا تخلو العلاقات الزوجيّة من المشاحنات والخلافات، فحدوثها في الحياة الزوجية أمر طبيعيّ وصحي، ولكن الأهم هو كيفية التعامل معها وحلّها، فلا يوجد شخص معصوم من الخطأ، وبالتسامح والتغافل عن بعض الأمور من شأنه أن يُبقي العلاقة ناجحة، وكذلك يمكن التعبير عن الأزعاج أو الغضب بذكاءٍ وحكمةٍ وفي الوقت المناسب.

اختيار التوقيت والمكان المناسب

حل الخلافات الزوجية يتطلب من الزوجين فهم الطرف الآخر، واحترام رأيه، وعدم الدخول في جدال يسمح بتدخل طرف ثالث بالعلاقة، فلا بد من الحرص على اختيار الأوقات المناسبة في الحديث مع الشريك، بعد عودته مباشرة من العمل، أو أثناء لحظات انفعاله أو غضبه من شيء ما، هي بالطبع أوقات غير مناسبة، سوف يختلق خلالها المزيد من المشاكل والصراعات، وسوف يتضح أن الحديث بلا جدوى، لذا فلا بد من الحرص دائماً على اختيار الأوقات الرومانسية الهادئة التى يمكن خلالها السيطرة عليه.
ويمكنك التعرف إلى المزيد من ذات السياق إذا تابعت الرابط التالي: الخصوصية بين الأزواج وأهميتها في نجاح الزواج