في عالم تسوده التحديات والأوقات العصيبة، يعتبر دعم الشريك أحد العناصر الأساسية التي تُساهم في تعزيز العلاقة بين الزوجين، ويُعد أحد أعمدة العلاقة الزوجية الناجحة، فالتحديات يمكن أن تصبح نقطة انطلاق لتقوية الروابط وتعزيز التفاهم بين الزوجين، وتسهم بفاعلية في بناء بيئة أسرية صحية.
الأزمات الصعبة تخلق فرصاً لتعميق الأواصر وتبادل المشاعر الإيجابية
تقول استشاري العلاقات الأسرية نهاد البكري لسيدتي: يمر أي شريكين بأوقات عصيبة تتطلب دعماً عاطفياً ومادياً ومعنوياً من كلا الطرفين، فالأوقات الصعبة على الرغم من أنها تمثل تحديات تواجه الزوجين، إلا إنها يمكن أن تكون أيضاً فرصاً لتعميق الأواصر وتبادل المشاعر الإيجابية، وترسيخ القيم المشتركة بين الشريكين، كما أن دعم الشريك لشريكه إذا شعر بحاجته إليه يعمل على تعزيز الترابط بين قلبيهما وتقوية أواصر المحبة كركيزة لعلاقتهما، مما يجعل كلا الطرفين أكثر قدرةً على مواجهة التحديات المستقبلية معاً، خاصة إذا تم التعامل مع تلك التحديات بالشكل الصحيح، لإنها ستشكل أساساً لعلاقة قوية ومستدامة على المدى الطويل.
ما الأوقات الصعبة التي يقع فيها الشريكان؟
تقول نهاد البكري إن الأزمات الزوجية يصعب حلها إن لم يكن الزوجان على قدر كافٍ من الوعي، والنضوج، فالأوقات الصعبة والأزمات هي تحديات جادة تؤثر على أي شريكين وإنّ عدم التوصل إلى حلول تخفف من حدّة هذه الأزمات يجعل الحياة الزوجية مهددة بالانهيار، فقد تكون أزمات أو ضغوط مالية، أو أزمات عاطفية مثل فقدان أحد أفراد العائلة أو انتهاء علاقة مقربة، هذه الصدمات يمكن أن تؤدي إلي صعوبة التواصل بين الشريكين أو دعم بعضهما البعض، وإن لم يتضامن الشريكان معاً كفريق واحد فيقم كل شريك بدعم شريكه، ومؤازرته والشد على عضده فهذا يمكن أن يؤدي إلى خيبة أمل كبيرة بين الشريكين مما يؤثر بشدة على حياتهما المشتركة.
قد ترغبين في التعرف إلى: دور الزوج في دعم الزوجة عاطفياً ونفسياً
أهمية وجود شريك داعم في الأزمات داخل الحياة الزوجية
تقول نهاد البكري يمر جميع الأزواج بأوقات عصيبة تتطلب دعماً عاطفياً ومادياً ومعنوياً من كلا الطرفين، ودعم الشريك هو المفتاح لبناء علاقة قوية لا تتوقف عند حدود الحياة اليومية أو لحظات الفرح فقط، بل علاقة تستمر في النمو والتطور، تتيح للطرفين ليس فقط أن ينجحا كزوجين، بل يحققان طموحاتهما الشخصية معاً، وله من الأهمية الضرورية لتجاوزالأزمات كالآتي:

تعزيز العلاقات وتحقيق الاستقرار العاطفي
العلاقات القوية تقوم على الدعم المتبادل، فمن المهم أن يكون كل طرف سنداً للآخر في الأوقات الصعبة، وأن يقدم الدعم العاطفي والمعنوي عند الحاجة، فالشعور بأن هناك من يقف إلى جانبك في الأوقات الصعبة يعزز من قوة العلاقة، ويعمل علي تقوية الروابط الأسرية وتعزيز التماسك ويجعلها أكثر متانة، وتصبح فرصاً حقيقية لتعميق الأواصر وتبادل المشاعر الإيجابية بين الشريكين، فالدعم المتبادل بين الشريكين لا يقتصر فقط على الأوقات السعيدة، بل يمتد ليشمل لحظات الشدة والصعوبات.
يشكل أساساً لعلاقة قوية ومستدامة
عندما يدعم الشريك شريكه فإنه لا يساعد فقط في التغلب على المشكلة الصعبة التي تواجهه، بل يرسخ أيضاً مشاعر الالتزام والرغبة في الاستمرار معاً في مسيرة الحياة، هذا الدعم المتبادل غير مشروط يمكن أن يشكل أساساً قوياً للعلاقة، مما يؤدي إلى تعزيز الاستقرار الأسري وترسيخ القيم المشتركة بين الأزواج. وبالتالي، فهي ليست مجرد لحظات تحتاج فيها إلى الدعم وإنما هي فرص لتعزيز الروابط الأسرية وتأسيس علاقة صحية ومستدامة.
له دور كبير في خلق بيئة من الأمان والثقة
تقديم الدعم أثناء الأزمات العاطفية، والاطمئنان على مشاعر الشريك، يساعد في بناء الثقة والسلامة والامان والاطمئنان لدى الشريك، حيث يخفف الشعور بالوحدة لدى الشريك، ويُشعره بأنه في بيئة آمنة تتيح له التعبير عن مشاعره واحتياجاته بحرية دون خوف من الحكم أو الانتقاد، وتسهم في كسر الحواجز النفسية التي قد تتكون خلال الأوقات الصعبة، مما يجعل الشريكين يشعران بالتقدير والاحترام المتبادل بينهما، فالاهتمام يمنح الشريك شعوراً بالأمان والاستقرار.
يتشارك الزوجان في الدعم والتحديات
عند تعاون الشريكين على مواجهة الأزمات، فهذا معناه وجود شريك داعم، وإن الزوجين ليسا مضطرين للمرور بالأزمات بمفردهما، وتنشأ روابط أعمق بينهما، مما يحفز على تعزيز الحب والرغبة في تطوير العلاقة، هذا التعاون يجسد مفهوم الشراكة الحقيقية حيث يتشارك الزوجان في الدعم والتحديات، مما يؤدي إلى تجربة غنية ومؤثرة تعزز من تماسك العلاقة الأسرية، فوجود شريك داعم هو مفتاح أساسي للتحلي بروح مرنة تسهم في تخطي الأوقات الصعبة وتعزيز الروابط الأسرية.
قد ترغبين في التعرف إلى: كيفية التعامل مع اختلاف الثقافات في الزواج
تعزيز التواصل بين الزوجين
فبدلاً من التعامل مع المواقف الصعبة بمفردهما، يمكن للشركاء تبادل الأفكار والموارد، وهو ما يؤدي إلى بناء علاقة أكثر تماسكاً، ويظهر التواصل الفعّال كلغة مشتركة تعزز التواصل الروحي والعاطفي، وهو مفتاح لفتح أبواب التفاهم المتبادل وتعزيز الارتباط بين الشريكين، فالتعاطف والتفاهم اللذان يعكسان مدى التجاوب مع احتياجات الشريك يُسهمان في خلق جو من الدعم، فعند اللحظات التي قد يشعر فيها أحد الطرفين بالإحباط أو الفشل، يكون شريك الحياة هو من يعيد له الأمل ويشجعه على المضي قدماً، مما يؤدي إلى زيادة السعادة والرضا العام.
التكيف مع التغييرات
دعم الشريك يساعد على التكيف مع التغيرات، فالحياة مليئة بالتغييرات غير المتوقعة، والعلاقة الزوجية الناجحة هي التي يستطيع الطرفان فيها التعامل مع كافة المتغيرات، ويجعلهما يستجيبان للظروف الجديدة، من خلال تقبل التحديات بروح إيجابية، لأن ذلك يساعد في مواجهة الظروف المختلفة بثقة وتفاهم، وبناء خطط جديدة بناء على الظروف والتغيرات غير المتوقعة.
تحفيز الشريك على العناية بنفسه
يمكن أن يتجاهل أحد الشريكين عنايته بنفسه في الأوقات الصعبة، مما يؤثر سلباً على صحته النفسية والجسدية، لذلك من خلال دعم الشريك لشريكه، فهذا سيساعده على التعامل بشكل أفضل مع التحديات والضغوطات الحياتية، وفي التعافي من التجارب الصعبة أو الصدمات النفسية التي قد تواجهه من الأزمات والتجارب الصعبة، فيمكن للشريك تشجيع شريكه الآخر على ممارسة الأنشطة التي تُعزز الصحة النفسية، مثل التمارين الرياضية، أو الهوايات التي يستمتع بها، أو حتى ممارسة التأمل، مما يُسهم في تحسين المزاج والطاقة.
قد ترغبين في التعرف إلى كيفية دعم الزوج معنوياً بهذه الخطوات