"تخيلي أنكِ بذلتِ عمركِ وجهدكِ لجمع مبلغ ضخم من المال؛ للوصول إلى هدفكِ وحلم عمركِ، وتكونين قد أوشكتِ على رؤية ثمار عمركِ، وفجأة وبدون مقدمات يأتي من يسرقه منكِ أمام عينيكِ، ويأخذه، ولا تستطيعين حينها حراكاً لاسترداده. من المؤكد سيجن جنونكِ، بل سينتهي بكِ الأمر إلى فقدان عقلكِ، فما بالكِ بمن يسرق منكِ أولادكِ". هكذا بدأت "أسيرة الطلاق" كما أطلقت على نفسها، حديثها لسيدتي نت.
تتلخص أحداث قصتها، التي انفردت سيدتي بنشر تفاصيلها في العدد 1637 في أنها قد تزوجت في سن صغيرة من زوج لا تعرفه، لم يبادلها أي مشاعر، عاشت معه حياة ملؤها الجفاء وسوء المعاملة، رغم وجود أربعة أبناء، صبرت أسيرة على حياتها؛ حتى فوجئت بالطامة الكبرى التي تروي تفاصيلها.
فتضيف قائلة: "يئست منه كزوج، وكنت أعلم أنّ له صداقات وعلاقات بغيري، فأصمت؛ فقد أصبحت آمالي تنصب في أطفالي الأربعة، وكيف أجعل منهم أناساً أسوياء، ولكن عواصف الدهر لم تشأ أن تبقيني معهم طويلاً، فعندما أصيب ابني الصغير بحادث منزلي؛ ابتلع فيه موادَّ كيميائية اضطرتنا لإجراء عمليات جراحية له، حتى أنني مكثت شهراً كاملاً معه في المستشفى، وكان والده يزوره بشكل متقطع، وكلما زاره ألقى باللوم عليّ، وهددني بالطلاق."
وتتابع: "كنت في حالة نفسية يرثى لها؛ لذا لم أكن أكترث بما يقول وقتها، ولم أتخيل، في الوقت الذي كان ابني يصارع من أجل البقاء وأنا معه غائبة عن المنزل، أنّ زوجي كان يستعد لاستقبال زوجة جديدة في بيتنا، وإحلالها مكاني... ولم أكن أتخيل أنّ حقيبة ملابسي ستصلني إلى المستشفى، وأنّ حياتي الزوجية ستنتهي بهذا الشكل؛ لتبدأ سلسلة عذابات جديدة."
مبعدة عن أبنائي
ظلم أشد قسوة تعرضت له "أسيرة" من قبل أهلها بعد طلاقها، بدأت تروي تفاصيله قائلة: "بعدما طلقت قسراً، وطردت من منزلي بدأت أستقبل المر والعذاب من أقرب الناس وهم أهلي، أردت أن أطالب بأولادي الأربعة الذين أبقاهم زوجي في منزله للخدم ومع زوجته الجديدة فلم يرضَ أهلي بذلك، طلبت من طليقي أن يجعل لأولاده سكناً أربيهم فيه، وأرعى شؤونهم ولكنه رفض الموضوع بتاتاً، كما حاولت أن أستأجر شقة ولكن لم أستطع مادياً."
وتكمل: "فضلاً عن أنهم لا يجدون الحب والرعاية والاهتمام في منزل أبيهم، يجدون ذات المعاملة السيئة في منزل أهلي عندما يأتون نهاية كل أسبوع."
وتحلم "أسيرة" ببيت يضمها مع أبنائها الأربعة، لتحميهم من قسوة زوجة أبيهم وأهلها.
"أسيرة الطلاق" وبشارة ما بعد النشر
في مقابلة لسيدتي نت منذ أيام مع "أسيرة" صرحت مبشرة: "جئت إليكم، وكنت وقتها جريحة القلب مكسورة الجناح، فلم أجد منكم إلا كل ما يسر القلب، من استقبال أو ترحيب لم أجده من أقرب الناس.
فبعد أن نشرت قصتي فتحت لي أبواب السماء، وبدأت أرى البشائر... فقد قرأت ما نشر في «مجلة سيدتي» عني في العدد 1637 إحدى صديقاتي، فطلبت مني إعطاءها الأوراق الرسمية الخاصة بي، وأخذت نسخة من المجلة، وقدمتها للجهات المسؤولة والمختصة للنظر في حالي وتهيئة سكن مناسب لي ولأبنائي، وقد جاءني الرد بالقبول، وسيتم استلامي سكناً يضمني بأبنائي قريباً بإذن الله.
كما قرأت بعدها في إحدى الجرائد عن معهد يقوم بتدريس الراغبات في الحصول على شهادة الـIESOL Prelimina لكل التابعين للصندوق الخيري؛ حتى يتمكنّ بعد الدراسة من تحسين أوضاعهن، وبفضل الله قبلت أوراقي، وأنا اليوم من ضمن الطالبات في المعهد، وسيتيح المعهد لي فرصة الابتعاث لبريطانيا."
وتصف "أسيرة" فرحتها قائلة: "كأني أرى اليوم ربيــــعاً قادماً إليّ بكل ما فيه من ورود وأزهار وأنهار تزف أفراحها، وعصافير تغرد؛ لتشدو بأحلامي لكل من يئس من كثرة همومه في هذه الحياة."