قبل طلب الترقية:
تخيّل هذا المشهد: تطرق باب مكتب مديرك بثقة، وتطلب الترقية التي كنت تحلم بها، لكنه يحدّق فيك لحظة، ثم يرد بابتسامة باهتة: هل أنت متأكد؟. قبل أن تصل إلى هذه اللحظة، وقبل أن تتحول أحلامك إلى خيبة، هناك خمسة أسئلة عليك أن تطرحها على نفسك أولاً. لا لأنك لا تستحق، بل لأنك قد تكتشف أن ما تريده ليس ما تظنه، بحسب المهندس ومسؤول عن شؤون تطوير الموظفين مرتضى الشلبي.
لماذا أريد الترقية حقاً؟
- طموح أم هروب؟
هل رغبتك في الترقية نابعة من شغفك بالنمو المهني، أم من رغبتك في الهروب من ضغط، ملل، أو شعور بعدم التقدير؟ فالكثيرون يطلبون ترقية فقط لأنهم يشعرون بالإحباط، أو لأنهم يظنون أن المنصب الأعلى سيمنحهم راحة نفسية أكبر. لكن الحقيقة أحياناً عكس ذلك. الترقية لا تُصلح بيئة عمل سامة، ولا تعالج توتر العلاقات أو سوء التنظيم. اسأل نفسك: لو تحسنت ظروف العمل الحالية، هل سأظل أريد هذا المنصب؟ الجواب سيكشف لك الكثير عمّا تريده فعلاً.
تعرف إليها: 5 أشياء تُقال على طاولة الطعام.. ويستحيل أن تُقال في قاعة الاجتماعات
هل أنا مستعد فعلياً لتحمّل المسؤوليات الجديدة؟
- المنصب أكبر مما تظن
بعض الترقيات تأتي محمّلة بتوقعات ثقيلة: التخطيط الاستراتيجي، إدارة الفريق، تحمل نتائج قرارات مصيرية، ومواجهة الضغوط اليومية من الإدارة العليا والزملاء. هل لديك ما يكفي من المرونة العاطفية؟ هل تملك مهارات التواصل، وإدارة الوقت، وحل النزاعات؟ الترقية قد تكون منصة رائعة لإبراز قدراتك، لكنها قد تصبح عبئاً مرهقاً إن لم تكن مهيأً لها. ضع كل هذه الاحتمالات في الحسبان، لأن اللقب لا يعني النجاح، بل الجاهزية هي ما تصنع الفرق الحقيقي.
كيف ستؤثر الترقية على توازني بين العمل والحياة؟
- المنصب لا يجب أن يسرق حياتك
المناصب الأعلى قد تأتي مع مزايا أكبر، لكن أيضاً مع التزامات أكثر، واجتماعات طارئة، ومهام لا تنتهي حتى بعد مغادرة المكتب. هل لديك الاستعداد النفسي لتقليل وقتك الشخصي؟ هل شركاؤك في الحياة متفهمون لهذا التغيير؟ الترقية لا تعني التضحية الكاملة، لكنها تتطلب مرونة وتخطيطاً جيداً. اسأل نفسك: هل يمكنك الحفاظ على صحتك، ووقتك مع العائلة، واستقرارك النفسي رغم الضغط؟ التوازن ليس رفاهية، بل ضرورة للاستمرار من دون احتراق.
هل يراني فريقي وزملائي كقائد؟
- الثقة لا تُمنح.. تُكتسب
قبل أن تُمنح المنصب الرسمي، عليك أن تكون قائداً فعلياً في عيون من حولك. هل يلجأ إليك الزملاء لحل المشكلات؟ هل يُشاد بحكمتك في المواقف المعقدة؟ هل لديك تأثير إيجابي على الفريق؟ الترقيات في كثير من الأحيان تُبنى على السمعة الداخلية قبل المهارات المكتوبة في السيرة الذاتية. لذا، اسع لأن تكون القائد الذي يتمنّاه الجميع، لا فقط الشخص الذي يطمح إلى مكتب أكبر. هذه الصورة المسبقة عنك قد تكون العامل الحاسم في قبول أو رفض طلبك.
ما هو توقيت طلب الترقية المناسب؟
- الفرصة تحتاج توقيتاً ذكياً.
الطلب الصحيح في التوقيت المناسب هو فن بحدّ ذاته. لا تطلب الترقية وأنت وسط أزمة أداء، أو خلال فترة توتر في الفريق، أو حين تكون الشركة في مرحلة تقليص. على الجانب الآخر، لو أنهيت مؤخراً مشروعاً ناجحاً، أو حققت نتائج تفوق التوقعات، فهذه فرصتك المثالية. اجعل إنجازاتك تتحدث قبلك، وقدّم طلبك بعد أن تكون قد جهزت عرضاً مقنعاً لأسباب استحقاقك. الترقية ليست فقط رغبة، بل استحقاقاً يُقدَّم في لحظة مدروسة.
انتبه: هل تشعر أن قسماً آخر يُعطل عملك؟ 4 طرق للتعامل مع التدخلات غير المُرحب بها