الموظفون في العالم أكثر عرضة للتوتر.. ما الأسباب؟ وكيف يتجاوزون ذلك؟/%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%83%D9%8A%D9%86/%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9/1709576-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B8%D9%81%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D8%B9%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%B1-%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%9F-%D9%88%D9%83%D9%8A%D9%81
إن أعراض الإصابة بالإجهاد والتوتر تُفقد الموظفين شعورهم بالسعادة والراحة في العمل. المصدر: freepik by wayhomestudio
يعاني الموظفون في الوقت الراهن من أعراض الإصابة بالإجهاد، التوتر، العصبية والإنهاك، وذلك بسبب الوقوع تحت وطأة الضغط العصبي المستمر وبشكل متزايد وسريع، الأمر الذي يعود إلى تزايد المتطلبات والمهام بالعمل بصورة مستمرة مع الالتزام بتقديمها على النحو المثالي. وتشكل هذه المتطلبات المستمرة صعوبة بالنسبة للبعض في العمل، وذلك بسبب ضيق الوقت أثناء العمل مقارنة بحجم المهام الموكولة للبعض، الأمر الذي ينتج عنه فقدان هؤلاء الموظفين للشعور بالسعادة، الطمأنينة، الراحة والإنجاز تجاه ما يتم تقديمه بالعمل، بالإضافة إلى الشعور بفقدانهم الدافعية للاستمرار. يقدم موقع " championhealth-com " الأسباب المؤدية إلى المعاناة لدى الموظفين وشعورهم بالتوتر العصبي المستمر، وطرق لتجاوز الأمر داخل بيئة العمل بشكل سريع وبسيط، ونخلص أبرزها بالآتي:
"إذا كنت تحمل القلق والتوتر، فأنت تعيش في المستقبل. إذا كنت تشعر بالندم أو الحزن، فأنت تعيش في الماضي. فقط عندما تعيش في اللحظة الحالية يمكنك أن تكون في سلام." - ستيف مارابولي
أهم أسباب التوتر بالعمل:
عبء العمل المفرط:
يشكل عبء العمل المفرط السبب الرئيس والأكثر شيوعاً للإجهاد المرتبط بالعاملين، حيث كشفت الإحصائيات الأخيرة بأن 73% من الموظفين يشيرون إلى عبء العمل كسبب رئيس للتوتر أثناء القيام بالمهام الموكولة إليهم في الوظيفة. ويقدر البعض بأن حجم ومقدار العمل المطلوب وتحديدها بمواعيد نهائية ملزمة في وقت ضيق؛ تصنف أحياناً كمهمات خارج نطاق قدرة العامل، وبالتالي فمن المحتمل أن يصبح ذلك مصدراً رئيسياً للضغط والتوتر في بيئة العمل.
عدم السيطرة على الواجبات المطلوبة:
يُعد محرك التوتر، الضغط والإجهاد في العمل هو عدم قدرة الموظف على السيطرة في أداء المهام المطلوبة، حيث ذكر 31% من المشاركين في الإحصائيات أن الافتقار إلى السيطرة أثناء أداء المهام، يشكل العامل الأهم في الشعور بالضغط. حيث يصبح التوتر المرتبط بالعمل أسوأ عندما تشعر أن لديك القليل من السيطرة. اختبر قدرات فهمك واكتسب معلومات جديدة من خلال قراءة هذا المقال: لا تدع الروتين يهزمك..أساليب إذا تمكنت من أدائها في العمل فأنت "قوي"
قلة الدعم من المسؤولين:
تشير الدراسات إلى أن التوتر المرتبط بالعمل يصبح بالنسبة إلى الموظف أسوأ إذا لم يحصل على الدعم الكافي من الزملاء أو المشرفين أو المديرين. ووفقاً لبيانات تقرير الصحة المشار إليه في المصدر الرئيس للموقع، فإن 29% من الموظفين الخاضعين للإحصائية يعانون من نقص الدعم الأمر الذي يشكل بالنسبة إليهم سبباً قوياً للشعور بالتوتر في العمل.
أساليب ونهج الإدارة في التعامل:
يلعب المديرون دوراً حيوياً في تقليل الضغط العصبي لدى الموظفين وتقوية أواصر الصحة العقلية للموظفيهم. وتشير الدراسات إلى أن المدراء الذين ينتقدون، أو يطالبون بشكل مفرط، أو يبالغون في التحمل، أو غير الداعمين، أو المتنمرين سيكونون حتماً مصدراً هائلاً للتوتر بالنسبة إلى الموظفين.
التعامل مع الزملاء في العمل:
تظهر الأبحاث بأن التواصل الإيجابي والدعم المقدم من الأقران في العمل يمكن أن يزيد من الشعور بالراحة والمرونة وبالنسبة إلى الموظفين، لذلك فإن النقص وإنعدام الدعم المتبادل بين الزملاء في العمل، ووجود بيئة غير صحية في التنافس وتحقيق الأرباح يؤدي إلى زيادة التوتر، الضغط والإجهاد بالنسبة إلى العاملين.
الشعور بالأمن الوظيفي:
قد يكون من المفاجئ أن يحتل الأمن الوظيفي لدى الموظفين مرتبة متأخرة ضمن أسباب الشعور بالتوتر والضغط أثناء العمل، حيث أشارت الدراسات إلى أن نسبة 16% فقط من الموظفين يعتقدون بأن الشعور بإنعدام الأمن الوظيفي هو السبب للتوتر. وتشير هذه النتيجة بألا يكتفي أصحاب العمل على توفير الشعور بالأمن الوظيفي داخل بيئة العمل فقط. وإنما بالسعي لتوفير أيضاً الدعم على مستويات متعددة ومختلفة لتخفيف حدة التوتر لدى الموظفين بشكل حقيقي، بالإضافة إلى العمل على إدارة عبء العمل من خلال التدريب المستمر والمتطور للعاملين أثناء العمل.
علامات التوتر في مكان العمل:
العمل لساعات طويلة:
يشكل العمل لساعات طويلة أحد أبرز المظاهر التي تشير إلى شعور الموظف المتزايد بالعبء المتراكم والتوتر المستمر، وتظهر علامات ذلك من خلال: الإرهاق الجسدي، قلة الحصول على وقت للراحة خلال المهام المطلوبة وعدم الشعور بالتقدير أو العرفان على المجهود المبذول من قبل الإدارة.
تكرار الغياب عن مكان العمل:
قد يؤدي شعور الموظف بالتوتر المستمر إلى حدوث بعض المشاكل الصحية والنفسية كالاكتئاب، القلق، والإرهاق مما يجعل الموظف أكثر عرضة للغياب عن العمل من أجل التعافي. فالتوتر المستمر قد يكون سبباً في قلة التركيز بالأداء أو الشعور المستمر بعدم الرغبة في العمل وإنجاز المهمات بسبب الضغط المتزايد والأعمال المتراكمة.
عدم الالتزام بالمواعيد:
غالباً ما يصبح ضبط الوقت والتقيد به مشكلة عندما يتعلق الأمر بالضغوط المرتبطة بالعمل. فإذا أصبح الموظف أقل التزاماً ودقة في الالتزام بالمواعيد النهائية، فقد يكون ذلك علامة على أن عبء عمله يفوق قدرته ومهاراته، وبأن التفاعل السلبي مع المواعيد دليل حاسم على الشعور بالتوتر والإرهاق.
"إذا كنت تضيع وقتك في التوتر على الأمور التي لا يمكنك تغييرها، فأنت تفقد الوقت على اللحظات التي يمكنك فيها التحكم." - توماندي جاكسون
ختاماً: نشير إلى أنه هناك عدد لا يحصى من العوامل الأخرى التي يمكن أن تسبب التوتر في الحياة، لذلك على الأفراد العاملين محاولة الإبتعاد عن الظروف السيئة في العمل، والسلوكيات غير الصحية مع الزملاء والأصدقاء، بالإضافة إلى إيجاد التوازن بين حياتك الشخصية والمهنية لوضع حاجز بينك وبين الإجهاد المرتبط بالعمل. استمتع بلحظات من التأمل والفهم مع مقال يلقي الضوء على جوانب جديدة: جلد الذات المستمر.. تحديات منذ الصغر، وطرق لتجاوز القيام بذلك