افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب والرئيسة الفخرية لجمعية الناشرين الإماراتيين، النسخة الأولى من "مهرجان الشارقة للآداب"، الذي يُقام برعاية كريمة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وتحت شعار "حكايات الإمارات تُلهم المستقبل"، يهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على الإبداع الأدبي الإماراتي وتعزيز مكانة دولة الإمارات مركزاً حيوياً للأدب والثقافة.
عبر تسعة محاور رئيسية تُغطي مختلف جوانب الأدب والثقافة والفعاليات المتنوعة، يوفر المهرجان منصة ثقافية جديدة لتبادل الرؤى والأفكار بين أقطاب الأدب والثقافة المحليين، وفرصةً مهمة لدعم الناشرين الإماراتيين وتعزيز قطاع النشر في دولة الإمارات. يستمر المهرجان حتى 21 يناير الجاري بمجموعة مختارة من الفعاليات الأدبية والثقافية والترفيهية المستَلهمة من شعار المهرجان، أبرزها معرض الكتاب الذي يستمر على مدار الأيام الخمسة للحدث بمشاركة 41 ناشراً إماراتياً يقدمون لمحبّي القراءة أحدث إصداراتهم من الإبداعات الأدبية الإماراتية.
كما تأخذ الفعاليات جمهور المهرجان في رحلة يستكشفون عبرها حكايات الماضي والحاضر من خلال جلسات وحوارات غنية، ويحلّقون في فضاءات الشعر المحلي والألحان الإماراتية، حيث ينتظرهم 20 برنامجاً ثقافياً و8 ورش عمل، إلى جانب 5 عروض موسيقية يومياً ... "سيدتي" تجولت في المهرجان، وأجرت اللقاءات الآتية:
عبدالله الأستاد: صممت شعار المهرجان.. حكايات الإمارات تُلهم المستقبل
بداية لقاءاتنا كانت مع الفنان التشكيلي الإماراتي عبدالله الأستاد، مصمم شعار «محمد بن زايد سات»، الذي عاد بذاكرته إلى ذلك التحدي الكبير، في تصميم ذلك الشعار الذي برأيه، لم يكن مجرد رسم أو تصميم، بل تمثيل لقيمة اسم رئيس الدولة ومكانته، وتأكيد لقوة الهوية الإماراتية التي تمتزج بالابتكار، وتابع قائلاً: "أود في البداية أن أشكر هيئة الشارقة للكتاب، وجمعية الناشرين، على هذا المهرجان، وقد كنت أحد المحظوظين لنيْل فرصة أن أكون من ضمن المشاركين في الفعاليات، فقد أبدعت عملاً فنياً، بالخط العربي، يحمل عبارة حكايات الإمارات تلهم المستقبل، كشعار للمهرجان، وقد كان بمشاركة الفنان زجزاج غانم، وهو تجسيد للفن السمعي والبصري تلهم لنبدع شعار هذه النسخة".
تحدث الفنان التشكيلي الأستاد، عن أهمية الفعاليات التي تستهدف أغلب شرائح المجتمع، بنوع من الإمتاع والتسلية، ويظهر من الموسم الأول تسليط الضوء على البصمات الفنية، التي ستكبر مع هذا المهرجان في سنواته القادمة.
الفعاليات التي تستهدف أغلب شرائح المجتمع، بنوع من الإمتاع والتسلية
عبدالله الأستاد
فاطمة أحمد الحمادي: ما الالتقاء الفكري سوى محاولة للتأصيل
فاطمة أحمد الحمادي، مدربة معتمدة، وعريفة الجلسات النقاشية في المهرجان، تحدثت عن هذه الجلسات التي تجمع الكتاب، والأدباء والناشرين والمثقفين في هذه المنصة، وفيها تركيز على موضوع القافية الإماراتية على وجه الخصوص، وتطور الأدب الإماراتي والعربي والعالمي،وقالت:" نستضيف من خلالها مجموعة من الأسماء الأدبية الإماراتية البارزة،والنقاشات الأدبية ليست حديثة العهد؛ بل كانت حاضرة على مر العصور الثقافية بدءاً من المهرجان الثقافي للشعر في سوق عكاظ كونه أهم الأشكال الأدبية آنذاك، وصولاً إلى الصالونات الأدبية التي فرضت حضورها، وأسهمت في تشكيل ملامح الحضارة العربية التي تأثرت بطبيعة الحال بالمعطيات البيئية والاجتماعية، فالأدب كغيره من العلوم والفنون متصل بالزمان والمكان والبيئة الاجتماعية، وهو يتغير ويتطور، ويتقدم ويتأخر، وما الالتقاء الفكري سوى محاولة للتأصيل الحقيقي وللتجديد والرقي."
صالحة عبيد: نتناول تفاصيل الأدب الإماراتي
صالحة عبيد كاتبة إماراتية شكرت على هذا المكان المفعم بالدعم، والذي عوَّد الإماراتيين في الشارقة، على الاحتفاء الدائم بالأدب، وتابعت: "هناك جمع لافت بين الأدباء والناشرين في جميع حالاتهم، وفي جميع ما ينتجون وينشرون من كتب وأبحاث أدبية وعلمية، ولأتحدث قليلاً عن مشاركتي في مهرجان الشارقة للآداب بنسخته الأولى، أدير جلسة مرتبطة بالأدب الإماراتي الحديث، وأحاول أحاور فيها الدكتورة مريم الهاشمي، الناقدة المتخصصة في الأدب، مع الأديبة أميرة أبو كدرة، نائب رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، وتدور الجلسة حول الكثير من التفاصيل التي تتناول الأدب الإماراتي الحديث، وتطور فن الرواية في دولة الإمارات العربية المتحدة في ضوء تطور إيقاع الحياة فيها، وانعكس ذلك على المبدع الإماراتي الذي وجد مساحة للتعبير عن أفكاره ورؤاه بخصوص التغيرات المجتمعية، فتعددت أوجه الخطاب السردي وتنوعت اتجاهاته في الرواية الإماراتية من حيث المحتوى والشكل الفني، على النحو الذي يسمح به النص السردي بإنتاج سيناريوهات متخيلة، نتطرق أيضاً إلى ما مر به هذا الأدب من تغيرات، وإذا كان هناك ما نطلق عليه في المستقبل أدب ما بعد الحداثة في الإمارات".
زجزاج غانم: مشاركتي تجمع بين الفن السمعي والبصري
يشارك الفنان المغني زجزاج غانم، في المهرجان، وهو الذي عودَّنا على طرح أغانيه عبر اليوتيوب، والمنصّات الموسيقية، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومحطات الراديو.
المطرب زجزاج غانم هو مغنٍ عربي مؤثر من أجل السلام والحب.. تم اختياره من قبل الأمم المتحدة كسفير رسمي للسلام في 2016. يتابع قائلاً: "لم أجد صعوبة في طريقي الفني حتى الآن نظراً لحب الناس لي واللون الفني الذي أقدمه عن طريق مزج القصائد العربية من التراث وغيرها مع الموسيقى العالمية لأنتج موسيقى الفيوجن، وأنا سعيد لمشاركتي اليوم في مهرجان الشارقة للآداب، واستضافة جمعية الناشرين الإماراتيين لي كمطرب ومازج للموسيقى، التي تحكي تفاصيل اللغة العربية بطريقة فنية تشكيلية، كان دوري اليوم هو إبصال فكرة للناس، بأن الفن تجسيد كلي لا يتجزأ حيث شاركت الفنان التشكيلي عبدالله الأستاد، في التشكيل الفني للوحته التي حملت كلمات شعار المهرجان، حكايات الإمارات، تلهم المستقبل، فجمعنا بين الفن السمعي والبصري لنبدع شعار هذه النسخة.
أميرة بو كدرة: يلفتني التنظيم الرائع
تحدثت أميرة بو كدرة، نائب رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، وشريك مؤسس في مكتبة غاف، وكاتبة، عن مهرجان الشارقة للآداب، حيث قالت: "المهرجان يجمع الناشرين والكتاب والأدباء الإماراتيين تحت مظلة واحدة، وأعطى الناس فرصة لتتعرف إلى الأدب الإماراتي والثقافة الإماراتية وجهاً لوجه، في مكان واحد راقٍ ومنظم بدءا من أجنحته، ومروراً بورش عمله، وليس انتهاء بجلساته النقاشية المفيدة.
عبيد محمد الجريشي: نحن الإماراتيين نرغب أن نكون السباقين
الكاتب عبيد محمد الجريشي، المدير التنفيذي لدار أدباء للنشر والتوزيع، أنشأ داره لينشر أفكاره، عبر الكتابة، وليساهم ويشارك النشر الإماراتي، ليحظى بهذا الدعم الكبير من حكومة الشارقة التي تعني بالأدب والأدباء، يعلّق قائلاً: "نحن الإماراتيين نرغب أن نكون السباقين دائماً في أي تطور فني أو أدبي، وبالنسبة لي أنا، ككاتب أولاً وكصاحب دار نشر، هذا المهرجان أعطاني فرصة للتواجد، ضمن مجموعة متميزة من دور النشر الإماراتية، وكذلك مكنني من التعرف إلى الزوار، لدراسة متطلبات السوق من خلال آرائهم، وأكثر ما يهمني هو تبادل المعرفة، فداري لم تكمل السنتين، فأنا جديد في بيئة النشر، وأحتاج للتنوير في بعض المجالات التي لست مطلعاً عليها تماماً، أطمح لدعم معنوي، وإعطاء أفكار جديدة، قد تكون غائبة عني، فهذا المهرجان، عنوانه يحكي تفاصيله، وأنا أنتظره من سنتين، وهي المرة الأولى التي أعرض فيها كتبي تحت مظلتي الخاصة".
أطمح لدعم معنوي، وإعطاء أفكار جديدة، قد تكون غائبة عني، فعنوان هذا المهرجان يحكي تفاصيله
عبيد محمد الجريشي
عبد العزيز محمد علي: الأقلام الجديدة بحلة استثنائية
الكاتب عبد العزيز محمد علي، كاتب ومؤسس دار قصة للنشر والتوزيع، تحدث عن المهرجان، الذي اعتبره فرصة لإبراز كتابات الأقلام الإماراتية الواعدة الشابة، والتي بلغت في دار قصة وحدها، أكثر من 100 إصدار خلال 3 سنوات، وقال:" تجتمع هذه الأقلام بحلة استثنائية جديدة، فيها عدة ورش وندوات مصاحبة للمهرجان، وهي فرصة لإبراز أقلام الشباب، والتعرف إلى الجمهور من جهة أخرى، وأن نرى زملاءنا الذين لم نرهم ربما من فترة طويلة".
بدور القاسمي تفتتح مؤتمر الناشرين 2024 وتكرم الفائزين بجوائز حقوق النشر.