القبض على أخطر تاجرة سلاح في مصر

امرأة في العقد الرابع من عمرها.. تعيش في قرية ناصر بمحافظة بني سويف.. لم يكن أحد يعرفها سوى أهلها وأقاربها وزوجها وأطفالها.. وكما يقول الجيران كانت دائماً في حالها.. بعيداً عن مشاكل زوجها، أو جرائمه التي كان يرتكبها بين الحين والآخر، لكنها فجأة تحولت إلى أسطورة.. الكل يخاف منها، ويخشى حتى التعامل معها، أو سماع صوتها، بعدما كشرت عن أنيابها، وأكدت أنها تحمل أسلحة تكفى لتدمير القرية بأكملها.. ومن هنا أيضاً كانت بداية النهاية.

أسلحة خطيرة
على الجانب الآخر كان رجال المباحث يكثفون جهودهم للقبض على الزوج المسجل خطر، بعد أن ذاع صيتة داخل القرية وأصبح يلقب بـ "المرعب" نظراً لارتكابه العديد من الجرائم في حق الأهالي. ومن خلال عمليات البحث والتحري وصلت معلومة إلى رجال الشرطة تؤكد أن هذا الرجل يحتفظ مع زوجته بالعديد من الأسلحة النارية، والتي كان أخطرها مدفع جرينيوف متعدد الطلقات.. ومن هنا كان لابد من تعديل الخطة.

كانت التعليمات واضحة وتنص على أن يتم إلقاء القبض على المجرمين من دون إراقة دماء أهالي القرية، خاصة وأنه من المتوقع أن يستخدم هذا المجرم وزوجته النيران في وجه الجميع ليسقط أكبر عدد من الضحايا أثناء مواجهتهما لرجال الشرطة، وكانت التعليمات صريحة بمحاولة القبض عليهما من دون أن يتم قتل أحدهما لتقديمهما إلى العدالة والقصاص منهما.

خطة محكمة!
بعد ساعات قليلة تم عقد اجتماع طارىء داخل مديرية أمن بني سويف، ضم قيادات المديرية ورجال المباحث الذين يعملون في مركز ناصر، حيث تم وضع خطة دقيقة للقبض عليهما وضبط المدفع الجرينيوف قبل تهريبه.

بعد منتصف الليل بساعات بدأت قوات من الشرطة تحاصر مركز ناصر بأكمله من جميع الاتجاهات، ثم بدأت قوات أخرى تقتحم القرية في طريقها الى منزل الأسرة المتهمة. وخلال لحظات قليلة كانت قوات الشرطة في داخل منزل المتهمة تلقي القبض عليها. وبتفتيش منزلها كانت المفاجأة الكبرى، وهي ضبط مدفع الجرينيوف متعدد الطلقات.

أما المفاجأة الأخرى فكانت في وجود شخصين مع تلك السيدة من أجل التوسط في صفقة بيع المدفع.. وبالكشف عن المتهم الرئيسي تبين أنه مطلوب القبض عليه في العديد من القضايا.

وفور وصول قوات الشرطة ومعهم المتهمين وبحوزتهم المدفع، تم تحرير محضر بالحادث وإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيقات للكشف عن مصادر حصولهما على السلاح ومعرفة الأشخاص الذين كانوا يريدون شراءه.

اعترافات المتهمة
في البداية بكت المتهمة بشدة ثم حاولت أن تستجمع قواها وقالت: اسمى منى سيد، أبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاماً.. كنت مثل أي فتاة أحلم بأن أتزوج من رجل يحبني ويقدرني حتى جاء لي هذا الرجل الذي تزوجت منه، عشت معه في البداية أجمل وأحلى أيام عمري.. ثم اكتشفت بعد ذلك أن مشاكله كثيرة، وأنه معتاد على الإجرام، وكانت مصيبتي الكبرى عندما أجد رجال الشرطة يطرقون بابي بين الحين والآخر ليلقوا القبض على زوجي.

فضلت أن أعيش في حالي البقية الباقية من عمري، لكن زوجي استطاع إقناعي بأن أتاجر معه بالسلاح من أجل الثراء السريع، خاصة وأننا نعيش حياة صعبة من دون أي مورد رزق ثابت.. المهم وافقته، ومنذ أيام قليلة فوجئت به يدخل الشقة بعد منتصف الليل وفي يده هذا المدفع الغريب.. علمت بعد ذلك أنه مدفع من طراز الجرينيوف متعدد الطلقات وأن ثمنه غال جداً، وقال لي زوجي إن الإتجار بالسلاح هذه الأيام سوف يكون سهلاً..

خاصة أن السوق يشهد رواجاً غير مسبوق، وأن الجميع يحلم أن يشتري سلاحاً للدفاع عن نفسه وعرضه وأرضه، في ظل الإنفلات الأمني الذي تشهده البلاد.. وأنه من الصعب الوصول إلينا لأننا نعيش في قرية وسنشعر بدخول أي شخص غريب إليها، وإذا دخل رجال الشرطة علينا فإننا سنتمكن من تهريب السلاح؛ ولذلك طاوعته وسمعت كلامه، وهو ما جعلني ألتقى العديد من الراغبين في شراء المدفع الجرينيوف..

وكانت المفاجأة عندما استطاع رجال الشرطة إلقاء القبض علينا أثناء اتفاقي مع وسيطين لبيع المدفع.