زميل مزعج؟ 6 استراتيجيات للتعامل مع الشخصيات الصعبة في المكتب

كيفية التعامل مع الزملاء المزعجين في إطار العمل
كيفية التعامل مع الزملاء المزعجين في إطار العمل - المصدر: freepik by wayhomestudio

تخيل أن يوم عملك يبدأ بابتسامة، لكنه ينتهي بضيق بسبب زميل لا يكف عن التصرفات المزعجة. هل تساءلت يوماً لماذا تبدو بعض الشخصيات وكأنها مصممة لاختبار صبرنا؟ وكيف يمكن لتحويل هذا التحدي إلى فرصة للتطوير؟ في عالم المكاتب، الصراعات ليست خياراً، لكنها قد تكون بوابتك إلى مهارات قيادية غير متوقعة. فهل أنت مستعد لتغيير قواعد التعامل؟ يقدم لك الخبير في مجال العلاقات العامة مصطفى الصوالحة عدة طرق وأساليب للتعامل مع هذا الموقف بمهنية وحزم.

حيل ذكية للتعامل مع الزملاء المزعجين في المكتب:

فهم الدافع

قبل أن تصدر حكماً على زميل مزعج، توقف لحظة للتفكير فيما قد يدفعه للتصرف بهذه الطريقة. ربما يكون تحت ضغط كبير في العمل، أو يواجه تحديات شخصية تؤثر على تصرفاته. قد يكون أيضاً غير مدرك تماماً لتأثير أفعاله على الآخرين. عندما تحاول فهم الدافع الحقيقي وراء سلوك الشخص، فإنك تضع نفسك في موضع أكثر تعاطفاً وتفتح الباب لحلول أكثر فاعلية. اسأل نفسك: هل يمكن أن يكون الزميل بحاجة إلى دعم معين؟ أم أن هناك نقصاً في التفاهم بينكما؟ هذا النهج يساعدك على رؤية الموقف من زاوية مختلفة.
اكتشف السر.. 5 خطوات للحفاظ على هدوئك أمام موظف عدواني

الحدود الواضحة

الحدود هي أداة قوية للحفاظ على التوازن في العلاقات المهنية. إذا كنت تشعر بأن زميلك يتجاوز الحدود بطرق تزعجك، فمن المهم وضع حدود واضحة بطريقة لبقة. قد يكون الأمر بسيطاً مثل التحدث مباشرة عند تكرار السلوك المزعج، قائلاً: "أريد فقط أن أركز على عملي الآن، وسنعود إلى هذا النقاش لاحقاً." تحديد الحدود يساعد على تقليل سوء الفهم ويمنحك سيطرة أكبر على الوضع، دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة أو تصعيد الموقف.

التواصل الذكي

غالباً ما تتفاقم المواقف بسبب الطريقة التي نتحدث بها مع الآخرين. عندما تتحدث مع زميل مزعج، اختر كلماتك بعناية، وركز على توصيل مشاعرك دون لوم مباشر. على سبيل المثال، بدلاً من قول "أنت دائماً تقاطعني"، جرب أن تقول: "أشعر أنني لا أتمكن من التعبير عن أفكاري بالكامل في الاجتماعات." هذا الأسلوب يُظهر أنك تريد حل المشكلة بدلاً من إلقاء اللوم، مما يجعل الطرف الآخر أكثر تقبلاً للنقاش البنّاء.

التجاهل المتوازن

لا يستحق كل سلوك مزعج الرد الفوري أو المواجهة. في بعض الأحيان، يكون أفضل رد هو تجاهل السلوك ببساطة، خصوصاً إذا كان الزميل يسعى للفت الانتباه من خلال أفعاله. فالتجاهل المتوازن يعني التركيز على الأولويات والعمل بدلاً من الانشغال بالمواقف الصغيرة التي قد تستنزف طاقتك. لكن، يجب أن تكون حذراً؛ فالإفراط في التجاهل قد يُفسر على أنه عدم اهتمام، لذلك اختر معاركك بعناية وتجاهل فقط الأمور التي لن تؤثر على سير عملك.

كن قدوة

رد الفعل العاطفي تجاه السلوك المزعج غالباً ما يؤدي إلى تصعيد المشكلة، لكن الرد بأسلوب هادئ واحترافي يمكن أن يكون له تأثير مختلف تماماً. حاول أن تكون مثالاً يُحتذى به من خلال التزامك بالهدوء واحترامك للآخرين. عندما يرى الزميل المزعج أنك تتعامل مع الأمور بنضج، قد يدفعه ذلك لإعادة النظر في سلوكه ومحاولة تقليد تصرفاتك الإيجابية. بالإضافة إلى ذلك، هذا النهج يعزز صورتك أمام فريق العمل، حيث تظهر كشخص متزن وقادر على إدارة المواقف الصعبة.

طلب الدعم

في حال لم تجد محاولاتك في التعامل مع الزميل المزعج أي جدوى، لا تتردد في طلب المساعدة. قد يكون من المفيد مناقشة الأمر مع شخص لديه خبرة، مثل مديرك المباشر أو أحد المسؤولين في قسم الموارد البشرية. الهدف هنا ليس الشكوى، بل إيجاد حل يضمن بيئة عمل صحية ومهنية للجميع. في بعض الأحيان، قد يكون تدخل طرف ثالث ضرورياً لإعادة توجيه العلاقة أو تقديم توجيهات تساعد كلا الطرفين على العمل معاُ بانسجام.

أهم 4 صفات للزميل المزعج بالعمل:

  • المقاطعة المتكررة
هذا النوع من الزملاء يبدو وكأنه غير قادر على الانتظار حتى تنهي فكرتك، فيقاطعك باستمرار ليقدم تعليقاته أو ليطرح أفكاره الخاصة. قد يكون هذا السلوك نتيجة لعدم احترامه لأفكار الآخرين أو لرغبته في فرض سيطرته على الحوار. تأثير هذا السلوك يتجاوز الإزعاج، حيث يُشعر الآخرين بأن مساهماتهم غير مهمة، وقد يؤدي إلى تعطيل سير العمل أو النقاش. للتعامل مع هذا النوع، يمكن الرد بطريقة لبقة مع التأكيد على أهمية الاستماع المتبادل.
  • الناقد الدائم
الزميل الذي لا يرى إلا العيوب في كل شيء. سواء كان الأمر يتعلق بمقترحات العمل أو أساليب التنفيذ، دائماً ما يجد هذا الشخص شيئاً لينتقده دون تقديم حلول بديلة. النقد المستمر قد يخلق بيئة من الإحباط ويؤثر على معنويات الفريق، خاصة إذا كان يتجاهل الجوانب الإيجابية أو النجاحات. من المهم فهم أن هذا النوع من السلوك قد ينبع من إحساسه بعدم الأمان أو الرغبة في الظهور بمظهر الخبير، ويمكن مواجهته بالتوجيه نحو تقديم ملاحظات بناءة بدلاً من النقد السلبي.
  • المتذمر بلا توقف
هذا الزميل يجد دائماً شيئاً ليشتكي منه، سواء كان ذلك بسبب ظروف العمل، أو زملائه، أو حتى أمور صغيرة كاختيارات الطعام أو ترتيب المكتب. فالتذمر المستمر لا ينقل فقط طاقة سلبية للجميع، بل يستهلك الوقت والجهد الذي يمكن استثماره في أمور أكثر إنتاجية. التعامل مع هذا الشخص قد يتطلب تحديد أوقات محددة للنقاش الجدي، ومحاولة توجيه الحديث نحو الحلول بدلاً من التركيز على المشاكل.
  • المتطفل على الخصوصيات
الزميل الذي لا يفرّق بين ما هو عام وما هو شخصي. سواء كان يتدخل في حياتك الشخصية بأسئلة غير مناسبة أو يحاول فرض نفسه على قراراتك ومهامك المهنية، فإن هذا النوع من السلوك يُشعرك بعدم الراحة ويقلل من إنتاجيتك. قد يكون دافعه الفضول أو الرغبة في السيطرة، لكنه يخلق توتراً بينه وبين من حوله. يمكن معالجة هذا السلوك بوضع حدود واضحة دون عدوانية، مع تعزيز فكرة احترام الخصوصيات والمساحات الشخصية.
5 حلول غير متوقعة.. كيف تتعامل مع عضو فريق ينشر الطاقة السلبية؟