أُسدل الستار أمس على النسخة الخامسة من "كأس السعودية"، بحضور سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ونجحت هذه النسخة في ترسيخ صورة هذا الحدث مجدداً كملتقى للأبطال والنجوم والمبدعين، حيث تعد هذه البطولة الأغلى عالمياً في سياقها، وقد تخطى مجمل جوائزها هذا العام الـ35 مليون دولار أميركي، فيما أفردت سجادها الفاخر لاستقبال المشاهير من مختلف المجالات وقد حضروا بأبهى حلة، يمثل كل منها جانباً من جوانب الإبداع والثقافة والتراث السعودي.
وإلى جانب بطولة سباق الخيل التي نظمها نادي سباقات الخيل والتي تنافس فيها الخيالة وأصحاب الخيل للوصول إلى المركز الأول، أتى التعاون مع وزارة الثقافة ليملأ مساحات المكان، في ميدان الملك عبد العزيز للفروسية في الرياض، بفعاليات ثقافية غنية محملة في جانب منها بالتاريخ العريق والأصالة المتوارثة، وبالجانب الآخر بروح التطور والتقدم التي أنتجتها تطلعات رؤية 2030.
فوز الجواد السعودي
قبل انطلاق الشوط الأخير من البطولة حضر جميع الخيالة المشاركين والمدربون العالميون، إلى ساحة الاستعراض؛ حيث استعرضوا جيادهم أمام ولي العهد، وبعد ذلك انطلق الشوط التاسع "شوط كأس السعودية" الذي بلغت قيمة جائزته منفرداً 20 مليون دولار، وفاز فيه الجواد السعودي "سينور بوسكادور" لمالكيه شرف محمد الحريري وجو آر بيكوك جي آر، تحت إشراف المدرب تود فينشر وبقيادة الخيال جونيور ألفاردو.
وبعد نهاية السباق، قدم سمو الأمير محمد بن سلمان التهنئة لملّاك الجواد الفائز بكأس السعودية والمدرب والخيال، وتوج طاقم الإسطبل بالكأس، والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
وكانت ثمانية أشواط سبقت هذا الشوط تخطت جوائزها الـ 15 مليون دولار، وهي شوط كأس نادي سباقات الخيل برعاية وزارة الثقافة، وشوط كأس عبية لـ الخيل العربية الأصيلة برعاية هيئة تطوير بوابة الدرعية، وشوط كأس الشوط السعودي الدولي برعاية الشركة الوطنية للإسكان NHC، وشوط الديربي السعودي، برعاية مجموعة بوتيك، وشوط كأس الرياض للسرعة، برعاية المسار الرياضي، وشوط كأس الـ1351 للسرعة برعاية البنك الأهلي السعودي، وشوط كأس نيوم برعاية هاودن، وشوط كأس البحر الأحمر برعاية لونجين.
وللتعرف أكثر على تفاصيل نتائج بطولة كأس السعودية اقرأوا: الأمير محمد بن سلمان يتوج الفائز بكأس السعودية 2024
الأزياء التراثية بمنظور معاصر
وكما جرت العادة في كل عام، يكون لمعرض 100 براند سعودي التابع لهيئة الأزياء مشاركة مميزة في هذا الحدث، حيث يتم اختيار مجموعة من المصممين والمصممات لاستعراض إبداعاتهم والتحدث عنها مع زوار الحدث، وبهذه المناسبة كان لنا حديث مع الرئيس التنفيذي لـهيئة الأزياء السعودية، بوراك شاكماك، قال فيه: "أعتقد أن الأمر المذهل هو أننا نشارك بمعرضنا هذا للعام الثالث ونقوم بتوسعة الآفاق والحدود مع المصممين الجدد في كل مرة، ونأخذ تراثهم، ولكن إلى مكان جديد؛ لأن الموضة تدور حول إعادة الابتكار ولكن أيضاً أحد الأشياء الفريدة في كأس السعودية هو أنه يسمح لنا بالنظر إلى ماضينا وتراثنا والقدرة على البناء على ذلك، لذلك من المذهل حقاً أن نرى قطعاً مستوحاة من التراث التقليدي جداً وصولاً إلى النمط المعاصر، وأيضاً تحاول العلامات التجارية للملابس الرجالية وملابس الشارع التكيف مع طريقة جديدة في التفكير؛ لأن الحدث هو كأس السعودية، ولا بد من خلق إطلالات مستوحاة إلى حد كبير من تراث البلد على الرغم من أن هذا ليس المنتج الذي يبيعونه، لذا، فإننا بطريقة ما نمزج ثقافة كل نوع من العلامات التجارية في المملكة وندفع المبدعين فيها إلى التفكير بطريقة جديدة وعرض أشياء فريدة جداً".
وتحدث شاكماك عن إحدى الإطلالات التي اختار الظهور بها في المعرض قائلاً: "في الواقع إطلالتي هي عبارة عن ثوب مصنوع حسب الطلب من ماركة دار الهنوف وهي تقوم بخياطة فساتين الزفاف والأزياء الراقية، وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها بتصميم ملابس رجالية، لذلك أنا فخور بأن أكون أول من يظهر مهاراتها وقدراتها من حيث ما يمكنها تصميمه لفئات مختلفة من المجتمع".
وكانت فرصة للاطلاع على ما تحمله الهيئة في جعبتها من أحداث خلال المرحلة المقبلة وعن ذلك قال شاكماك: "أعتقد أن اللحظات الرئيسية القادمة مثيرة للغاية، أولاً وقبل كل شيء، ستكون لنا صالة عرض وعروض في باريس خلال أسبوع الموضة للملابس النسائية، بعد أسبوعين تقريباً، وستشارك فيها 16 علامة تجارية من السعودية. هذا وتليه فعاليات للملابس الرجالية مع عرض في يونيو، وبعد ذلك بالتأكيد فإن حدثنا الكبير سيكون أسبوع الأزياء في الرياض حيث نأمل أن نقدم المزيد من المصممين هذا العام ونجذب ليس فقط العملاء السعوديين، ولكن المشترين والعملاء الدوليين أيضاً."
ذاكرة التأسيس
حمل جناح يوم التأسيس تجربة فنية وتاريخية فريدة أتاحت للزوار التعرّف على القصص التاريخية، والتفاعل والمشاركة، وكان لنا فيه حديث مع مرام الشهري، مختصة بالتاريخ السعودي من دارة الملك عبد العزيز، التي قالت: "نحن الآن في جناح يوم التأسيس في كأس السعودية، الجناح يضم ركنين، الركن الأول هو المعرض الفني الذي يبرز ملامح الحياة في الدولة السعودية من طرق الحج والعمارة النجدية الموجودة في الدرعية، بالإضافة إلى ـنه يغطي جميع مناطق الدولة، أما الركن الآخر من المساحة فيحاكي المهن التي كانت موجودة في الدولة السعودية بحيث إن الزوار عندما يزورون المكان يعيشون صنعة أو فكرة الصنعة هذه التي كانت موجودة ويحاكونها بالضبط بنفس الأدوات وبنفس الخامات التي كانت موجودة في الدولة السعودية".
قطاعات الفروسية في جناح واحد
ومن الأجنحة التي لاقت أصداء مميزة هذا العام جناح هيئة الفروسية وقطاعاتها الذي مزج ما بين الإرث التاريخي والنظرة إلى المستقبل بأحدث التقنيات، وعن ذلك حدثنا فهد الواكد مدير العلاقات العامة والفعاليات في هيئة الفروسية، قائلاً: "هذه السنة رغبنا في جمع كل قطاعات الفروسية تحت سقف واحد منها نادي الفروسية واتحاد الفروسية واتحاد البولو ومركز الخيل العربية الأصيلة ومركز الملك عبد العزيز، وأحببنا أن نعطي الطابع التاريخي مع الثقافي، وأن ندمج الماضي مع الحاضر مع التكنولوجيا، بما يعكس رؤية سمو سيدي رؤية 2030، لذلك جلبنا تقنيات جديدة من دول مختلفة، منها تقنيات الواقع الافتراضي، وكتاب بتقنية الهولوغرام بحيث لا يكون الكلام والصور ثابتين بل متحركين وهناك فعالية هولوغرام للخيل تحاكي حركة الأشخاص".
وأشار الواكد إلى الإقبال الكبير الذي حظي به هذا الجناح على مدار يومين، قائلاً: "سعدنا بانطباعات الناس من جميع فئات المجتمع السعودي كل سنة سنحاول من ضمن رؤية سمو سيدي وتوجيهاته الرشيدة أكثر وأكثر أن نواكب العصر ونواكب التكنولوجيا في جميع القطاعات خصوصاً في قطاع الفروسية".
رحلة مع الخيول العربية
وكان للأطفال حصة خاصة من الحدث في جناح تثقيفي إبداعي محوره الخيل العربي باسم "رحلة مع الخيول العربية"، تضمن ورش عمل وتقديم المعلومات بطرق مختلفة وأنشطة فنية وغير ذلك، وفي هذا الجناح كان لنا حديث مع مدرب الفروسية وقفز الحواجز عصام عدار الذي قدم للأطفال فعالية تحدث فيها عن الفروسية والخيل، وقال لنا: "القسم الذي كنت مسؤولاً عنه يهدف إلى تقديم المعلومات عن الفروسية بشكل كامل، كأنواع الخيل المستخدمة في جميع الرياضات مثل البولو والروديو والرياضات الأخرى، وعن سباقات ركوب الخيل المختلفة مثل سباقات قفز الحواجز وسباقات القدرة والتحمل، وعن جمال الخيل العربي".
وأضاف: "يا رب لك الحمد كان الأطفال متفاعلين معي في المسرح، وكان هناك عدد كبير من الأطفال بعضهم كانوا فرساناً يركبون الخيل منذ سنوات، وانبهرت صراحة من المعلومات التي يملكونها، وكانوا يطرحون أسئلة فاجأتني لأنها أكبر من عمرهم، وعندما أطرح عليهم الأسئلة كانوا يجيبون عليها بكل ثقة، وهذا يدل على أن رياضة الفروسية تنمي من شخصية الفارس نفسه مهما كان العمر، وأنا أشجع كل شخص عنده طفل، أن يعلمه هذه الرياضة لأنها فعلاً تغير شخصية الطفل وتجعلها قوية ويصبح واثقاً من نفسه".
صور متنوعة من الحدث:
ترقبوا مقالاً آخر حاورنا فيه زوار "كأس السعودية 2024" بأزيائهم التراثية المميزة، وإلى ذلك الوقت تعرفوا إلى إطلالات تسريحات شعر ومكياج من اليوم الثاني لكأس السعودية للفروسية 2024
