أخطاء لا تُغتفر في أول 100 يوم: 6 خطوات لتحقيق النجاح بسرعة في وظيفتك الجديدة

أسرار النجاح المبكّر في العمل
أسرار النجاح المبكّر في العمل- المصدر: freepik by wayhomestudio


تخيّل أنك وصلت أخيراً إلى وظيفتك الجديدة وذلك المنصب الذي طالما حلُمت به، وخططت لتحقيق كلّ ما تطمح إليه من خلاله. لكن، بينما تبدأ في خوض غمار هذه التجربة، تتسلل إليك مشاعر القلق والخوف من ارتكاب الأخطاء. ماذا لو لم تترك الانطباع الذي تريده؟ ماذا لو ضاعت فرصتك للنجاح من أول 100 يوم؟ فالواقع أن هذه الفترة ليست مجرد أشهُر عابرة؛ بل هي بمثابة أساس تبني عليه مستقبلاً طويل الأمد في الشركة. هنا، تظهر الأخطاء القاتلة التي قد تغفُل عنها في زحمة التحديات اليومية، لكنها في النهاية قد تكون فاصلة بين التميُّز والفشل. يستعرض المهندس ومسؤول تطوير الموظفين مرتضى الشلبي عشرة أخطاء لا تُغتفر في أول 100 يوم من وظيفتك الجديدة وخطوات عملية لتجنُّبها؛ كي تضمن أنك لا تحقق النجاح فقط؛ بل تبدأ مسيرتك بثقة واستقرار واحترافية، تجعل منك اسماً بارزاً منذ اليوم الأول.

6 خطوات لتحقيق النجاح في أول 100 يوم من وظيفتك الجديدة:

افهم ثقافة العمل

من الضروري أن تتعرف إلى بيئة العمل وثقافتها بشكل عميق؛ فكل مؤسسة تتميز بنمط معين من العمل يعكس قِيمها وطبيعة التعامُل بين الموظفين. في البداية، قد يكون الأمر صعباً؛ خاصة إذا كنت لا تعرف كيف تتفاعل مع الزملاء أو المديرين. لذلك، حاول أن تلاحظ كيف يتصرف الآخرون في مواقف مختلفة. على سبيل المثال، هل يفضّلون التواصل الرسمي أو الودي؟ هل هناك وقت محدد للاجتماعات، أم يتم تحديدها بشكل عشوائي؟ إضافة إلى ذلك، الانتباه إلى كيفية توزيع المسؤوليات والتقدير داخل الفريق، يمكن أن يمنحك رؤى حول كيفية التكيُّف مع البيئة. كل هذه التفاصيل البسيطة تساهم في نجاحك وتساعدك على تجنُّب أخطاء قد تحدث بسبب عدم فهم هذه الثقافة.
اكتشف نصائح عملية للتنمية الشخصية: كيف تصبح أفضل نسخة من نفسك؟

بناء العلاقات

إن بناء شبكة من العلاقات الجيدة مع زملائك ومديريك، لا يقل أهمية عن أداء العمل نفسه. فالعلاقات الجيدة تعزز من قدرتك على النجاح في العمل؛ حيث إن الموظفين الذين يتمتعون بشبكة واسعة من العلاقات، يكونون أكثر قدرة في الحصول على الدعم، كما أنهم أكثر قدرة على التأثير في بيئة العمل. تواصل مع الأشخاص الذين ستعمل معهم بشكل يومي، وتعرّف إلى اهتماماتهم وخلفياتهم، وابنِ جسورَ الثقة معهم. يمكنك البدء بمحادثات بسيطة ولكن مهمة، مثل التعرُّف إلى مهامهم اليومية، أو الاستفسار عن طرق العمل التي يفضّلونها. العلاقات التي تبنيها في بداية عملك، ستصبح لاحقاً مرجعاً لك في التقدُّم المهني.

التواصل المستمر

التواصُل الجيد مع مديرك وزملائك يساعدك على تحديد أولوياتك وفهْم التوقعات الخاصة بك بشكل أفضل. في كثير من الأحيان، قد تواجه تحديات جديدة أو تغيّرات مفاجئة في المهام. لذلك، من الضروري أن تبقى على تواصُل مستمر مع الأشخاص الذين يشرفون عليك لمعرفة مدى تقدُّمك، وهل تواكب توقعاتهم أم لا. كما أن التحدُّث مع زملائك بشكل دوري، يساهم في إبعادك عن أيّ سوء فهم قد يحدث. عليك أن تكون واضحاً في التعبير عن احتياجاتك، ولا تَخَف من طلب المساعدة أو الاستفسار عن التفاصيل. وبذلك، تكون قد وضعت نفسك في موقف يسمح لك بالتفاعل بشكل بنّاء مع جميع أفراد الفريق.

إظهار المبادرة

في بداية وظيفتك، يُتوقع منك أن تُبدي المبادرة في أداء مهامك وتقديم أفكار جديدة. لا تنتظر دائماً التوجيه المباشر من المديرين أو الزملاء؛ بل حاول أن تكون نشطاً في تقديم الحلول للمشكلات أو تحسين العمليات. على سبيل المثال: إذا لاحظت إمكانية تحسين إحدى العمليات، أو وجدْت فكرة قد تساهم في زيادة الإنتاجية، قدّم اقتراحاتك بشكل مدروس وملموس. المبادرة ليست فقط في تقديم الأفكار؛ بل في اتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذها. هذه المبادرة ستُبرزك كعنصر فاعل في الفريق؛ مما يعزز مكانتك ويساهم في تقدُّمك الوظيفي.

التعلُّم المستمر

عندما تبدأ وظيفة جديدة، سيكون لديك الكثير من المعلومات لتتعلمها بسرعة. قد تكون بعض المهام جديدة بالنسبة لك، أو قد تحتاج إلى التكيُّف مع أساليب عمل مختلفة. لذلك، لا تتردد في طلب التدريب أو الاستفسار عن تفاصيل تتعلق بعملك، سواء أكانت إجراءات أو أدوات تُستخدم في إنجاز المهام. علاوة على ذلك، حافظ على ذهن متفتح واستعداد دائم للتعلُّم من تجارب الآخرين. عليك أن تواكب المتغيّرات، وأن تبحث دائماً عن طرق لتحسين مهاراتك. على سبيل المثال: إذا كنت تعمل في مجال يتطلب مهارات تقنية معينة، احرص على تطوير هذه المهارات في وقت مبكّر لتواكب احتياجات الوظيفة.

تحديد الأهداف

يجب أن تبدأ بوضع أهداف واضحة لك في الأشهر الأولى من عملك. هذه الأهداف يجب أن تكون قابلة للقياس، ويمكنك تحقيقها ضمن الإطار الزمني المحدد. من المهم أن تحدد لنفسك أهدافاً على المدى القصير، مثل: إتمام مشروع معيّن، أو تطوير مهارة معيّنة، وكذلك أهدافاً على المدى الطويل، مثل: تحسين أدائك في العمل، أو تعزيز علاقاتك داخل الفريق. قُم بتقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف أصغر؛ لتتمكن من العمل عليها بفعالية. المراجعة المستمرة لهذه الأهداف، مع تقييم التقدُّم المُحرَز، ستساعدك على تصحيح المسار إذا لزم الأمر؛ مما يضمن لك التقدُّم بثبات نحو النجاح.
تعرّف إليها: مهارات احترافية حتى لا تبدو التجارة الإلكترونية أصعب مما هي عليه