كشف تقرير صدر أخيراً عن تزايد ارتفاع نسبة العنوسة في المملكة، مشيراً إلى أنَّ هنالك نحو مليون ونصف المليون فتاة حالياً «عانس»، وربما يتضاعف العدد خلال السنوات الخمس المقبلة، لذلك فقد أصبح الزواج حلم كثير من الفتيات، يتمنين اليوم الذي يتزوجن فيه والخروج من هاجس العنوسة، بل أصبحت كل أسرة تطمع في الشخص الذي يطرق بابها وفيه المواصفات التي تتمناها لابنتها. لكن ورغم ذلك نجد كثيراً من الفتيات السعوديات وأسرهنَّ يخفون خبر الخطبة، الذي طالما انتظروه طويلاً وتمنوه، ويتكتمون عليه، حتى عن أقرب أفراد العائلة المقربين.
«سيدتي نت» بحثت في أسباب تكتم الأسر السعوديَّة عن خطبة بناتها، وإخفاء الفرحة حتى على أقرب أفراد العائلة.
الخوف من الحسد
سمر سكري عارضت الفكرة من باب اقضوا حوائجكم بالكتمان، وقالت: كل فتاة تحلم بعريس الأحلام الذي يخطفها من بيت أهلها لعشّ الزوجيَّة، وعند بداية خطوبتها يخاف أهل الفتاة من «العين الحاسدة» خاصة من الفتاة العزباء، وهو ما يمنع البعض من مشاركة الآخرين أبسط التفاصيل، فالعين حق وليست خرافة، لكن وبعد إتمام الخطوبة والاتفاق على الزواج يمكن الإعلان، ولا حرج في ذلك كما وصى رسولنا الكريم صلوات الله عليه.
البلبلة ونميمة الحريم
أما غدير عبد الملك البالغة (29 سنة)، فبادرت بذكر ما حدث لها قائلة: تمّت خطبتي من إحدى العوائل وسرعان ما نُشر الخبر، ووصل إلى أقربائي من خارج البلاد، لكن الزواج لم يتم وفسخت الخطبة، وبقيت فترة من الزمن وأنا عزباء ليصلني خبر من أقارب والدي أنَّهم كانوا قد تمنّوا خطبتي لابنهم، وما حدث لي كان بسبب البلبلة ونميمة الحريم التي لا تسمن ولا تغني من جوع .وبعدها بفترة تمت خطبتي ليس بشكل سرِّي، لكن بـ«العقل»، حيث أشارت والدتي بذلك حتى تتم ببركة الله.
معتقدات الأهل الخاطئة
كما أدلت رنا سراج برأيها حول تكتم البنات والأسر بأمر الخطبة أنَّ الدافع الرئيسي من تصرفهم نابع من الخوف من الحسد وكأنهم يختلفون عن الناس، وهذا بسبب الأهل الذين يصورون الأمور بطرق سوداويَّة مقيتة، وللأسف هم السبب في توريث هذه المعتقدات الخاطئة، فالخطبة والزواج أمر عادي وطبيعي، ولا أجد دافعاً للتكتم، وأضافت: ومن المواقف الغريبة التي تحصل لدى مجتمعنا، ما حدث لي مع صديقتي القريبة مني، التي تفاجأت صدفة بحملها من دون أن تخبرني بأمرها، فكل ما في الأمر وبحسب تفكيرها أنني ربما أحسدها.
صفاء القلوب وطيبتها
أما السيدة نبيلة سعود فتحدثت عن طبيعة اختلاف المجتمعات قديماً وحالياً وقالت: قبل عشرين سنة كان الجار يعلم بأحوال جاره وأموره قبل الأخ، ويشاركه الفرحة، بل يمده بما يحتاج إليه، وهو الذي يستقبل أهل جاره وضيوفه ويكرمهم، فالقلوب كانت صافية وطيبة، ولا مكان للحقد فيها، خلافاً عن الآن، فبعضهم يكيد ويحقد، وأصبح الكل خائف من الشماتة والعين والحسد، فأصبحت حتى الأخت تتلقى العزومة وكأنَّها غريبة. ولديَّ معارف يتجنبون حتى من إظهار اسم العريس خشية الحسد أو إثارة البلبلة لدى أهله، وكأننا في زمن «كفش العرسان».
الرأي النفسي
ومن الناحية النفسية أوضحت دكتورة علم النفس العلاجي، مها حريري، أنَّ معظم الناس لديهم مفاهيم مغلوطة بشأن الحديث الشريف اقضوا حوائجكم بالكتمان، ولعل الكتمان مقصود به التكتم على التخطيط والتنفيذ للأهداف المستقبليَّة، وأصبحت العلاقات بين الأهل والأخوة متفككة لدى كثير من الناس، وللأسف قد تكون الأخوات والأم في سكن واحد، ويفاجأن بخطبة ابنة أختهنّ َمن دون إبلاغهنَّ وعلمهنَّ بالأمر، وكل ذلك بسبب المفاهيم الخاطئة للدين، إذ من المفترض أن تتم المشاورة بين أقارب الفتاة، خاصة أننا نعيش في زمن السؤال والاستشارة فيه ضروريَّة، وما خاب من استشار.
أما فيما يتعلق بالتكتم مع الصديقات، فلا لوم، إذ إنَّ هنالك حوادث كثيرة تحصل بسبب غيرة وحقد الصديقات مع بعضهن، ففي إحدى الحالات التي مرّت عليّ، بعد إتمام خطوبة صديقتها وقبل إتمام الإجراءات بشكل رسمي، اتصلت الصديقة على أهل العريس وأبلغتهم بكلام سيئ عن صديقتها وأثارت الفتنة بينهم، ما اضطر أهل العريس بإلغاء الخطبة.
فلا أقول جميع الصديقات حقودات، لكن يجب الحذر خاصة أنَّ نفوس البشر متغيرة، وربما يسكنها شيء من الخبث، وفي هذه الحالة من الأفضل ألا تتعاتب الصديقات.
استطلاع "سيدتي نت"
أجرت «سيدتي نت» استطلاعاً حول مسألة التكتم والإخفاء بشأن الخطبة والزواج للأهل وكانت النتيجة:
70 % يعتمد التكتم قبل إتمام الأمر بشكل رسمي.
85 % من البنات يخفين الأمر عن صديقاتهن.
40% يفضلون إعلان الخطبة من دون المبالاة بالقيل والقال.