كل واحد يريد النيل من الآخر، وحتى لا يقع هو في الشبك، يستخدم الأسماء المستعارة والصورة المزيفة، وقد يعمل لاسترضاء الطرف الآخر بكل الوسائل المتاحة، المشروعة وغير المشروعة! فمن أكثر مهارة بالخديعة.. الفتيات أم الشباب؟
هل هو الأبرع بتمثيل دور العاشق الولهان، أم هي التي تستنفد قواه بأسماء وصور خادعة؟ لا تنكر منال نصري، مديرة حفلات في فندق، وجود الخديعة على شبكات التواصل الاجتماعي من الطرفين على حد سواء، الشباب والفتيات، وهي برأيها دليل على ضعف شخصياتهم، تقول: «ينتحلون بالدرجة الأولى شخصيات من الطبقات الثرية والمشهورين بالدرجة الثانية؛ للوصول إلى حجم كبير من المعارف، والمرحلة الأقسى في هذه العلاقات هي لحظة زوال الأقنعة، وقد وقعت كثيراً في الخديعة، لا أستطيع الإفصاح عنها، ولكن مع الأيام أصبحت قادرة أن أحكم على الشخص وجوهره بسرعة».
تركها وسافر
سمية تيسير موظفة في مؤسسة خيرية، تحمّل الخديعة للطرفين، وبرأيها «أنه لو قبل كل شاب للفتاة ما يقبله لأهل بيته ورفض لها ما يرفضه لأهل بيته لكانت المشاعر صادقة، وكذلك الفتاة لو حافظت على نفسها، ورفضت بأن تكون دمية تتأرجح بين أيدي العابثين».
وتروي سمية قصة صديقة لها أنها وقعت فريسة سهلة في أيدي عصابة من الشباب أطاحت بأحلامها، حيث تعرفت على أحدهم، وبعد المواعيد تبادلا الصور الممنوعة والمسموحة، وأصبحت العلاقة أكثر سخونة، وبعد عدة أشهر تركها وسافر خارج البلاد وبعد فترة اتصل بها أحد أصدقائه، وطلب منها المقابلة مطهراً صورها الفاضحة مع حبيبها الأول، فقدمت له التنازلات، مقابل تسليم الصور، وعندما تلاه الثالث، انهارت على الأرض».
استدعيت الشرطة
فدوى عثمان طالبة، لم توافق على تحميل البنات المسؤولية، فالشباب هم من يخدعونهن، تتابع: «بصراحة بعض الشبان يلاحقونني؛ ما أدى إلى نصب كمين لأحدهم، في أحد المطاعم واستدعيت الشرطة، فقد كان هذا الشباب مزعجاً جداً».
تعارضها الرأي دعاء محمد، طالبة إعلام، معتبرة الشبان والفتيات، في فترة مراهقة لا تنتهي!
وتخلص دعاء إلى أن الشباب أكثر خداعاً من الفتيات لإلحاحهم على رغباتهم الدنيئة، ولا تعتبر حكمها انحيازاً للفتيات.
تنكر باسم فتاة
لا تبرئ هند عبدالله، موظفة وزارة، الطرفين، والأنثى هي السبب؛ لأنها تفقد حذرها، تتابع: «أحد الشباب انتحل اسم فتاة معروفة وكان يتودد للفتيات من خلال الاسم المستعار ولكن سرعان ما انكشف بعد أن عرفته جارته، وأبلغت عنه الأهل».
فيما تروي أمل نزار طالبة جامعية، قصة وقعت بها إذ راح أحد الشبان يطاردها من خلال الصور التي يرسلها لها، حيث كان متنكراً بزي فتاة، تتابع أمل: «لكثرة إعجابي بها طلبت مقابلتها، في إحدى الأماكن، ولكنني فوجئت بشاب يعطيني رسالة حب منه، حيث اعترف بأنه من كان يكتب لي على الفيس بوك».
وتتساءل عليا سمارة، موظفة في وزارة: «ما الذي سيفرق مع الشباب؟، هم يلاحقون ويرمون الوعود الكاذبة، المشكلة في الفتاة التي تغض نظرها عن نواياهم».
مطلوب علاقات غير بريئة
الفتيات لم يرمين اللوم على الشبان تماماً، وآثرن الصراحة بأن الكثيرات منهن يوقعن أنفسهن بأنفسهن كفرائس، هذا الأمر احترمه الشباب، وهم الآخرون وضعوا اللوم على الطرفين، حتى إن ياسر القرقاوي، فنان مسرحي، بدا مستغرباً من وجود أشخاص وصفهم بـغير الطبيعيين، فإما شاب تنكر في صورة واسم بنت؛ أو رجل كبير يهوى مصادقة البنات، يتابع: «أكثر ما لفت انتباهي هو وجود سيدات كبيرات يدخلن لإنشاء علاقات ليست بريئة، ويخترن أشخاصاً معينين».
ويروي عمر عبدالله، موظف، قائلاً: «هناك فتاة، وأنا متأكد أنه شاب، كان يراسلني وطلب مني يوماً أن أقوم بشحن رصيد له على تلفونه، وقال: «بعدين أبغيك تقيم معي علاقة» فقلت له أعرف أنك رجل، شطبته من القائمة».
مطاردة
ويعتقد خالد الأحمد، فنان، أن الشباب هم الذين يطاردون الفتيات ويحاولون خداعهن لإيقاعهن في الفخ من خلال أدوار الحبيب الولهان، وبالنسبة له، فقط حاولت بعضهن الإيقاع به لغرض الفلوس.
وعندما يقول الشاب: إنه مسكين ومهموم وحظه سيئ جداً، وعندما كلّم الفتاة أو رآها تغير حاله، يفترض ألا تكون ساذجة وتصدق قوله، برأي حسن المنصوري، موظف في وزارة الإشغال، وإذا كانت ساذجة إلى هذه الدرجة، فهي التي تتحمل مغبة الخديعة.
المسؤولية على الطرفين
حسبما ترى الأخصائية الاجتماعية أمل العوبد، أن الغالبية يدخلون بأسماء مستعارة، وكل طرف يسبب الألم للطرف الآخر من خلال الاستغلال، وللأسف الشديد هناك بعض الشباب يحاولون تدمير الفتيات والنيل من عواطفهن من خلال استغلال نفوذهم وخبثهم بذكاء أو بشكل عفوي، فنجد أن المحاول دخولَ قلب الفتاة يتلون بعدة ألوان، فتارة هو الطبيب النفسي المعالج الذي تشكو إليه.
وتارة هو الناصح الأمين، وتارة هو العاشق الولهان، وكذلك الفتاة تنسج قصة بأنها هي منبوذة من العائلة، تستدرك العوبد: «الخديعة يتحملها الطرفان بالإضافة إلى الأسرة ، فمعظم الفتيات والشباب يسهرون الليل بمعزل عن أهلهم، وتكون هناك الحرية الكاملة في الحديث»