العصبية ذكاء أم ضعف؟ 4 أسباب تدفع الشركات لاختيار الموظف العصبي

4 أسباب تدفع الشركات لاختيار الموظف العصبي
4 أسباب تدفع الشركات لاختيار الموظف العصبي


هل العصبية دليل على الذكاء الحاد أم علامة على الضعف؟ قد تبدو العصبية سلبية على السطح، لكنها في بيئة العمل قد تحمل أبعاداً أعمق مما نتخيل. تخيل موظفاً يشتعل بالطاقة والتوتر في لحظات الضغط، ويبدو أنه دائماً على الحافة، فهل هو عبء على فريقه أم مفتاح للنجاح؟
مع تزايد التحديات في بيئات العمل الحديثة، باتت بعض الشركات ترى في العصبية مميزات خفية، مثل الحماس الشديد والإصرار على تحقيق النتائج. تكشف الخبيرة في مجال علم النفس سوزان الهنداوي عن 4 أسباب تدفع بعض الشركات لاختيار الموظف العصبي، وكيف يمكن لهذه العصبية أن تتحول من عائق إلى ميزة تنافسية في عالم الأعمال سريع التغير.

4 أسباب تجعل العصبية ميزة تنافسية في بيئة العمل

الدافع القوي

إن الموظفين العصبيين غالباً ما يكون لديهم مستوى عالٍ من الحماس والشغف في العمل. فالعصبية تجعلهم يشعرون بضغط داخلي يدفعهم إلى التفوق وتحقيق نتائج استثنائية. بدلاً من التراخي أو القبول بالأوضاع القائمة، تجدهم يسعون باستمرار لتحسين أدائهم وأداء فريقهم. هذا الدافع المستمر يمكن أن يكون محركاً لتحقيق أهداف الشركة بسرعة وكفاءة، مما يجعلهم قيمة مضافة في بيئات العمل ذات التنافسية العالية.
للموظف الذكي فقط.. السلاح السري لسرعة الترقية

العمل تحت الضغط

على الرغم من أن العصبية قد تبدو وكأنها نقطة ضعف، فإنها قد تكون مؤشراً على قدرة الموظف على تحمل ضغوط العمل المكثفة. فالموظفون العصبيون يعتادون على الشعور بالضغط، مما يمكنهم من البقاء فعالين حتى في أكثر الظروف توتراً. فهم يتمتعون بقدرة استثنائية على التفكير والتحليل بسرعة في الأوقات الحرجة، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة حينما تكون الأمور على المحك.

التركيز على التفاصيل

ترتبط العصبية غالباً بالتركيز المفرط على التفاصيل الصغيرة. فالموظف العصبي يتفحص العمل بعناية ويدقق في كل خطوة، مما يقلل من احتمالات ارتكاب الأخطاء. في بعض الصناعات، مثل التكنولوجيا أو الطب، قد يكون هذا النوع من الموظفين ضرورياً لضمان دقة الأداء والتزام المعايير العالية. هذا التركيز يمكن أن يساعد الشركات على تقديم منتجات وخدمات بجودة لا تقبل المساومة.

التحفيز المستمر

الموظفون العصبيون عادةً ما يكون لديهم إحساس داخلي قوي بالمسؤولية والرغبة في التفوق، مما يجعلهم يعتمدون على التحفيز الذاتي بدلاً من انتظار التوجيهات. هذا النوع من الأشخاص يستجيب بسرعة للتحديات الجديدة ويسعى دائماً لتجاوز التوقعات، مما يعزز الابتكار ويخلق ديناميكية إيجابية داخل فرق العمل. تحفيزهم الذاتي يجعلهم مصدر طاقة دائمة للشركة ويسهم في دفع عجلة التطوير المستمر.

متى تتحول العصبية إلى نقطة ضعف في بيئة العمل؟

  • التأثير السلبي على التواصل: فعندما تؤدي العصبية إلى انفعالات مفرطة، قد يتعذر على الموظف التعبير عن أفكاره بشكل واضح. هذا يمكن أن يؤدي إلى سوء الفهم بين الزملاء، مما يعيق سير العمل ويعطل التنسيق الفعال.
  • ضعف القدرة على اتخاذ القرارات: فالعصبية المفرطة قد تعيق التفكير المنطقي، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة أو متسرعة. في بيئة العمل، يمكن أن تكون هذه القرارات ضارة بالمشروعات وتؤثر سلباً على النتائج النهائية.
  • خلق بيئة عمل متوترة: فالموظف العصبي قد ينقل توتره إلى زملائه، مما يخلق أجواء عمل غير مريحة. هذه الأجواء المتوترة قد تؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية للفريق وتزيد من مستويات الإجهاد لدى الجميع.
  • تراجع الأداء الوظيفي: إذا كانت العصبية تؤثر على التركيز والإنتاجية، فقد تؤدي إلى تراجع أداء الموظف. هذا التراجع يمكن أن يؤثر على تحقيق الأهداف المطلوبة من الفريق أو المنظمة، مما ينعكس سلباً على النتائج العامة.

 

كيفية التعامل مع الموظف العصبي؟

  • تقديم الدعم: كن مستمعاً جيداً وعبّر عن تفهمك لمشاعره، مما يساعده على الشعور بالراحة. عندما يشعر الموظف بأن هناك من يهتم بمشاعره، يصبح أكثر انفتاحاً للتحدث عن تحدياته.
  • التواصل الواضح: استخدم لغة بسيطة ومباشرة لتجنب أي لبس قد يؤدي إلى زيادة توتره. وضوح التواصل يقلل من القلق الناتج عن سوء الفهم ويعزز التعاون.
  • تشجيع الهدوء: قدم نصائح حول تقنيات مثل التنفس العميق أو التأمل لمساعدته في إدارة التوتر. هذه الأدوات يمكن أن تساعده في تقليل العصبية وتحسين تركيزه.
  • وضع أهداف واقعية: تأكد من أن الأهداف الموكلة له قابلة للتحقيق، مما يقلل من الضغط عليه. فالأهداف غير الواقعية قد تؤدي إلى شعور بالإحباط، بينما الأهداف الواقعية تعزز من ثقته بنفسه.
  • الملاحظات الإيجابية: شجع الموظف بانتظام من خلال تقديم ملاحظات إيجابية عن أدائه لتعزيز ثقته بنفسه. الملاحظات الإيجابية تشجعه على الاستمرار في الأداء الجيد وتخفف من شعوره بالتوتر.


السر يكمن في الإدارة.. كيف يتفوق الموظف في إدارة الأولويات المتضاربة بين المشاريع؟