تلاحقنا أخبار إحباط تهريب شحنات منشطات جنسية، ففي الشهر الماضي وأثناء إنهاء إجراءات وصول راكب مصري، صاحب شركة أدوات كهربائية على الطائرة المصرية القادمة من الصين، عثر عند تفتيش حقائبه على 550 علبة فياجرا، و25 ألف قرص من أنواع أخرى من المنشطات الجنسية. فلماذا يهرّب العرب المنشطات؟
المشكلة أن الضعف الجنسي في العالم العربي، فاق المعدلات العالمية، فهو حسبما لفت الدكتور طارق أنيس، رئيس الجمعية العربية للصحة الجنسية في دبي. أصاب أكثر من 18 % للرجال فوق سن العشرين و52 % فوق سن الأربعين، ومن المرجح ازدياده لارتفاع معدلات مرض السكري والسمنة المفرطة في البلدان العربية.
المشكلة أن الضعف الجنسي في العالم العربي، فاق المعدلات العالمية، فهو حسبما لفت الدكتور طارق أنيس، رئيس الجمعية العربية للصحة الجنسية في دبي. أصاب أكثر من 18 % للرجال فوق سن العشرين و52 % فوق سن الأربعين، ومن المرجح ازدياده لارتفاع معدلات مرض السكري والسمنة المفرطة في البلدان العربية.
فليس غريباً أن يلجأ الشباب العرب، لامتلاك هذه الحبوب، كي يصبحوا عشاقاً مثاليين، مهما كلف الأمر من عناء ونفقة، حتى لا يفقدوا رجولتهم، وفي الإمارات تباع هذه الأدوية من دون وصفه طبية ومسموح لها بالتداول، ورغم أن الكثير من الصيادلة، رفضوا الحديث عن حجم مبيعاتهم لهذه المنشطات، إلا أن الدكتور الصيدلي عماد غانم، كشف لنا أن مبيعاته تزداد يومي الخميس والجمعة وأيام الأعياد والعطلات، ورغم أن سعرها غال كالفياجرا والسيالس، إلا معظم الشباب يشترونها، وأكثر من كبار السن، يستدرك قائلاً: "طبعاً عدا العقاقير الطبيبة التي تساعد على بناء خلايا الجسم، أو عسل النحل وغذاء الملكات، أو بعض الأعشاب أو جذورها، التي يعتقد أنها تنشط الهرمون الذكري، لكنها بالتأكيد لا تزيد القدرة الجنسية"!
ليست عيباً تشير الإحصائيات إن الشركة المنتجة للفياجرا (فايزر) تبيع 9 حبات فياجرا في الثانية الواحدة حول العالم، وأن مبيعاتها بلغت نحو مليار حبة بعد 6 سنوات من إطلاقها في الأسواق. أما حصة الشرق الأوسط من مبيعات الفياجرا فتبلغ 10 %؛ ولكن لم يشأ هاشم حمدان موظف، الحديث إلا عن زملائه، الذين يتعاطون هذه المنشطات لإثبات أنفسهم وقدرتهم بأنهم هم الأقوى، وهو لا يستغرب التصرف خصوصاً إذا كان تحت استشارة الطبيب، فيما آسيا موظفة، تزوجته، وهو يعاني من ضعف شديد بسبب المرض، وهي لا ترى حرجاً بالاعتراف أنه يتناول المنشطات بأمر الطبيب تعلّق: "لماذا ابتكر الطب كل هذه الأدوية إذا لم نكن نريد الاستفادة منها"؟ ساندتها الرأي نور، موظفة، فزوجها يأخذ جرعة من المنشطات، وهذا ليس عيباً أو حراماً، حسب تعبيرها!
قدرت مصادر مطلعة في وكالات وشركات الأدوية، أن استهلاك السعوديين وحدهم للمنشطات الجنسية يكلف 50 مليون دولار سنوياً، فيما يزيد حجم المبيعات في الصيف بنسبة 10 %، لكن المختصين يرون أن زيادة القدرة الجنسية لا تدعّم بالمنشطات؛ لأن القدرة صفة من الصفات الطبيعية لكل رجل، تدخل في اكتسابها عوامل عديدة، منها وراثية وبيئية، ومنها تابع لطبيعة المعيشة وبنيان الجسم والتغذية وربما كان استخدمها من دون داع قنبلة موقوتة وخطراً قاتلاً يهدد حياة الإنسان!
أرقام قياسية
أرقام قياسية
يبدو أن الشباب الذين يندفعون لتناول الحبوب المنشطة لزيادة الفعالية الجنسية أو الوصول إلى أرقام قياسية في عدد الممارسات لا يدركون النتائج، فالدكتور علي الكوباني، استشاري الطب الشرعي، يحذر من استعمالها دون استشارة الطبيب وتابع: "الإسراف في الحديث عن مزاياها يؤثر على الحالة النفسية، كما أن الروايات والأحاديث، التي يتناقلها أفراد المجتمع عن فائدة هذه العقاقير ربما تلعب دوراً كبيراً في دفع الشباب إلى تناولها، فالحالة الجنسية لا تحتاج سوى إلى جسم معافى من كل الأمراض وراحة نفسية وتغذية متوازنة تسهم في تقويته".
في عملية واحدة أحبطت إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية، في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، 70 ألف قرص من عقاقير مقلدة لعلامات تجارية معروفة مثل (سياليس، وفياغرا وسنافي)، وتبين من فحصها أنها تحوي آثاراً ضارة بمستخدميها، وقد تؤدي إلى الوفاة عند إساءة استخدامها أو تعاطيها من جانب رجال مصابين بأمراض معينة، لذلك يرجع الدكتور شريف ضياء، اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية انتشارها في الأسواق إلى الربح وتابع: "المقلدة منها لا تفعل شيئاً، بل ربما تسبب الأمراض للرجال، وخاصة قرحة المعدة، ولا أدري ما الذي دفع الشباب إلى تناولها رغم عدم حاجة أغلبهم إليها"؟
د. ضياء أيضاً يكشف أن الضعف الجنسي موجود في كل المجتمعات، والثقافة التي يجب أن يتحلى بها أفرد المجتمع ودور المؤسسات الطبية هي التي ستقوم بالتوعية، وينصح الشباب، الذين يعانون من الضعف بالخضوع إلى العلاج أولاً قبل تناول هذه المنشطات فهي مضرة، خصوصاً بكبار السن، يعلّق: "ما يعطى من العطارين أو بعض المراكز الرياضية، التي تعمل على تسويق بعض الأدوية المعالجة للضعف الجنسي، كما يدعون، خطيرة لأنها تقلل الحيوانات المنوية للرجل".