شيخة امرأة عاشت العديد من الأزمات التي أثرت على حياتها منذ صغرها؛ حيث عانت من معاملة أسرتها السيئة لها، وتزوجت مرتين وعانت الأمرين؛ فالأول أنجبت منه طفلين وخانها، والثاني أفسدت والدته حياتها بتدخلها حتى كرهها زوجها وطلقها!
بداية المعاناة
تقول شيخة: «بدأت أشعر بالألم والحزن منذ طفولتي، فأسرتي كانت تفرّق في المعاملة بيني وبين أخي وأختي، رغم أنني أنا الكبرى والتي يجب أن تكون مدللة، لكن حدث العكس؛ حيث كان الاهتمام كله منصباً على شقيقتي التي تصغرني بعام واحد، وشقيقي الذي يصغرني بعامين، وكان الدلال لهما من والدتي ووالدي، بل من جميع أفراد أسرتي، والسبب أنني لم أكن أمتلك أي مقومات للجمال، وكانوا يُسمعونني كلاماً قاسياً دائماً، وينعتونني بالقبيحة.
حاولت أن أرضيهم وأتقرب إليهم، لكن بلا جدوى، وعندما يئست أوليت اهتمامي بدراستي؛ حتى أكون متفوقة، ولكن لم أجد أي اهتمام من قبلهم، وعندما كنت أحضر أي شهادة تفوق إلى المنزل أقابل ببرود من جهتهم، وكأنني لم أفعل شيئاً، ولكنني واصلت التحدي، وأصبحت أكثر إصراراً على أن أصنع من نفسي شيئاً يستحق الإشادة به من الجميع.
ولكن لا أخفيكم الإحباطات المتكررة من قبل أسرتي وأقاربي، التي انعكست على نفسيتي، فأصبحت أكره والدي ووالدتي وشقيقتي وشقيقي وكل من حولي، وعلى الرغم من ذلك استطعت إنهاء دراستي الثانوية العامة بتفوق وبأعلى الدرجات، وأخبرتهم بأنني أرغب في دخول الجامعة لإكمال دراستي، لكن والدي ووالدتي رفضا؛ لأنّ شقيقتي الأصغر كانت غير متفوقة في الدراسة، وإذا تخرجت في الثانوية فلن تقبلها أي جامعة؛ نظراً لتدني مستواها التعليمي.
حاولت أن أقنع أهلي لكن من دون جدوى، وحاول أبي وأمي أن يزوجاني ليتخلصا من إلحاحي على دخول كلية الطب التي كنت أخطط للالتحاق بها، وأخبرتهما بعدم رغبتي في الزواج، ولكن لم يهتما بما أقول، وأخذا يبحثان لي عن عريس، وبالفعل وجدا عريساً غنياً، مع أنه متزوج من امرأتين قبلي وطلقهما، إلا أنهما لم يهتما، فأسرتي مادية إلى أبعد درجة.
خيانة زوجي الأول
في أقل من أسبوع من خطبتي تم زواجي من الرجل الذي يكبرني بـ15 عاماً، وبدأ يعاملني معاملة سيئة جداً، ويتعمد إيذائي وضربي من دون سبب، ودائماً يذكّرني بأن أهلي هم من باعوني له، وعلى الرغم من محاولتي إرضاءه بكل الطرق، إلا أنه لم يهتم ولم تختلف معاملته لي، بل زادت سوءاً يوماً بعد يوم، فصرت أكرهه جداً، ومع ذلك حاولت أن أتأقلم معه، ورزقني الله بطفلين، ومنذ أن تزوجته لاحظت أنه يختلي بنفسه في إحدى غرف المنزل لساعات، وكنت أستغرب تصرفه، ولكن ظننت أنه يتحاشى الجلوس معي ومع ولديه، ولكن كانت الصدمة الكبرى عندما بدأت أراقبه، فاكتشفت أنه كان يختفي ليتفق على لقاءاته الغرامية مع صديقاته، ويتحدث معهنّ عبر الهاتف، حتى إنّ الأمر وصل به إلى السفر معهنّ إلى الدول المجاورة.
حاولت أن أصبر، ولكنه تمادى معي بتصرفاته، وعندما كنت أشتكي لوالدتي ووالدي كانا يقولان لي: «اصبري.. الأمر عادي، وأغلب الأزواج يفعلون ذلك»، وأخبراني بأنهما لن يستقبلاني إذا عدت إليهما، وعندما توفي والدي ووالدتي قررت أن أنفصل عن زوجي، وأعود إلى منزل والدي، وعندما أبلغت زوجي بقراري رحّب به، ولم يهتم، وطلب مني أن آخذ ولديّ معي، فهو غير متفرغ لهما».
الانفصال وجور الشقيق
وتتابع شيخة: «بالفعل انتهت حياتنا بالانفصال، وترك لي طفلين دون تحمل مسؤولية مصروفهما؛ لأنني أنا من طلبت الانفصال، وعدت للعيش مع شقيقي الذي تزوج وسكن في منزل والدي ووالدتي، وامتلك المنزل هو وزوجته من دون وجه حق، وكان استقباله لي بعد غياب طويل سيئاً جداً، فحاولت أن أبحث عن وظيفة أستطيع أن أعيش منها عوضاً عن الحاجة لأي إنسان، وبعد بحث طويل وجدت وظيفة براتب متواضع يسد مصروفاتي أنا وولديّ، لكن مضايقات زوجة أخي لم أستطع تحملها، فاتصلت بشقيقتي (نوال) التي تزوجت من رجل غني جداً، وطلبت منها مساعدتي بإيجاد محل يضمني مع ابنيّ، ولكنها رفضت مساعدتي رغم استطاعتها، وقالت إنها تخجل أن تقول لزوجها إنني انفصلت عن زوجي، وإنني امرأة لا أستطيع أن أتحمل مسؤولية بيت وأبناء.
ونظراً لراتبي المتواضع الذي أتقاضاه وجدت ملحقاً، وطلبت من شقيقي أن يستأجره باسمه؛ حتى أتمكن من أن أعيش فيه، وفرح جداً لأنني سأترك المنزل، وفوراً ذهب ودفع إيجار ستة أشهر مقدماً، وانتقلت إلى هناك، وطيلة الأشهر الستة لم يقم شقيقي ولا شقيقتي بالسؤال عني وعن أحوالي، فكيّفت نفسي على أن أكون وحدي.
وفي أحد الأيام جاءت زميلتي في العمل وخطبتني لشقيقها، وأخبرتني أنها شرحت له ظروفي، وأن لديّ ولدين، وهو راضٍ أن يعيشا معي، فطلبت منها مهلة للتفكير، ولكن سرعان ما وافقت، فأنا كالغريقة التي تنتظر قشة لتسعفها».
زواج للمرة الثانية
«تزوجت زوجي الثاني، وكان راضياً بكل ظروفي، ولم يكن يمانع من وجود ولديّ معي، وكان رجلاً بمعنى الكلمة معي ومع ولديّ، ويعاملنا بالحسنى، فحمدت الله كثيراً على هذه النعمة، ولكن حدث ما لم أكن أتوقعه وعكّر حياتي الزوجية؛ فحماتي لم تكن راضية عن زواجنا، رغم أنّ ابنها كان أكبر مني إلا أنه لم يسبق له الزواج، حيث كانت تقول دائماً: «لماذا يأخذ ولدي مطلقة ولديها أبناء، وهناك مئات الفتيات يقبلن به».
حاول زوجي أن يقنعها بأنه مرتاح معي، وأنّ ولديّ لا يشكلان له أي مشكلة، لكنها لم تتقبلني».
رحلة عذاب جديدة
«بدأت رحلة العذاب مع حماتي التي حاولت مع ابنها دون أن تيأس لتطليقي، أو الزواج بأخرى، ولكنه كان يرفض ويقاوم إلحاحها الغريب، وحاولت أنا بدوري أن أتقرب إليها بكثرة الزيارات، وتقديم الهدايا والتودد لها بوسائل مختلفة، لكن دون جدوى؛ فحماتي كانت تكرهني بشدة، ولا تطيق النظر إليَّ رغم حب زوجي لي.
وازداد كرهها وغضبها عندما حملت بطفل من ابنها، وأعلنت حرباً أقوى عليَّ، وأصبحت تشكك زوجي بتصرفاتي وأخلاقي، وتحاول أن تجلب له في كل مرة تزورنا العديد من صور الفتيات حتى يختار واحدة منهنّ ليتزوجها، وأمام مرأى من عينيّ، فأصبحت خائفة، وحدث ما كنت أخشاه.
فقد بدأ زوجي يتأثر بكلام أمه، وأصبح يختلف معي على معظم الأمور عكس السابق، وبدأ يكره ولديّ ويعاملهما بقسوة شديدة، فتدهورت حالتي النفسية، وفقدت جنيني، وطلبت الطلاق منه؛ لأنني شعرت بأنني وصلت إلى طريق مسدود معه.
في البداية رفض، ولكن حماتي أحضرت له صورة فتاة جميلة جداً من عند إحدى الخطّابات، ووعدته إذا طلقني بأنها ستزوجه منها، ونتيجة سلسلة الخلافات التي عشناها بسبب تدخل وكره حماتي حدث الطلاق، وعدت للبحث عن ملحق جديد، وبحثت عن وظيفة أستطيع أن أعيش من دخلها بعد أن أُغلقت جميع الطرق أمامي، وقررت ألا أتزوج مرة أخرى بعد المعاناة التي تعرضت لها من كلا الزوجين السابقين.
كل ما أتمناه الآن أن يمنحني الله الصحة والعافية والصبر على تربية ولديّ، بعد أن تخلى الجميع عني.