احتضنت دبي، الإمارة التي لا تهدأ، واحداً من أهم الأحداث التي أصبحت أساسية كل عام، وهو منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع DIPMF بدورته العاشرة تحت شعار "مستقبل مستدام"، بمشاركة أكثر من 3500 خبير ومتخصص في مجال إدارة المشاريع من حول العالم، ليشاركوا الحضور خبراتهم وتجاربهم باختلاف مجالات عملهم، أقيم الحدث من 13 يناير وحتى الـ16 منه، خُصص أول يومين لورش العمل والدورات التدريبية والجولات الميدانية على أهم مشاريع الإمارة، من ثمّ تم الافتتاح الرسمي للمنتدى من قبل الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء ، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي.
ومن هنا انطلقت الجلسات الحوارية والنقاشية والمناظرات التي استضافت أكثر من 55 متحدثاً محلياً وعالمياً من القطاعات الاقتصادية والتجارية، المحلية والعالمية، ومن رؤساء الهيئات والدوائر الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، وخبراء عالميين ومسؤولي كبرى الشركات العالمية في مجال إدارة المشاريع.
ركز المنتدى على 4 محاور أساسية وهي المدينة المستدامة، التحول، الوظائف المستقبلية ومستقبل إدارة المشاريع، لينبثق عن كل منها محاور أخرى.
ما الذي جمع كرة القدم بالعقارات؟
هذا ما رأيناه بعد الافتتاح الرسمي، مع كلمة رئيسية ألقاها آرسين فينجر، المدرب السابق لفريق أرسنال، الحائز على وسام الإمبراطورية البريطانية، رئيس تطوير كرة القدم العالمية في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، تحدث فيها عن رحلته في تدريب نادي أرسنال وما سبقها وتلاها من رحلات، شاركنا وجهة نظره في خطوات النجاح التي يحتاجها كل من تولى منصب جديد، وقد أسهب في الحديث عن تجربته الرياضية، فهو المدرب الذي يسأل اللاعبين بعد كل أداء، كيف وجدت نفسك؟ إذ يرى بأن تقيم الشخص لنفسه أهم من تقيم المدربين والمحيطين به.
وكما يتوجب على المدرب الرياضي اختيار اللاعبين بدقة ومعرفة إمكانيات كل لاعب لوضعه في المكان المناسب، يرى محمد العبار، مؤسس شركتي إعمار ونون، ورئيس مجلس إدارة إيجل هيلز، بأن الدقة في اختيار الموظف الماهر هي أساس نجاح أي مشروع، إذ شاركنا أيضاً خبرته في الإدارة في الكلمة الرئيسية الثانية، وقد يستغرب البعض، إلا أنه لا يؤمن بالاجتماعات الدورية أو اليومية لمتابعة العمل، إذ يرى بأن الاعتماد على أشخاص مسؤولين لا يحتاج لمتابعة!
تحدث العبار أيضاً عن التغيير والقدرة على مواكبته خاصة في مدينة متسارعة كدبي، أعظم مدينة على الأرض كما وصفها، والسبب في نجاحها هو وجود رؤية واضحة وكوادر بشرية متميزة تختارها القيادة بحكمة. ففي مجال عمله في شركة مساهمة عامة كشركة إعمار العقارية، يجري تغيير كبير بين ليلة وضحاها، ما يتطلب الإستجابة السريعة، إذ قال: "وهنا يأتي دور الشجاعة والمجازفة التي يحتاجها كل مدير مشروع، وهو الأمر الذي تعلمه الجميع من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بقيادته الملهمة التي وصلت بدبي إلى العالمية".
يمكنكم هنا الإطلاع على أفضل 6 برامج إلكترونية لإدارة المشاريع
"دبي ووك" لمستقبل مستدام
التقينا بالسيدة موزة سعيد المري، رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى، التي حدثتنا عن مسار المستقبل الأيقوني ضمن مشروع "دبي ووك"، الهادف إلى تحويل دبي لمدينة صديقة للمشاة على مدار العام، وتحقيق نقلة نوعية في مستوى مسارات ومرافق المشاة على مستوى الإمارة، إذ يربط 10 مواقع حيوية في المنطقة، ويوفر طابقاً مكيفاً بمساحة 30 ألف متر مربع، يسمح بممارسة المشي على مدار السنة، إضافة إلى 30 ألف متر مربع من المساحات المفتوحة تحتوي على عناصر تظليل ومساحات خضراء تساهم في تخفيض درجات الحرارة للمشاة، ويوفر المشروع فرصاً استثمارية جديدة من خلال توفير مساحات تجارية على الجسر الأيقوني، واستقطاب القطاع الخاص لتنفيذ المشروع على مبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وقد رأينا مجسماً يوضح أدق تفاصيل هذا المشروع المبهر.
شهد المنتدى كذلك توقيع مذكرات تفاهم، كمذكرة التفاهم بين اينوك وباركن، والتقينا بالمدير التنفيذي لقطاع التجزئة في مجموعة إينوك زيد القفيدي، فقال: "نُعتبر شركاء استراتيجيين للمنتدى، وقد وقعنا مذكرة تفاهم مع شركة باركن للنظر في الاستثمار في مواقف السيارات، وهنالك عامل مشترك بيننا وبينهم كوننا شركة متخصصة في توزيع الوقود وخدمات السيارات، وكما سمعنا خلال الجلسات التي دارت، دبي مدينة متجددة بمشاريع لا تقف مع وجود تحديات، وباعتقادي أن إدارة أي مشروع في وقتنا الحالي لن تشبه غيرها مع وجود الذكاء الاصطناعي، لذا فهنالك 3 عوامل للنجاح: السرعة، الخبرة واستخدام التكنولوجيا".
صندوق الاستثمارات العامة السعودي PMO حاضر بقوة في المنتدى
"تعزيز الابتكار من خلال مجتمع قوي لمكاتب إدارة المشاريع PMO، كانت هذه واحدة من الكلمات الرئيسية الملهمة أيضاً خلال المنتدى والتي ألقتها أريج نقشبندي، مدير أول في مكتب إدارة المشاريع (PMO)، صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، حيث استعرضت نشأت الصندوق، دوره في تأسيس الشركات الكبرى، ومساهمته في تمويل العديد من المشاريع الاستراتيجية لاقتصاد المملكة، وتأهيله للانضمام لمجموعة العشرين التي تضم أقوى اقتصادات العالم.
وعرضت نقشبندي المشاريع العملاقة التي يمولها الصندوق وأهمها مشروع نيوم، القدية، وجهة البحرالأحمر، مجموعة (روشن) المستدامة وشركة الدرعية، مؤكدة على ضرورة الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقييم المخاطر وإداراتها، توفير الوقت، وتعزيز التواصل والحفاظ على دقة المستندات.
دبي منصة ذكاء اصطناعي
كان لنا أيضاً لقاء مع الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، خبيرة تحوّل رقمي عالمية وقائدة استراتيجية لمبادرات المدن الذكية في دبي، وقد كانت متحدثة في جلسة نقاشية بعنوان: "تشكيل ملامح الاقتصاد الرقمي: إنشاء نظام رقمي موثوق وقوي يعزّز الاقتصاد الرقمي"، حيث قالت: "تحدثنا عن أهمية التحول الرقمي والأدوات التي تساعد المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في إدارة مشاريعها، اليوم بلا شك سيعزز الذكاء الاصطناعي من قدرات البشر والمؤسسات والحكومات في التصدي إلى التحديات التي قد تواجههم مثل تحديات البنية التحتية، الاقتصادية أو البيئية، دور القيادة والتعاون بين المؤسسات مهم جداً لتعزيز التطور والابتكار وبالتالي الاستدامة. في دبي أصبح لدينا منصة ذكاء اصطناعي خاصة وأننا بدأنا بالرقمنة من عام 1999م، هذا يعني تجميع هائل من البيانات وهي نفط المستقبل، لدينا قوانين وسياسات تساعدنا على الاستفادة من هذه البيانات في جميع القطاعات، كأنظمة الطرق على سبيل المثال، نرى المترو والترام من النماذج على أنظمة الإدارة المرورية المستفيدة من البيانات الضخمة المترابطة وأنظمة الذكاء الاصطناعي".
هنا يمكنكم الإطلاع على "دبي تفتح باب التسجيل في مبادرة مليون خبير لأوامر الذكاء الاصطناعي"
