تحت شعار "قمراً على رمال الصحراء"، وبمشاركة أكثر من 100 فنان من كبار الفنانين المعاصرين، انطلقت أمس فعاليات النسخة الثالثة من احتفال "نور الرياض"، أحد مشاريع برنامج "الرياض آرت" الهادفة إلى رعاية المواهب المحلية وتعزيز الاقتصاد الثقافي في المملكة العربية السعودية.
ويعود احتفال نور الرياض هذا العام بنسخة ضخمة تضم أكثر من 120 عملاً فنياً تعرض في 5 مناطق عرض متنوعة تشمل: "كافد" وحي جاكس ومنتزه السلام ووادي حنيفة ووادي نمار.
ويواكب هذه العروضَ من التركيبات والانعكاسات الضوئيّة وعروض "طائرات الدرون" والأعمال الفنية التفاعلية، برنامجٌ ثريٌّ يقدم أكثر من 44 حواراً و122 ورشة عمل و13 تجربة إبداعية و1000 جولة إرشادية و100 نشاط عائلي، وتأتي هذه النسخة بالشراكة مع جهات عدة منها المجموعة السعوديّة للأبحاث والإعلام كشريك إعلامي.
أما المعرض المقام في حي جاكس في الدرعية فيحمل عنوان: "الإبداع ينوّرنا والمستقبل يجمعنا"، ويستمر لمدة 3 أشهر من تاريخ انطلاق الاحتفال مقدماً لزوّاره رحلة فنية ملهمة تُعبر عن الضوء كمصدر فكري وفنيّ للفنانين المشاركين، والذين يزيد عددهم على 32 فناناً من أنحاء العالم كافة، ويشرح تفسيرهم لطبيعة الإنسان وهويته الثقافية.
نسخة مختلفة
في حديث خاص لـ"سيدتي" قالت المهندسة نوف المنيف، مدير احتفال نور الرياض: "النسخة السابقة من نور الرياض حققت أرقاماً قياسية ونتمنى في هذه النسخة أن نقدم أرقاماً قياسية، هذه النسخة مختلفة عن النسخ السابقة من ناحية المواقع، حيث تم اختيار خمسة مواقع هذه السنة هي: كافد، وحي جاكس، ووادي حنيفة، ووادي نمار، ومنتزه السلام، ويشارك فيها أكثر من 100 فنان منهم 30 سعودياً وسعودية، وهذا يشعرنا بالفخر، وسيقدم الفنانون المشاركون أعمالهم التي يزيد عددها على 120 عملاً فنياً في المواقع الخمس".
لغة حوار
أما غيداء المقرن، المدير الفني لاحتفال نور الرياض، فتحدثت من خلال "سيدتي عن تفاصيل هذه النسخة من الاحتفال، وقالت: "احتفال نور الرياض هذه السنة مركز في خمسة مواقع والأعمال الفنية المعروضة في كل موقع تحاكي هذا الموقع، ففي المركز المالي هناك أعمال تحاكي التكنولوجيا والتطور والمستقبل، وفي وادي نمار ووادي حنيفة أعمال تحاكي الطبيعة وفي منتزه السلام أعمال فيها دعابة ومرح مناسبة للأطفال والعوائل والجميع، وفي حي جاكس معرض أعمال فنية في الاستوديو بالإضافة إلى المعرض المصاحب".
وأكدت: "ما يميز نور الرياض أنه فيه فنانون سعوديون وفنانون عالميون مما يتيح الفرصة للفنان السعودي بأن يعرض أعماله جنباً إلى جنب مع فنانين عالميين وتنشأ بينهم لغة حوار، فنعرض ثقافتنا ونعرض تقاليدنا ونعرض مبادئنا بطريقة عصرية، نحن ندعم الفنان السعودي وخاصة الفنان الناشئ، وهناك فنانون جدد على الساحة، وما يميز هذه النسخة أن فيها فنانين من خلفيات متنوعة، فمثلاً يوجد مهندس أو مصمم غرافيك أو غير ذلك ونحن نحتضن الجميع".
وتمنت المقرن في نهاية حديثها على الناس ألا يفوتوا هذه الفرصة، وأن يحضروا للاستمتاع بهذه الاحتفالية.
مواد وتقنيات جديدة
الفنانة هناء الملي، تحدثت لـ"سيدتي" عن مشاركتها في النسخة الجديدة من نور الرياض، قائلة: "هذه المشاركة هي أول مشاركة لي كفنانة أنسجة، وأحببت من خلالها أن أدفع نفسي لاستخدام مواد أو تقنيات جديدة في عملي، فالنور كان عنصراً جديداً في العمل، وهذا دفعني لأنني أعتقد أنه لا بد من أن يكون هناك بعض التحديات والطرق المختلفة للتعبير في الأعمال الفنية، فتحمست جداً أن أكون جزءاً من هذه النسخة من نور الرياض".
وعن العمل الذي تعرضه قالت: "العمل الذي أعرضه اسمه "رحلة عبر تموجات الرمال"، يستخدم تقنيات الفايبر أوبتك (الألياف البصرية/ الضوئية)، النور، والصوت، وهو عبارة عن جزأين يتكاملان مع بعضهما البعض: الجزء الأول هو قصيدة أنا كتبتها، تعبر عن المشاعر التي راودتني خلال رحلة في الصحراء، وإلى جانب القصيدة يتضمن العمل عملاً تركيبياً يتكامل مع القصيدة لتشكيل هذه التجربة الجميلة".
تبدد الفوارق
"سيدتي" التقت أيضاً بالقيّمين الفنيين للنسخة الثالثة من احتفال نور الرياض ومنهم القيّم الفني الرئيسي جيروم سانس، الذي قال في حديثه: "قررنا أن نسمي العرض "قمراً على رمال الصحراء"، للتأكيد على أهمية الضوء في الرياض وفي المملكة العربية السعودية، الضوء فيها ساطع حقاً، ويخلق حالة مختلفة من نوعها ويبدد الفرق بين شخص وآخر، ويعيد تواصلنا جميعاً، لذا فهو بالنسبة لنا نوع من التجمّع والالتقاء، وهو الوقت الذي يجب أن نعيش فيه جميعاً معاً في هذا العالم المعقد، لأننا نتعلم من بعضنا البعض، ولا نستطيع العيش بدون بعضنا البعض، وهذا العرض يدور حول الصحراء أيضاً لأننا جميعاً في صحراء خاصة بنا، عالمياً وأينما نعيش وخصيصاً في المدن الضخمة، كل المدن الكبرى لها صحراؤها الخاصة، وفي الوقت نفسه نشعر بالارتباط من خلال الشبكات الرقمية، وعندما أنشأنا هذا المشروع، انبهرنا جداً، بهذه الإنسانية، حيث يتم الترحيب بالزوار الأجانب في القرى، فنحن جميعنا أتينا من القرى لكننا في مدننا الكبيرة نسينا كيف نرحب بالزائر الأجنبي، كما فعلوا عندما وصلت إلى هنا، نسينا جميعاً أن نقدم للوافد الجديد القهوة أو التمر أو بعض الطعام، لذلك تأثرنا كثيراً بذلك، وهذا يأخذنا إلى توصيف محدد للأمر: الكرم الذي تتمتعون به هنا والتفاعل الإنساني، ولذلك، بالنسبة لنا، كانت هذه هي المنصة لاحتفالنا، فهو يتعلق بـنا معاً، نحن وأنتم".
إضاءة جديدة على العالم
أما بيدرو ألونزو أحد القيمين الفنيين على احتفال نور الرياض 2023، فقال في حديث لـ"سيدتي": "لدينا مجموعة مذهلة من الفنانين والأعمال الفنية الممتازة حقاً، والتي تم صنع العديد منها خصيصاً للمهرجان".
وأضاف: "عندما طُلب مني أن أكون قيّماً على معرض يتناول الضوء، لم أكن متأكداً مما يقصدونه، أو ماذا يريدون ولماذا، ولذلك لم أكن مهتماً جداً، ولكن عندما وصلت إلى هنا وكنت أتجول وشعرت بحرارة الجو، وأن الطريقة الوحيدة التي يمكن للناس التنزه بها ورؤية الحدائق العامة هي من خلال الخروج في المساء، وهذا جعلني أعتقد أن هذه فرصة رائعة لدعوة الفنانين لإنشاء أعمال لسكان الرياض المتواجدين في الأماكن العامة حيث يعد الضوء عنصراً أساسياً لجذبهم، وكما تعلمون ربما يغيرون النظرة إلى العالم من خلال هذه الأعمال، فأنا أعتقد أننا نعيش في عالم منقسم جداً وأعتقد أن الثقافة يمكن أن تلعب دوراً مهماً للغاية في التقريب بين الناس".
وتابع حديثه قائلاً: "يجلب الفنانون من أجزاء مختلفة من العالم أعمالاً فنية مذهلة تساعدنا مرة أخرى على رؤية العالم تحت إضاءة جديدة وأعتقد أن هذا مهم جداً، ليس فقط أن الفنانين من الخارج يلتقون بالفنانين السعوديين والسعوديين يلتقون بفنانين من الخارج، ولكن لدينا أيضاً فنانين من جميع أنحاء العالم هنا لم يلتقوا ببعضهم البعض من قبل، فيجتمعون لتناول الفطور في الفندق، وأعتقد أن هذه روابط مهمة وقيمة ستستمر لفترة طويلة".
يذكر أن احتفال نور الرياض يعد أكبر حدث للفنون الضوئية في العالم، وقد نجح في نسختيه الأولى والثانية في أن يبهر الأنظار كما وأن يوفر منصة للحوار بين الثقافات المختلفة من خلال الفنانين المشاركين والأعمال الفنية المعروضة والبرامج المصاحبة.
هل يهمكم الاطلاع على المزيد من المعلومات حول احتفال نور الرياض، اقرؤوا معنا المقال التالي: انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من احتفال نور الرياض 2023