مسلسل نصب حملات الحج على المصريين مازال مستمراً

مشهد يتكرر كل عام بعد موسم الحج. رجال وسيدات وشيوخ بسطاء يحملون الجنسية المصرية ضائعون في شوارع جدة، يتحلقون حول القنصلية المصرية طالبين العودة إلى بلدهم، بعد أن جمعوا مال الحج بشق الأنفس لدفع تكلفة الحملات، التي تتراوح أسعارها ما بين 10 إلى عشرين ألف ريال. يسلمونها يداً بيد لأصحاب الحملات، معتقدين بذلك أنهم أمنوا مسكنهم ومأكلهم ومشربهم.

ليفاجؤوا بأنهم ألقوا في الشارع. وبعض منهم كان مخالفاً، دخل المملكة بتأشيرة عمرة وسلك طريقه إلى الحج من دون تصاريح رسمية.

"سيدتي نت"حققت والتقت بعض أصحاب هذه الحالات، التي سكنت الشارع منذ أربعة أيام (كون القنصلية مغلقة لإجازة الحج) من دون مأكل أو مشرب أو دواء، حتى أنه لا توجد دورات مياه. وبحكم أعمارهم فمعظمهم يعانون من أمراض مزمنة ازدادت سوءاً بسبب وضعهم الراهن. وهم يعيشون على مساعدات بعض المارة في الشارع. واعتقد بعضهم أنه سيلاقي منيته في الشارع قبل أن يعود إلى دياره، ومازال هناك يومان على عودة القنصلية إلى العمل كالمعتاد.

فهل سيبقى الوضع على ماهو عليه إلى أن تنتهي إجازة القنصلية؟ وماهو مصير الشيوخ والمرضى الملقين في الشارع؟ وهل توجد حلول استثنائية؟

طرحت "سيدتي نت" هذه التساؤلات على مدير مكتب القنصل المصري محمد فايز. الذي أجاب بأنهم حريصين كل الحرص على هذه الفئة، ولكن هذه الحادثة تتكرر كل عام منذ بداية تعيينه قبل خمسة عشر عاماً لفئة من البسطاء المصريين، الذين يدخلون المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، ويظلون مقيمين بشكل غير نظامي إلى موسم الحج ليؤدوا مناسك الحج. 

ثم يتجهون بعد انتهاء موسم الحج  إلى القنصلية ليتم عمل وثائق وبعدها ترحيلهم إلى مصر. وأكد فايز أن القنصلية كانت ستتعامل معهم منذ يوم الثلاثاء الماضي، ولكنها لم تفعل بسبب إجازة الجهات الرسمية السعودية، والتي ستنتهي يوم السبت المقبل. وأكد أن القنصلية ستقوم بعمل واجبها مع هذه الفئة فور انتهاء الإجازة.

وعندما سألناه عن إمكانية وجود وضع استثنائي إلى أن تفتح القنصلية أبوابها حرصاً على سلامة هذه الأرواح البشرية. أجاب إن هذه الفئة هي من تسببت في الضرر لذاتها. لأنهم على علم بكل ما هم مقدمين عليه. أي أنه لا توجد حلول استثنائية.