ضرتي الافتراضية.. كيف أتعامل معها؟

كثيرا ما تسمعين قصصاَ عن رجال يهجرون زوجاتهن من أجل امرأه أجمل. ولكن ماذا عن الرجال الذين تزوجوا من عملهم، وكرسوا حياتهم له حتى داخل المنزل؟. وكيف يمكن أن تتعامل الزوجة مع هذه الضرة الافتراضية؟

 الضرة مرّة

"الضُرة لا تحب ضرتها لو خرجت من صرتها"، بهذا المثل بدأت شيماء حسين، ربة منزل ـ 38 سنة، كلامها قائلة: تعرفت إلى زوجي منذ 10 أعوام في العمل الذي نعمل فيه سوية، وأعجبت بشخصيته لأنه مهندس ناجح ومتميز ونشيط، وعندما أبدى إعجابه بي لم أتردد لحظه في الارتباط به، وتزوجنا فطلب مني أن اترك العمل للتفرغ لمسؤوليات الحياة الزوجية.. وافقت من دون مناقشه وليتني لم أوافق، فمنذ زواجنا وحتى الآن وزوجي يقضي 14 ساعة عمل خارج المنزل، فيأتي مرهقاً ومنهكاً لا يفكر بأي شيء سوى عمله ومشاكل عمله.. وتضيف: أنا أحبه لكني كرهت عمله جداً رغم أنه سبب إعجابي به.

نادمة

رضا الحويري، محاسبة ـ 29 سنة، تقول: للأسف زوجي ضابط شرطة، وأعني كلمة للأسف لأنه منذ يوم زواجنا منذ 4 أعوام وأنا أعاني من مهنته، رغم أنني أيام الخطوبة كنت فخورة بخطبتي لضابط شرطة، لكنني الآن نادمة فأنا أرجع من عملي في الثانية ظهراً، ولكن زوجي من الممكن أن يمكث في عمله أكثر من ثلاثة أيام خارج المنزل، نظراً لطبيعة عمله.. ما يعني أنني أضطر لحضور المناسبات الاجتماعية والعائلية بمفردي، وحتى في الأعياد لم نمض سوى عيدين سوية منذ زواجنا.

نهله حسن، طبيبة ـ 32 سنة، أوضحت أن زوجها يحب عمله إلى درجة تجعلها تشعر بأنه متزوج من ثلاث نساء أخريات. وتضيف: هو طبيب أمراض نساء وتوليد، ومن الطبيعي أن يعمل ليلاً ونهاراً، ولا املك سوى أن أطمئن عليه عبر الهاتف حتى أنني حين حملت كنت أستشيره عبر الهاتف وأذهب إلى عيادته مثل أي مريضة أخرى، والأكثر غرابة أنه لم يقم بتوليدي لأنه كان عنده ثلاث ولادات قيصرية وقتها، وأوصى طبيب زميل له بتوليدي.

الانفصال بسبب عمله

"الضرة ما تجيب لضرتها غير مضرتها وقطع جرتها"، بهذا بدأت نوران وليد، ربة منزل ـ 36 سنة، تعليقها وقالت: وصلنا أنا وزوجي للنقاش في الانفصال بسبب عمله، فهو رجل أعمال يعمل في مجال الاستيراد والتصدير ولدينا ثلاث أولاد، وهو دائما إما خارج المنزل في عمله، وإما في المنزل يتحدث بهاتفه لإنجاز العمل، أو ملتصق بشاشة الكمبيوتر إلى درجة أن الأولاد اشتكوا لوالده (جدهم) أنهم لم يتمتعوا بأبيهم، إذ لا يجلس معهم ولا يعرف في أي عام ولدوا. كل أوقاته للعمل فقط لا غير.

نصائح للتعامل مع مدمني العمل

الدكتورة حنان أبو الخير، استشاري العلاقات الزوجية، تعطي بعض التوصيات للتخفيف من حدة الزوج المدمن على عمله، وهي:

ـ أحسني الاستماع ومحاولة أظهار الاهتمام بمشاكله، ولو كانت متعلقة بالعمل.

ـ استمعي لمشكلاته من دون إظهار الضجر، أو تسفيه الشكوى بل بمزيج من الاهتمام والود. هذا الشعور الطيب يحل نصف المشكلة، وعدم انتقاد الزوج ومشاركته همومه  المتعلقة بالعمل.

ـ حاولي جعل أوقات الوجبات خالية من العمل، أو الحديث عنه.

ـ ضعي بعض القواعد في المنزل واقترحي تناول العشاء في الوقت نفسه تقريباً كل ليلة. فالجلوس معه يمنحك فرصة للتكلم عن يومك ومعرفة ما يسبب الضغط له ويقرب بينكما.

ـ اجعلي الضحك أسلوبك في المنزل.

ـ مدمنو العمل يتوترون بسرعة ويميلون إلى خسارة حس المرح. أعيدي الضحك إلى علاقتك مع حضور عرض كوميدي في الخارج، أو مشاهدة فيلمه المضحك المفضل. الضحك معاً يساعد على تخفيف الضغط ويقربكما من بعضكما بعضاً.

ـ اشغلي أوقاتك بما هو مفيد.

ـ إذا كان برنامجه مضغوطاً، عليك أن تبقي منشغلة عبر قضاء وقت مع العائلة، أو إيجاد هواية جديدة. وبذلك عندما تقضين بعض الوقت النوعي معه، سيكون لديك الكثير من المواضيع لتتحدثي عنها.