تحت شعار "نحو مستقبل أخضر" أطلق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر النسخة الأولى من "الملتقى الوطني للتشجير" في الرياض، والذي يسعى ليكون محفلاً سنوياً يُعنى بتوحيد الجهود لتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء عبر شراكة فاعلة مع كافة القطاعات وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية وإبراز مستجدات القطاع.
تصوير: عبير بو حمدان
تعزيز الشراكات
بعد السلام الملكي وآيات من الذكر الحكيم افتتح برنامج الملتقى بكلمة لسعادة الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر دكتور خالد بن عبد الله العبد القادر قال فيها: "نعلن انطلاق الملتقى الوطني للتشجير بنسخته الأولى، والذي نسعى من خلاله إلى تصويب وجمع الجهود الوطنية؛ لنعمل يداً بيد من أجل تحقيق تطلعات قادة هذه البلاد"، وأضاف: "هذا الملتقى يعنى بتعزيز الشراكات لتنمية الغطاء النباتي عبر مساهمة كافة الجهات في زيادة المساحات الخضراء ومكافحة التصحر ورفع مستوى جودة الحياة والحفاظ على المقدرات الطبيعية"، مؤكداً أنه وتحقيقاً لمستهدفات رؤية 2030 اتخذت المملكة العربية السعودية خطوات كثيفة لبناء مستقبل أكثر استدامة.
بعد ذلك تم تقديم عرض مرئي بعنوان "بالتشجير نغير المستقبل"؛ ليتم بعده إطلاق برنامج "اكتشف الطبيعة" وتوقيع اتفاقيات شراكة وعقود استثمارية مع العديد من الجهات من القطاعين العام والخاص بحضور وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي ووزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان المهندس ماجد بن عبد الله الحقيل، ومن الجهات التي تم توقيع اتفاقيات معها: هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، الشركة الوطنية للإسكان، شركة البحر الأحمر الدولية، بنك الرياض، المركز الوطني للأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة، الجمعية التعاونية الزراعية لمنتجي التين الشوكي، جمعية البر، شركة غمرة، شركة مجموعة سلام البيطرية.
أولويات المملكة
شهد الملتقى حضوراً خاصاً لمعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء المبعوث الخاص بالمناخ الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، الذي شارك أيضاً في جلسة حوارية بعنوان جهود المملكة في مجال التغير المناخي، حاوره فيها الأستاذ ياسر العمرو، وقال الجبير في الجلسة: "موضوع التشجير هو جزء من سياسة المملكة للتعامل مع التغير المناخي وجزء من رؤية المملكة 2030 من ناحية جودة الحياة، المملكة جزء من المجتمع الدولي، أي شيء يحدث في العالم يمس المملكة والعكس صحيح"، كما وتحدث عن موضوع إعادة تأهيل الأراضي قائلاً: "هو موضوع مهم جداً ومن أولويات المملكة ليس فقط بالنسبة للبيئة والمناخ بل أيضاً بالنسبة للأمن والاستقرار، فالجفاف يؤدي إلى نزاعات، ويؤدي إلى نزوح ناس من منطقة لمنطقة أخرى ويحدث مشاكل في العالم، ومصلحة المملكة تقتضي أن يكون هناك هدوء وسكينة وأن نتفادى التصعيد بالنسبة للأمور الأمنية، بالإضافة إلى الجانب البيئي وجانب جودة الحياة".
وشدد الوزير في حديثه على أن: "المملكة العربية السعودية تولي اهتماماً كبيراً لموضوع التغير المناخي، وقد سخرت مبالغ كبيرة جداً لهذا الأمر؛ لأنه في نهاية الأمر هذا يمس جودة الحياة في المملكة، ويمس المواطن والمواطنة السعودية، أيضاً المملكة العربية السعودية كأكبر مصدر للبترول في العالم تشعر بالمسؤولية تجاه المناخ، وهدفها أن تكون دولة رائدة في هذا المجال وليس دولة تتبع المعايير والمواصفات الدولية، بل نود أن نكتب ونرسم هذه المواصفات". بعد الجلسة الحوارية جال الأستاذ عادل الجبير على أجنحة الشركات والجهات في المعرض المصاحب للملتقى للاطلاع على أحدث ما تقدمه هذه الجهات في السياق.
نسترجع معكم هنا مشاركة عادل الجبير في جلسة حوارية في منتدى مسك العالمي بعنوان "أثر المواطنة العالمية".
كلنا شركاء
"سيدتي" تواجدت في الملتقى لنقل رسائله المهمة للناس، وكان لنا لقاء مع المهندس أحمد العنزي مدير عام مكتب برنامج التشجير في المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، تحدث فيه عن أهمية الملتقى قائلاً: "نحن اليوم مستبشرون خيراً، فقد جمعنا في هذا الملتقى جميع القطاعات الحكومية والخاصة والقطاعات غير الربحية لتوحيد الجهود والعمل المشترك للوصول لمستهدف زراعة 10 مليارات شجرة"، وأضاف: "الملتقى اليوم فرصة للخبراء، وللمهتمين، ولأصحاب القرار، وللقطاع الخاص أن يجتمعوا ويدرسوا الإمكانيات في تقليل تدهور الأراضي، وزيادة المساحات الخضراء وبحث فرص الشراكة بين جميع القطاعات".
وأكد العنزي: "من أهم مستهدفات البرنامج أو مبادئه الشراكة المجتمعية والشراكة مع القطاع الخاص والشراكة مع القطاع الحكومي، لذلك تم اليوم توقيع مجموعة من الشراكات إما تبادل الخبرات، أو زراعة أشجار، أو تقديم دعم فني وتقني بين الجهات سواء قطاعاً خاصاً أو قطاعاً حكومياً أو شركات، بالإضافة إلى فرص استثمارية، فقد وقعت خلال الملتقى أيضاً مجموعة من العقود الاستثمارية التي إن شاء الله تحفز السياحة البيئية وتنمية الغطاء النباتي والشراكة المجتمعية".
وتحدث العنزي عن البرنامج العلمي الذي تضمنه الملتقى، والذي "تضمن جلسات ذات مستوى عالٍ لصنع السياسات والتوجهات العامة، بالإضافة إلى الجلسات العلمية المتخصصة منها جلسة متخصصة بعنوان: "الحلول المبنية على الطبيعة في مواجهة التغيرات المناخية"، وجلسة لاستعراض أهم البرامج العالمية مثل برنامج باكستان أو البرامج الأخرى التي سبقتنا، فبالتالي نستفيد من الدروس، كذلك جلسات ناقشت الممكنات والشراكة المجتمعية ومحاضرات تساعد في تبادل الخبرات أو في العمل التشاركي".
وكون الملتقى قد شهد إطلاق برنامج "اكتشف الطبيعة" كان لا بد لنا من الاستفسار عن هذا البرنامج وقال عنه: "هذا البرنامج المحلي يحاكي برنامجاً عالمياً اسمه citizen science بحيث يتيح الفرصة للمهتمين للمساعدة في اكتشاف الطبيعة من خلال التصوير أو القياسات أو الأبحاث، ويتم توثيقها، وبالتالي هي زيادة الشراكة المجتمعية، وزيادة مساهمة المتقاعدين من أساتذة الجامعات ومن النشطاء وذوي المعرفة، وبالتالي يساعدون في بنك المعلومات، إما في اكتشاف نباتات جديدة أو في تحديد أمراض أو مسببات أو نواقل معينة للأشجار التي بالإمكان أن يتم التعامل معها، اليوم المجتمع كله يحب الطبيعة، وبالتالي مهم جداً أن نشركهم في هذا العمل التشاركي".
واستطرد متحدثاً عن Cop16 أو مؤتمر الأطراف لاتفاقية مكافحة التصحر الذي تستضيفه المملكة في نهاية هذه السنة فقال: "هذا الملتقى و الـ cop16 و مبادرة السعودية الخضراء، كلها من ضمن جهود المملكة لتنمية وتطوير البيئة وللاستدامة والحد من التغيرات المناخية، اليوم المملكة استشعرت أهمية الاهتمام بتنمية الغطاء النباتي والأراضي وخفض تدهورها وأنها أصبحت مسألة عالمية، فالمملكة تستضيفها لجمع جميع دول العالم وجميع المختصين لوضع والمساعدة في وضع الحلول".
وفي نهاية حديثه توجه مدير عام مكتب برنامج التشجير في المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بكلمة للمواطن السعودي قائلاً: "كلنا شركاء، مسؤولية تنمية الغطاء النباتي، والمحافظة على الغطاء النباتي هي مسؤولية الجميع ليست مسؤولية المركز أو البرنامج ولكن مسؤولية الجميع، فكل منا يجب أن يستشعر أهميته والدور الإيجابي لـ الشجرة التي تساعد في خفض درجات الحرارة وخفض العواصف الغبارية وفي كذلك تحسين الصحة النفسية والجسمانية".
اقرأوا أيضاً عن ريادة الرياض في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.
الشراكة المجتمعية
من جهته تحدث المهندس مالك الحربي مدير الشركات المحلية الاستراتيجية في مركز تنمية الغطاء النباتي عن الاتفاقيات والشراكات التي تم عقدها خلال هذا الملتقى فقال: "شهد الملتقى الوطني للتشجير اليوم توقيع عدة اتفاقيات مع مختلف القطاعات من القطاع العام والقطاع الخاص، بالإضافة إلى القطاع غير الربحي للمساهمة في مبادرة السعودية الخضراء منذ إطلاق سمو سيدي ولي العهد للمبادرة، طبعاً اتفاقيات اليوم من شأنها العمل على المساهمة في تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر والتشجير، بالإضافة إلى الشراكة المجتمعية لتلك الجهات ومنسوبيها للعمل والمساهمة في المبادرة، إضافة إلى الإرشاد البيئي لتغيير العادات تجاه المحافظة على الغطاء النباتي، وبالتالي المساهمة في المحافظة على الغطاء النباتي".
ومن زوار الحدث كان لنا لقاء مع المهندس أحمد أبو الغيط المدير الإقليمي لتطوير الأعمال في شركة سايتس إنترناشيونال للتصميمات والاستشارات الهندسية، وهو استشاري هيئة تطوير المدينة المنورة لمشروع المدينة المنورة الخضراء، وقال فيه: "نحن اليوم موجودون في هذا المؤتمر بهدف التعرف إلى خطوات المملكة نحو التشجير ورؤية المملكة الخضراء، نحن استشاريون متخصصون، ومهندسون، ومخططون معماريون، ومهندسو مساحات خضراء، أمثل الشركة في هذا الملتقى بصفة استشاري دولي، حاليا نعمل مع هيئة تطوير المدينة المنورة لوضع استراتيجيات المدينة المنورة الخضراء، بهدف زراعة 10 ملايين شجرة في المدينة المنورة".
وتابع حديثه بالقول: "وجودنا في هذا المؤتمر اليوم كان مفيداً جداً من حيث الاستماع إلى العروض والأفكار والتوجهات السياسية والحكومية للمملكة كالمبادرات والأفكار المطروحة من قبل كل الوزراء والسادة الحضور، وهذا يعطينا تصورات وأفكاراً مستقبلية عن كيفية التكامل مع المملكة الخضراء 2030 والاتفاقيات الدولية المبرمة بين المملكة المؤسسات والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها، نأمل أن نستفيد من حضورنا هذا بشكل جيد، فنحن موجودون طوال اليوم ونتواصل مع العارضين ونتعرف إلى أنشطة الجهات، ونطمح أن ننجز مشروعنا المدينة المنورة الخضراء مع نهاية السنة واللحاق بمشروع الرياض الخضراء، ونحو المزيد من المشروعات مساعدة منا في تحقيق رؤية المملكة الخضراء 2030".
نذكركم أيضاً أن مركز تنمية الغطاء النباتي قد أطلق مؤخراً منصة التراخيص الفورية للتخييم لتسهيل تجربة المتنزهين والراغبين في التخييم.