تشهد دبي ولمدة ثلاثة أيام منتدى الصحة النفسية المفتوح الذي دعت إليه وتنظمه هيئة الصحة بدبي، لاستعراض "إستراتيجية الصحة النفسية"، التي تتبنى تنفيذها. وانطلق المنتدى يوم أمس الموافق 10 أكتوبر بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية، وذلك بحضور مجموعة كبيرة من المسؤولين والأطباء والمختصين والشخصيات المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت الهيئة قد أطلقت قبل فترة منظومة شاملة ومتكاملة؛ لتحقيق أعلى درجات الرفاه النفسي في إمارة دبي، وذلك بعد أن حظيت المنظومة باعتماد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي.
وجاءت المنظومة بما تضمنته من محاور ومبادرات وأهداف، مواكبة للتطورالسريع، الذي تشهده إمارة دبي على مستوى الرخاء والازدهار والرفاهية، وبما يتوافق مع تطلعات دبي في أن تكون أسعد مدينة.
جاءت المبادرة لدعم أهداف أجندة دبي الاجتماعية 33، وأهمها: وضع مدينة دبي ضمن أفضل ثلاث مدن عالمياً من حيث مستوى المعيشة ، وتحقيق تصنيف ضمن أفضل عشر دول في متوسط العمر المتوقع.
وفي سياق متابعة الحدث وعلى هامش المنتدى الذي أقيم في "كونكريت -السركال أفنيو"، بدبي، ،كان لـ "سيدتي" هذه اللقاءات :
مهارات التكيف
تحدثت د. هند العوضي رئيس قسم التثقيف والتعزيز الصحي في هيئة صحة دبي، عن إستراتيجية الصحة النفسية التي تحمل مفهوماً جديداً متفقاً عليه عالمياً، وهو يمثل التوجهات الدولية نحو المستقبل، التي ترتكز على بناء الصحة النفسية والرفاهية وتعزيز مجتمعات أكثر صحة ومرونة، قادرة على مواجهة التحديات العالمية والتغيرات وضغوط الحياة، من خلال تمكين أفراد المجتمع من توظيف قدراتهم والتعلم بشكل جيد للمساهمة بشكل فعال في تطوير مجتمعهم.
تعلِّق قائلة: "الرفاه النفسي بمفهومه العميق يساعد على بناء العديد من المهارات، أهمها: المرونة النفسية، وإدراك المشاعر، وممارسة تمارين التأمل والاسترخاء، والتطوير الذاتي، إلى جانب مهارات التكيف وبناء العلاقات الصحية، والوعي الذاتي".
الرفاه النفسي للأطفال
يعتقد، د. علي المهيري، استشاري في الصحة العامة في هيئة صحة دبي؛ أن الرفاه في الإمارات هو مجموعة أمور مرتبطة ببعضها، ويبدأ من الناحية الأمنية التي تُعتبر جزءاً من الرفاه، وكل الخدمات التي توفرها الحكومة للناس، سواء من الناحية الصحية، والخدماتية، وطمأنينة الناس في وجودهم في بيئة آمنة وصحية، هذه يفتقدها الكثير من الناس، حتى في دول كبرى؛ فنحمد الله على النعمة التي نحن فيها.
تحدث د. علي عن كيفية تحقيق الرفاه النفسي للأطفال، واعتبر عالمهم عالماً متجدداً، علينا أن نواكبه، في التعليم، والتربية بشكل صحي؛ ما يبعدهم عن كل الأمور السيئة، ولهم برنامج متجدد ومستمر إلى أن يصلوا إلى مرحلة يصبحون فيها قادرين على الاعتماد على أنفسهم، ويصبحون متمكنين، ويمتلكون الفرصة للاختيار، وطرح وجهات نظرهم، هذه كلها أشياء تنمي شخصيتهم، وتحقق لهم الرفاه النفسي.
في اليوم العالمي للطفل: نصائح للعناية بصحة طفلك النفسية
توفير التواصل بين الناس، عبر هذه المؤتمرات التي تجمعنا، هو نوع من الرفاهية، التي تحقق الراحة للنفس البشرية.
الاهتمام بالتغذية الصحية
أمينة غانم، اختصاصية في إدارة الصحة العامة، في هيئة الصحة بدبي، تحدثت: "إن طبيعة الحياة المليئة بالضغوطات الحياتية تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في الصحة، وتتمثل بالصداع النفسي، والقولون العصبي، وقد تتطور إلى مشكلات صحية أكبر، مثل أمراض السكري والقلب، وأفضل طريقة للسيطرة على هذه التوترات هو تبني أسلوب الحياة الصحي، الذي يتضمن عدة عوامل، أهمها الاهتمام بالتغذية الصحية، وممارسة الرياضة، للسيطرة على طبيعة حياتنا، التي تفرض علينا البقاء وراء مكاتبنا، ونحن نحملق بالأجهزة الإلكترونية، وهذا ينطبق على الأطفال أكثر، إضافة للنوم الجيد؛ فهو الذي يحقق الرفاه النفسي أيضاً، الذي يريح الخلايا والأعصاب، لتعيد بناء نفسها، وتتمكن من السيطرة على المشكلات الاجتماعية، التي تؤثر بشكل مباشر في الصحة النفسية".
برأي د. أمينة، أنه من حق الإنسان أن يتجاوز الحياة الصحية أحياناً حسب ما تفرضه عليه طبيعة الحياة، لكن المهم أن يكون نمط حياة صحي من كل النواحي، وبكل الوسائل، سواء باليوغا أو سماع الموسيقى، أو ممارسة العبادات، أو حتى تنمية موهبة الرسم، كل فرد حسب ما يرتاح إليه. تعلِّق: "وإذا كانت الحالة الصحية تؤثر في الحالة النفسية وتتسبب بالألم النفسي؛ أتمنى من كل من يسمعني، عدم الحرج من اللجوء إلى متخصص يخفف هذه الأعباء".
توفير الرفاه الأمني
د. عبد الله الرصافي، رئيس قسم الطب الوقائي، في هيئة الصحة بدبي، يجد أنه من أكثر الأشياء التي يقدرها المواطن في إمارة دبي، والتي تحقق الرفاه النفسي، أنه لا يمكن أن يضيع منك شيء إلا ويعود، فيتجنب القلق، لمعرفته أنه سيعود إليه، إذا توجه إلى رجال الأمن، كما أن عودة الفرد إلى بيته ليلاً، وخصوصاً النساء في إمارة دبي من دون أي خوف من أن يعترضهن أحد، هو بحد ذاته رفاه نفسي. يتابع قائلاً: "حتى توفير التواصل بين الناس، عبر هذه المؤتمرات التي تجمعنا، هو نوع من الرفاهية في دبي، التي تحقق الراحة للنفس البشرية، وكل الفعاليات التي يشارك فيها الناس ويتواصلون من خلالها هي أمر يحقق الراحة النفسية، ومن وجهة نظري أن الرفاه في دبي ما بعده رفاه".
بطاقات الإسعاد
حمدة المنصوري، مسؤولة في الإعلام الصحي، في هيئة الصحة بدبي، تجد أن الرفاه النفسي متمثل في دبي، وعلى أعلى مستوياته، وهذا يعود إلى الخطط والإستراتيجيات العالية المستوى، التي تحقق الأهداف التي يحتاجها أفراد المجتمع، لعيش حياة كريمة ومريحة نفسياً، من خلال إعطائهم البدائل، التي تساعدهم على تقليص فرص الإصابة بالمشكلات النفسية، بما يحقق لهم التوازن، تعلق: "تكفينا التأمينات الصحية، وبطاقات الإسعاد التي تحقق السعادة للمواطنين، والخدمات التي تقدمها المؤسسات الحكومية والتي تحقق الاستقرار النفسي، إن مجرد الشعور أن الدعم يتحقق على أعلى مستوى حكومي، لأي مشكلة صحية ونفسية يتعرض لها الفرد؛ يوفر الرفاه، الذي نحن مجتمعون تحت مظلته اليوم".
التخلص من وصمة الخجل
د. مريم المهيري، طبيبة، في إدارة حماية الطفل، والصحة العامة، في هيئة صحة دبي، تحدثت عن المبادرة التي حظيت باعتماد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، قائلة: "من أهم ما يحقق الرفاه النفسي، هو أن نكسر الوصمة، وهذا ما يعزز تماماً، الصحة النفسية للطفل، وكل فئات المجتمع، وأول مخططاتنا هو رفع درجة الوعي، والتثقيف، وأن نرفع الخوف من قلوب الناس؛ ليتحدثوا عن مشكلات موجودة، وليؤمنوا بأنه ليس عيباً أو خطأً الحديث عنها، هدفنا أن نبني مجتمعاً لا تعوقه وصمة الخجل، بالتوعية والإرشاد السليمين، هدفنا تكثيف الوعي بين الأطفال، والأمهات والآباء، من جميع الجنسيات في الإمارة".
الرفاه النفسي يريح الخلايا والأعصاب؛ لتعيد بناء نفسها، وتمكننا من السيطرة على متاعبنا اليومية.
إطلاق منظومة متكاملة للرفاه النفسي في دبي
