تنحصر أماكن الترفيه نوعاً ما في السعودية خاصة بالنسبة للنساء بحكم الطبيعة المناخية، وكذلك طبيعة المجتمع.. ما جعل الكوفي شوب يمثل لهنّ متنفساً يروقهنّ، نظراً لديكوراته وأسلوبه العصري البعيد عن النمطية في بعض الأحيان.
سيدتي نت" استطلعت آراء السعوديات، اللاتي أجمعت معظمهنّ على أنّ "الكوفي شوب" طلعة استرخاء مثالية.... فلماذا يروقهنّ؟ وهل هناك تحفظات اجتماعية قد تمنعهنّ من الذهاب إليه؟؟، وماذا قال عنه الرجال؟؟.
"طلعة" العيد المفضلة
بداية تخبرنا سلمى الجهني (15 سنة): "أذهب للكوفي شوب باستمرار برفقة أختي، فجلسة الكوفي شوب ممتعة بالنسبة لي وتشعرني بالتغيير وراحة الأعصاب؛ فهو مكان للجلسات الهادئة بعيداً عن وجود الأطفال وإزعاجهم كما في المطاعم العادية. لذا فأنا دائماً أختار الكوفي شوب الهادئ الرومانسي، وأذهب إليه برفقة أختي أو بعض الصديقات، وهو طلعة العيد المفضلة".
للاختيار معايير
أما دعاء العبد الله ( 21سنة) فتقول: "أذهب للكوفي شوب بعلم أهلي وموافقتهم، بعد معرفتهم بالمكان تحديداً والفتيات اللواتي سأذهب معهن فقط للاطمئنان علي. وما يجذبني في الكوفي شوب أنه مكان جديد لتغيير (الجو) في ظل قلة البدائل، على أن يكون المكان هادئاً بعيداً عن الشبهات والإزعاج والمضايقات، كما أحرص على أن يكون الديكور جميلاً وغريباً في الوقت ذاته، وأن تكون المشروبات المقدمة فيه مميزة وبأسعار معقولة".
يتهمون الأماكن
سألنا هديل محمد طالبة (18 سنة) عن كون الكوفي شوف مكاناً لبعض المخالفات فأجابت: "من يبحث عن المخالفات والمعاكسات وكل ما هو سيئ يجدها في أي مكان بعض النظر عن كونه كوفي شوب أو أي مكان آخر؛ فأنا عندما أسمع الشباب يقولون إنّ الكوفي شوب مكان لا يليق بالفتيات، لأنه قد تحصل فيه مخالفات، أقول في نفسي الله يشفيهم يلصقون التهم بالأماكن وينسون تصرفاتهم الطائشة".
الرجال، ماذا قالوا؟؟
ولمعرفة رأي الرجال حول الموضوع ونظرتهم لذهاب الفتيات إلى الكوفي شوب سألنا عدداً من الشباب والرجال حول الموضوع فكان رأي إبراهيم التركي، الذي وافقه فيه زميله عبد الله المحرج (موظف): "لا مشكلة من وجهة نظري في ذهاب الفتيات للكوفي شوب؛ فبالنسبة لي أنا أسمح لأخواتي وبناتي بالذهاب إليه؛ فالكوفي شوب كمكان لا يعدّ مكاناً مشوهاً أو لا يليق بالفتيات".
ويكمل مازحاً: "لكن المشكلة الحقيقية أنهنّ دائماً ما يقلن لي: تعال خذنا للكوفي شوب، وتعال رجعنا من الكوفي شوب".
لا أحبذ الفكرة
وعلى العكس تماماً يخبرنا صالح الخشبيان (موظف): "لا أحبذ فكرة الكوفي شوب هذه أبداً ولا أراها جيدة للفتيات والنساء خاصة في مجتمعنا المحافظ، وبصراحة أنا لا أوافق ولا أكون سعيداً من ذهاب ابنتي أو أختي أو زوجتي لمثل هذه الأماكن؛ فلا يخفى على أحد ما قد يحدث فيها من مخالفات ومعاكسات، ورغم أنه لا يحدث اختلاط إلا في أقسام العائلات، إلا أنّ كثيراً من الشباب والفتيات يتأثرون بالطابع الغربي الذي يشعرون به هناك وينعكس ذلك في سلوكهم".
الرأي الاقتصادي
تقول الدكتورة عزيزة الأحمدي المستشارة الاقتصادية: "ظاهرة الكوفي شوب ظاهرة اجتماعية ثقافية انعكست تأثيراتها على الحركة الاقتصادية، بمعنى أننا قد تعودنا سابقاً على تناول الإفطار في المنزل، أو تناول الشاي عصراً في البيت، أما الآن فأصبح السائد أن يجتمع الأصدقاء لتناول الشاي أو القهوة في الكوفي شوب في أماكن خارجية على الشارع تماماً، مثلما يحدث في أوروبا.
وبما أنه نمط ثقافي جديد أقبل عليه الشباب والفتيات في مجتمعنا، خاصة في ظل قلة البدائل المطروحة للفتيات، ورغم ارتفاع الأسعار الملحوظة للمشروبات والمأكولات المقدمة فيه جعل منه مشروعاً اقتصادياً مغرياً للعديد من رجال الأعمال في بلدنا، كما أنه مكان مغرٍ لقضاء الوقت وكسر الروتين اليومي".
الرأي الاجتماعي
وتعلق الدكتورة نجوى فرج الأخصائية الاجتماعية عن ظاهرة انتشار الكوفي شوب وإقبال الفتيات المتزايد عليه قائلة: "هي ظاهرة جديدة نسبياً وافدة إلينا من الغرب، انتشرت بشكل ملحوظ وأصبحت تؤثر في أسلوب ونمط حياتنا.
وأنا أرى لهذه الظاهرة شقين أحدهما سلبي والآخر إيجابي. أما الإيجابي فهو وجود شكل جديد ومميز للترفيه والاسترخاء ومقابلة الأصدقاء والزملاء، وهذا بلا شك يعمل على تقوية أواصر العلاقات الاجتماعية، فالإنسان دائماً بحاجة إلى تغيير أنماط حياته الروتينية وتقوية وتجديد علاقاته الاجتماعية.
أما الجانب السلبي فيتمثل في استغلال موافقة الأهل على خروج الفتيات والشباب في عمل تصرفات يمكن ألا يتقبلها مجتمعنا وتؤثر وتضر بسمعتهم".