في زخم الحياة الاستهلاكية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وزيادة متطلبات الحياة؛ تزداد أهمية الادخار. تهدف رؤية المملكة 2030 إلى زيادة معدل الادخار من 6% إلى 10% عام 2030. إن الادخار بوصفه مفهوماً بحد ذاته له معاييره التي يجب أن نكون على دراية بها عند تنفيذ خطة الادخار، حتى تتحقق الأهداف، وعن ذلك قابلنا عايد الشمري، المستشار الاقتصادي والمالي، للحديث معه عن أنواع الادخار، واستراتيجياته، وطرق تنفيذه، ومعلومات مهمة عنه.
اعداد: ولاء حداد
مفهوم الادخار
بداية، عرف عايد الشمري «الادخار» قائلاً: الادخار هو الدخل ناقص الاستهلاك يساوي الفائض، والفائض هو ما نجب أن ندخره، وبتعريف آخر الادخار عملية حفظ جزء من الدخل أو الموارد الشخصية بهدف استخدامها في المستقبل.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط مع بداية العام الجديد.. أهمية الادخار
أهداف الادخار وأهميته
عن أهداف الادخار، أفاد أنها إما أهداف طويلة وإما أهداف قصيرة، ثم ذكر أمثلة على ذلك، وقال: أهداف الادخار الطويلة، مثل: شراء منزل، وخطة التقاعد، وضمان المستقبل، أما الأهداف القصيرة فتكون، مثل: السفر، وشراء الأثاث، أو شراء سلعة معينة.
ثم أكد المستشار أهمية الادخار، موضحاً أنه يجب أن يكون ضمن الأولويات، وأفاد بدايةً أن الادخار يمكن أن تكون له أنواع، وهي:
- الادخار الوقائي: يكون من أجل تغطية نفقات الحوادث أو الأمراض في حال حدوثها، وكذلك عند فقدان الوظيفة.
- الادخار المنشأ: وهو الادخار الذي ينشأ من أجل غرض معين، مثل شراء السلع أو السفر.
- الادخار الاستثماري: يقصد به الادخار من أجل الاستثمار، وزيادة رأس المال المدخر، أو شراء أصل معين.
وأكد المستشار أن الادخار الاستثماري هو أفضل أنواع الادخار، كونه ينمي المبلغ المدخر، ويعوض قيمة الزكاة والضريبة، وتواكب زيادته التضخم المالي، وحالياً هنالك طرق عدة لتحقيقه، منها: برامج البنوك، والقنوات الاستثمارية الإلكترونية... وغيرهما.
وأشار المستشار إلى أن الادخار يوفر الحماية المالية في حالة حدوث ظروف غير متوقعة، ويساعد على الوقاية من الديون، وتحقيق توازن مالي، إضافة إلى تحقيق الأهداف المالية، وزيادة الاستقرار المالي.
نوه الشمري إلى أن هنالك مفاهيم خاطئة حول الادخار، أبرزها أن الادخار يناسب ذوي الدخل المرتفع، أو الموظفين ومن لهم رواتب ثابتة، إلا أن الادخار يناسب الجميع، ويكون بحسب الدخل وفق الخطة المتبعة، والهدف المراد تحقيقه.
ما رأيك بالاطلاع على مصادر لزيادة أموالك.. كيف يمكنك الحصول على دخل إضافي من دون رأس مال؟
"مفهوم الادخار يعني ذوي الدخل المرتفع، ومن لهم رواتب ثابتة على حد سواء"
عايد الشمري
مستشار اقتصادي ومالي
بعض النصائح للادخار:
- تحديد أهدافك المالية: قبل أن تبدأ بالادخار، من المهم أن تحدد أهدافك المالية. بمجرد أن تعرف ما تسعى إلى تحقيقه، يمكنك إنشاء خطة لتحقيق ذلك.
- ضع ميزانية: الخطوة التالية هي وضع ميزانية. سيساعدك ذلك على تتبع دخلك ومصروفاتك، وتحديد مقدار المال الذي يمكنك ادخاره كل شهر.
- ابدأ بمبلغ صغير: لا تقلق إذا لم تتمكن من ادخار مبلغ كبير في البداية. حتى مبلغ صغير من المال يمكن أن يتراكم بمرور الوقت.
- اجعل الادخار تلقائياً: إحدى أفضل الطرق للبقاء على المسار الصحيح للادخار هي جعلها تلقائية. يمكنك التحدث إلى البنك الخاص بك لتحويل مبلغ معين من المال من حسابك الجاري إلى حساب توفير كل شهر.
- تجنب الإنفاق غير الضروري: أحد أفضل الطرق لزيادة مدخراتك هو تجنب الإنفاق غير الضروري. فكر مرتين قبل شراء شيء جديد، وحاول العثور على طرق بديلة للاستمتاع بنفسك من دون إنفاق الكثير من المال.
- ابحث عن طرق لزيادة دخلك: إذا كنت تكافح من أجل ادخار المال، ففكر في طرق لزيادة دخلك. يمكنك الحصول على وظيفة بدوام جزئي، أو بدء مشروع جانبي، أو التفاوض على زيادة في الراتب.
استراتيجيات الادخار
ذكر المستشار أن هناك العديد من استراتيجيات الادخار التي يمكن أن تساعدك على تحقيق أهدافك المالية. في ما يأتي بعض من أكثر الاستراتيجيات شيوعاً:
الادخار المنتظم: هذه هي الاستراتيجية الأكثر شيوعاً؛ حيث تقوم فيها بتحويل مبلغ ثابت من المال إلى حساب توفير كل شهر. يمكنك البدء بمبلغ صغير، ثم زيادته تدريجياً بمرور الوقت.
الادخار بالدفعات: هذه الاستراتيجية مشابهة للادخار المنتظم، ولكنها تتضمن دفع مبلغ أكبر من المال في وقت واحد. يمكنك القيام بذلك عن طريق الادخار لهدف معين، مثل شراء منزل أو سيارة.
الادخار عبر تطبيقات الهاتف المحمول: هناك العديد من تطبيقات الهاتف المحمول التي يمكن أن تساعدك على الادخار. تتيح لك هذه التطبيقات تتبع دخلك ومصروفاتك، ووضع أهداف للادخار، وإنشاء خطط للادخار.
الادخار عبر التحديات: هناك العديد من التحديات المالية التي يمكنك المشاركة فيها للمساعدة على تحفيزك على الادخار. تتضمن هذه التحديات عادةً التزاماً بتوفير مبلغ معين من المال كل يوم أو أسبوع أو شهر. وختم الشمري حديثه عن الادخار مؤكداً ضرورة مراجعة المصروفات وحساب الدخل ومعرفة كيفية الإنفاق، وقال: بغض النظر عن الاستراتيجية التي تختارها، فإن أهم شيء هو أن تبدأ، حتى لو تمكنت من توفير مبلغ صغير من المال كل شهر، فهذا سيتراكم بمرور الوقت.
يمكنك أيضًا الاطلاع على خطوات مساعدة في الوصول إلى الاستقلال المالي