تُعَدُّ اللغة العربية واحدة من أقدم اللغات الحية وأكثرها ثراءً، وقد أسهم العديد من العلماء في تطويرها وتوثيق قواعدها؛ ما جعلها لغة علم وأدب وحضارة. بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نستعرض أبرز الشخصيات التي أَثَّرت في مسارها، وأَثْرت كنوزها العلمية والأدبية.
أبو الأسود الدؤلي.. ملك النحو
يُعتبر أبو الأسود الدؤلي أول من وضع النقاط على الحروف العربية، وهو بذلك سهَّل القراءة والكتابة، خصوصاً في النصوص الدينية كالمصحف الشريف. كما كان رائداً في وضع التشكيل للحروف؛ ما ساعد في ضبط النطق. لم يقف عند هذا الحد؛ بل أسس أصول علم النحو، ووضع قواعده الأولى، ليكون مرجعاً للأجيال اللاحقة.
الأصمعي.. حجة العرب
عُرف الأصمعي بكونه مرجعاً في اللغة والأدب، وله أكثر من 60 مؤلفاً يُعرف بعضها بـ"الأصمعيات"، وهي مجموعة أشعار خلدت تراثنا العربي اللغوي. كان الأصمعي عالماً في علوم اللغة والنحو، وساهم بشكل كبير في حفظ الشعر العربي وتوثيقه؛ ما جعله رمزاً للأصالة العربية.
ابن مالك الأندلسي.. رائد الألفية
ساهم ابن مالك في تطوير علم النحو من خلال كتابه الشهير "ألفية ابن مالك"، الذي صار من أكثر الكتب تدريساً للنحو والصرف في العالم العربي. ألفيته لم تكن مجرد كتاب تعليمي، بل تُعد عملاً أدبياً ولغوياً متقناً، يمزج بين الجمال والقواعد.
إليكم أيضاً: عبارات عن اليوم العالمي للغة العربية.. لغة التاريخ والحضارة
الخليل بن أحمد الفراهيدي.. مؤسس علم العروض
الخليل بن أحمد هو العالم الذي أسس علم العروض والقافية، مستعيناً بمعرفته العميقة بالموسيقى وإيقاعاتها. لم يقتصر عمله على ذلك؛ بل غيَّر في رسم الحركات الكتابية، ليُسهَّل على القارئ التمييز بين نقاط الحروف وحركاتها، فكان رائداً في تطوير الكتابة العربية.
لغة الجمال والفصاحة، ومعجزة اللفظ والمعنى، وسحر البيان، وطلاوة اللسان.#نفخر_بها#اليوم_العالمي_للغة_العربية#مجمع_الملك_سلمان_العالمي_للغة_العربية#برنامج_تنمية_القدرات_البشرية pic.twitter.com/8JGJwtSSYc
— مجْمع الملك سلمان العالمي للغة العربية (@KSGAFAL) December 5, 2024
الزمخشري.. عبقري البلاغة
قدَّم الزمخشري أعظم قاموس في اللغة العربية، "أساس البلاغة"، ليكون مرجعاً غنياً في التعبير البلاغي واللغوي. أما كتابه الشهير "الكشاف"؛ فقد ركَّز فيه على بلاغة القرآن الكريم وتراكيبه، ما جعله علامة فارقة في علوم اللغة والبلاغة.
سيبويه.. بحر اللغة
سيبويه، صاحب كتاب "الكتاب"، لم يكن مجرد عالم في النحو؛ بل كان رائداً في تبسيط هذا العلم المعقد. بفضل جهوده، أصبح النحو أكثر قرباً للمتعلمين، وكتابه لا يزال يُدرس حتى اليوم بوصفه أحد أبرز المراجع اللغوية.