على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها اليونان هذه الأيام، وعلى الرغم من اهتمام الناس بالقضايا البيئية والاقتصادية والسياسية، فقد استطاع غلاف مجلة "داون تاون" اليونانية إشغال الرأي العام السعودي خلال ساعات فقط من نشر خبر قيام المجلة بدفع مبلغ 100 ألف يورو لفنان سعودي مقابل موافقته على نشر صورته، وهو شبه عار على غلافها، وذلك بحجّة أنه جذاب، وأن نشر صورته سيزيد من نسبة شراء المجلة وسيزيد من شهرته.
فقد نشرت المجلة منذ عدّة أيام على غلافها صورة الفنان السعودي تومي عمران وهو شبه عارٍ، وهو ما يعدّ مخالفا للعادات والتقاليد المحافظة في السعودية. وهذا ما طرح العديد من التساؤلات حول إقدامه على التصوير بمثل هذه الصور، بل وموافقته بعد ذلك على نشرها، فربما هذه الصور لا تشكّل مشكلة في العالم الغربي، بل وتعد صور طبيعية، إلاّ أن توني عمران لم يضع في حساباته ما قد ينتج من ردّة فعل في مجتمعه على مثل هذه الصور.
وقد قام تومي بحسم هذه التساؤلات مبرّراً تصرّفه بالقول إن هذه الصور أخذت "بعفوية"، ولم يتعمّد أن يتمّ التقاطها لنشرها في المجلة، حيث كان مقيماً في شاطئ "جليفادا أثينا" وقاموا بتصويره هذه الصور ضمن صور أخرى، ليفاجأ بعد ذلك باتصال من مديرة المجله تخبره بأنه سيتم عرض الصور التي أخذت له على الشاطيء، مبرّرة ذلك بأن شكله بها جذاب، وستزيد من نسبة الإقبال على شراء المجلة، كما أقنعته بأن شعبيته ستزيد في اليونان بعد نشر هذه الصور، فرفض تومي في باديء الأمر لمعرفته بما سيترتب عليه من ردود فعل المجتمع الشرقي لنشر مثل هذه الصور.
إلا أن مديرة المجلة عرضت عليه مبلغ 100 ألف يورو مقابل قبوله بنشر صورته شبه العارية على غلاف المجلة. وحينها شعر تومي -على حد قوله- بأنه في أي حال من الأحوال سيتم نشر الصور، لأنها أصبحت محفوظة لدى المصور، وهي في أيديهم، ولا يستطيع فعل شيء، فقال إنه تصرّف بذكاء لكي يكون الرابح الأكبر.
وحول ما سيقال عنه في المجتمع السعودي قال تومي: "أنا رجل لا يعيبني شيء".
من هو تومي عمران؟
حسب السيرة الذاتية المنشورة في صفحته على الـ "فيس بوك"، اسمه تومي عمران من مواليد كاليفورنيا في 10 مارس/آذار. ولم يذكر سنة ميلاده. عاش مع والدته في لبنان ثم انتقل للعيش في القاهرة، وحالياً يقيم في اليونان. تَخرّجَ في جامعة البترول والمعادن. وعندما بلغ عمره 15 عاماً طلب منْه والده الحضور إلى السعودية للحُصُول على بطاقةِ تعريفه الشخصية. وبعض الناس قالوا إن لديه أكثر من جنسية لأن والده من السعودية.
عاش حياته كسائح مِنْ بلد إلى بلد. وذكر تومي أنّه كَانَ سعيداً بهذه الحياة لأنه تَعلّم كَيفَ يَتعاملُ مع الناسِ بسهولة، وتعلّم الكثير من التقاليد والمعلومات عن حضارات البلدان المختلفة.
بعد أن انتقل من كاليفورنيا إلى السعودية، حيث أكمل دراسته وتخرّج في كليَّة الهندسة. أخبر والده أنّ حلمَه التَوجه للإعلام الفنّي، ويريد أن يكون مغنياً، لكن والده رفض في البداية، وبعد بضعة أيام قال له افعل كما تشاء، فقرّر العيش في مصر لتحقيق حلمه كمغنٍ.
بدأَ تومي حياته الغنائية عندما كَان عمره 5 سنوات، فكَان يغنّي لمادونا ومودرن توكينج ومايكل جاكسون وبوني إم وآبا. وفي 2003 بدأ يجهّز أغنية "سينجل" بأسلوب البوب لتَقديمها إلى الجمهور،(كشاب أمريكي) يعاني من الحب مَع البنات الصغيرات ِبأسلوب كوميدي ظريف. وأصدر أغنيته الـ "سينجل" الأولى مع المطربة الراحلة وردة الجزائرية وطرحت في ألبوم كوكتيل. وهي أغنية "إلاّ الحب الأول".
بعد هذه الأغنيةِ التفّ الإعلام حوله وبدأت الصحف والمجلات بالكتابة عنه، خصوصاً في السعودية، والخليج وبلدان أخرى، وكان بعض الناس إلى جانبه، والكثير كانوا ضدّه. وفي عام 2006 أصدر ألبوماً غربياً حمل عنوان "إياك تنساني".
وبدأ المشاركة في الحفلات الخيرية لصالح مرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة ودار المسنين. وقال إن هذا العمل سيفتخر به طيلة حياته.
في بدايته قبل أكثر من 15 سنة صرّح لإحدى الصحف السعودية بأن الصحافة السعودية هاجمته ورفضت أسلوبه، إلاّ من قلّة، وأنه يشتري الصحافة في لبنان ومصر، ويدفع الكثير من المبالغ كي تكتب عنه حتى يشتهر. كذلك صرّح بأنه يهوى التمثيل، وقد اتفق مع المخرج عامر الحمود على المشاركة في مسلسل "طاش ما طاش".
وهذا يعني أن الحديث كان في الجزء الثاني من "طاش"، كون عامر الحمود لم يُخرج سوى الجزئين الأول والثاني من المسلسل الشهير.
من هو تومي عمران.. السعودي الذي ظهر عارياً؟
- أخبار
- سيدتي - وحيد جميل
- 06 نوفمبر 2012