سيحظى زوار معرض أبو ظبي للفنون لهذا العام بفرصة نادرة للاستمتاع بمجموعة HSBC الخاصة من الأعمال الفنية العالمية في أول معرض دولي له. وتتكون المجموعة العالمية من أكثر من 4000 عمل فني مختلفة من حيث الموضوع والمضمون، والتي تجمعها فكرة التواصل والهوية الذاتية في ظل العولمة.
وسيقوم هذا المعرض بعرض نتاج خمسة فنانين رائدين تركزت أعمالهم الفنية على إبراز الهوية الأصيلة، والتي تعبر بدورها عن بصمة مجموعة HSBC العالمية ومدى التزامها ببناء علاقات تواصل هادفة مع القطاع الفني المحلي، وفتح عالم من الفرص لمجتمعاتها المتنوعة.
وإن الشراكة العالمية من بنك HSBC وحضوره في معرض أبو ظبي للفنون، إنما يقدم للبنك أيضاً الفرصة لبناء علاقات أقوى وأعمق لدعم القطاع الفني على المستوى الإقليمي. وقال دانييل لانكستر، مدير الأعمال والمعارض الفنية العالمية لبنك HSBC: "يمثل هذا المعرض خطوة هامة في تاريخ مجموعة إتش إس بي سي الفني الممتد على مدار 101 عام، حيث إنها المرة الأولى التي نقوم فيها بعرض مجموعة أعمالنا الفنية في منطقة الشرق الأوسط. ويتمثل طموحنا في بناء مجموعة شاملة حقاً لتحتفي بوجهات النظر المختلفة لموظفينا وعملائنا والمجتمعات التي نخدمها.
كما أننا حريصون على ضمان عرض الأعمال الفنية المتميزة للفنانين الإماراتيين في هذه المجموعة، خاصةً بالنظر إلى جذور HSBC العميقة والمتأصلة في المنطقة. وإن زيارتي لمدينة أبو ظبي يقدم لي فرصةً رائعةً لبناء علاقات جديدة مع المعارض المتخصصة والفنانين المحليين. وآمل أن نتمكن في المستقبل من تنظيم معارض مماثلة في مناطق أخرى لعرض أعمال الفنانين الإماراتيين الموهوبين، وتقديمهم لجمهور جديد في جميع أنحاء شبكتنا العالمية."
هذا وسيقام المعرض تحت عنوان "تطور الذات"، بإشراف آمنة الغانم، المؤسس المشارك لمعرض مينارت للأعمال الفنية المعاصرة بالتعاون مع دانيال لانكستر، ضمن المساحة المخصصة لمجموعة HSBC في معرض أبوظبي للفنون، في منارة السعديات، من 19 حتى 24 نوفمبر 2024. وسيضم المعرض خمسة أعمال متنوعة ومتناسقة من حيث المضمون، وسيشجع الزوار على التفكير في التجربة الإنسانية على مستوى واسع خارج نطاق الحدود، مع تسليط الضوء على الطبيعة العالمية للمجموعة بحد ذاتها. ومن خلال الجمع ما بين أعمال عمر با، وماندي الصايغ، وماكيكو كودو، ولوسيا لاجونا، وجيد فادوجوتيمي في استكشاف كيفية تشكيل الهوية الذاتية، يقوم كل فنان بتقديم منظوره المميز للتدفق الدائم للذات ضمن سياق أوسع من الثقافة والذاكرة والبيئة والتاريخ.
نبذة عن الفنانين والأعمال الفنية
White Grounds (الشمس) من إبداع ماندي الصايغ
ولدت ماندي الصايغ في ماليزيا لأم صينية ماليزية وأب فلسطيني، ثم قضت مرحلة طفولتها المبكرة في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، قبل أن تستقر في المملكة المتحدة في سن مبكرة. وتشير أعمالها الفنية إلى تراثها، مع دمج الوسائط المتنوعة بما في ذلك رسوماتها الخاصة، والمواد التي عثرت عليها، وقصاصات الصحف والمجلات، وخط والدها، وأحياناً الحروف الصينية. ومن خلال فنها، تقوم بدراسة الهياكل الاجتماعية والثقافية والسياسية للعالم المعاصر والطبيعة المتصدعة للهوية التي تشكلت من خلال الهجرة.
The Adorning Self "تزيين الذات" من إبداع جادي فادوجوتيمي
تشير جادي فادوجوتيمي، وهي فنانة بريطانية نيجيرية، إلى لوحاتها، التي غالباً ما تكون كبيرة الحجم، على أنها مناظر طبيعية عاطفية. إذ تصور لوحاتها الملونة العاطفة والهوية والسعي المستمر لفهم الذات. ولقد كان للثقافة اليابانية، وخاصة الفنانة ماكيكو كودو، تأثيراً كبيراً على أعمالها الفنية. وجادي هي أصغر فنانة على الإطلاق يتم اقتناء أعمالها الفنية لتكون ضمن مجموعة Tate الدائمة للأعمال الفنية.
Becoming a Field للفنانة ماكيكو كودو
تتميز أعمال الفنانة اليابانية ماكيكو كودو الفنية بضربات الفرشاة المعبرة والألوان الزاهية والزخارف الحدائقية من خلال مناظر طبيعية سريالية. ويشكل السياق الاجتماعي لنشأتها في اليابان وموضوعات الطفولة محوراً أساسياً في أعمال كودو، حيث تحاول فيها طمس معنى الحدود والقيود بين الذاكرة والتاريخ. وتستكشف لوحات كودو التوترات الهادئة، والتعايش بين الكآبة والسلام، والشباب والنضج، والواقع والخيال، وتدعو المشاهدين إلى التفكير في كيفية تشكيل الهوية وتحويلها.
Champ de Riz a Kidal (حقل الأرز في كيدال ) للفنان عمر با
يؤكد الفنان السنغالي عمر بـا على التوتر القائم بين التاريخ والهوية المعاصرة في لوحاته الإعلامية المختلطة، مع صور مفتوحة للتفسير. وتعتبر العلاقة المتوترة بين البشرية والعالم الطبيعي موضوعاً متكرراً في أعماله الفنية، والتي غالباً ما تتضمن الرمزية الأفريقية والزخارف الاجتماعية والسياسية. وهو مشهور أيضاً باستخدامه المبكر للكرتون كقماش. ويعيش عمر با ويعمل بين داكار، في السنغال، وجنيف، في سويسرا. وتُعرض أعماله في مجموعات المركز الوطني للفنون البلاستيكية في باريس وصندوق بلدية جنيف للفنون المعاصرة.
Paisagem للفنانة البرازيلية لوسيا لاجونا
تحتفل أعمال الفنانة البرازيلية لوسيا لاجونا بالنظم البيئية الخصبة الموجودة في موطنها الأصلي. وتُظهِر لوحاتها وكولاجاتها ملاحظاتها الدقيقة لمحيطها في المنطقة الشمالية المترامية الأطراف في ريو دي جانيرو، حيث تُطلعها الأحياء الفقيرة على تصويرها للعلاقة بين البيئة والهوية. ولقد حصل بنك HSBC على هذا العمل الفني من خلال أول عرض أقامته لاجونا في المملكة المتحدة، وهي في سن 83 عاماً، كتقدير للجاذبية الدولية لأعمالها الفنية وموهبتها المتميزة في التحدث إلى الناس في جميع أنحاء العالم.
وقالت آمنة الغانم، المؤسس المشارك لمعرض مينارت للأعمال الفنية المعاصرة: "لقد قام جميع هؤلاء الفنانين بفتح آفاق جديدة بينما كانوا يمهدون الطريق من خلال مسيرتهم الفنية والمهنية، وتفضي أعمالهم الفنية إلى رسائل قوية. فكلما أمضى المشاهدون فترة أطول للنظر إلى هذه القطع الفنية، كلما استكشفوا المزيد من التفاصيل والحيثيات الحسية والتصويرية الرائعة. وأود أن أدعو الجميع لقضاء وقتهم للاستمتاع بمشاهدة كل هذه الأعمال الفنية، وأدعوهم أيضاً للتفكير في هويتهم وأين هم الآن. إذ يجب عليهم إدراك أن الهوية لا تتأثر بمن نحن وبماذا نفكر فقط، وإنما تتأثر بكل ما حولنا. فعندما نسافر، فإننا نحافظ على هويتنا كأفراد، إلا أن جوهرنا يتغير من خلال التجارب التي نختبرها ونتعلم منها. ولهذا نريد من الحضور الانتباه إلى هذه التغيرات الصغيرة التي تحدث لهم ويتأثرون بها."
آمنة الغانم
وقال محمد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لبنك إتش إس بي سي الشرق الأوسط المحدود في الإمارات العربية المتحدة: "منذ بدايتنا كأول بنك يفتح أبوابه للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1946، وإلى أن أصبحنا البنك الدولي الرائد في الدولة، كنا جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي. ونحن في بنك إتش إس بي سي ندرك الدور الذي نلعبه في تعزيز التنمية الاقتصادية وفي بناء الجسور الثقافية. ومن خلال الشراكة مع معرض أبوظبي للفنون وعرض مجموعتنا من الأعمال الفنية، إنما نؤكد التزامنا بدعم المجتمعات التي نخدمها، وبتعزيز الإبداع، والمساهمة في تطوير المنظور الثقافي الغني الذي تتميز به العاصمة. كما يعكس هذا التعاون مدى التزامنا بالاستثمار في دعم المبادرات التي تخلق تأثيراً إيجابياً دائماً لكل من المجتمعات المحلية والجمهور العالمي."
ومنذ أول عملية استحواذ قام بها بنك إتش إس بي سي لمجموعة صغيرة من اللوحات الفنية في عام 1923، فإن هذه المجموعة تعتبر الآن موطناً لأكثر من 4000 عمل فني. وها قد أصبحت اليوم مجموعة قوية لفتح الحوار من خلال تقديم أعمال فنية أصيلة بوجهات نظر مختلفة وقصص عالمية وشاملة وفنانين حريصون على الإبداع من خلال أعمالهم الفنية لتعبّر عن توجهات جديدة ذات مغزى ومواضيع مثيرة.
ومن خلال شراكتها العالمية مع معرض أبوظبي للفنون، تقوم مجموعة إتش إس بي سي بدعم مبادرات متعددة بما في ذلك معرضين متنقلين يهدفان إلى جلب الفنانين المحليين إلى المشهد الفني العالمي.
