تشير الدراسات والأبحاث الحديثة إلى أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الإنسان بات أمراً لا جدل فيه، وذلك لتعوّد الفرد على التواصل غير المباشر مع الناس، ما قد يُصيبه بالانطواء والقلق والتوتر والفوبيا الاجتماعية، إضافة إلى قيامه بالمقارنة المستمرة بالآخرين،الناتج عن ضعف الثقة بالنفس، ونقص تقدير الذات.
ويُرجّح الباحثون أنّ سبب إدمان هذه المواقع، إلى أنّ دماغ الإنسان يفرز كمية صغيرة من "الدوبامين" -وهو الهرمون المسؤول عن السعادة والرضا- عندما يصله إشعار من أحد حساباته على هذه المواقع.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة أخبار الأصدقاء وإنجازاتهم، ومقارنتها بحياتنا الشخصية، قد تؤدي للإصابة بالإكتئاب.
التمرير السلبي
ويطلق مختصون في مجال الإنترنت على الرغبة الدائمة في قضاء مزيد من الوقت في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، مصطلح "التمرير السلبي"، ويقدمون بعض النصائح لاستعادة التحكم والسيطرة على الوقت الذي يبدده المتسخدمون في تصفح حسابات أشخاص بالكاد يعرفونهم أحياناً.
ويقدم بعض الخبراء حلاً راديكالياً وهو حذف هذه التطبيقات من الهاتف بشكل نهائي، في حين يرى آخرون أن هناك خيارات أخرى للتحكم في استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، في حال لم يرغب المستخدم في عملية الحذف.
وأفادت ميشيل موهتيس، وهي اختصاصية اجتماعية مقيمة في ريد بانك بولاية نيوجيرزي الأمريكية، إن "التمرير السلبي يمكن أن يوقعك بسرعة في فخ المقارنة واليأس".
وتنصح موهتيس بضرورة تعلُم أشياء جديدة، باستخدام الإنترنت، بدلاً من التمرير السلبي، مثل أن تخصص وقتاً لتعلم مهارة جديدة عبر يوتيوب، أو البحث عن مزيد من المعلومات عن موضوع يهمك، أو التواصل مع أناس يشاركونك نفس الاهتمامات.
تنظيم المحتوى
وينصح خبراء بضرورة أن تفكر جيداً في كيفية تأثير الحسابات التي تتابعها على مزاجك وأفكارك. ووفق هؤلاء، يجب أن تسأل نفسك ما إذا كان المحتوى الذي تشاهده يثير الغيرة بداخلك، أو الشعور بأنك أقل من الآخرين، وما إذا كنت تقضي وقتك في مقارنة الصور المثالية التي تشاهدها بحياتك الخاصة.
ويلفت الخبراء إلى أن معظم تطبيقات الوسائط الاجتماعية توفر خاصية السماح بظهور موضوعات معينة وحجب أخرى، دون أن تقوم بإلغاء صداقة شخص ما، لتجنب محتواه.
تابعوا المزيد: مارك زوكربيرج مسيرة نجاح مبهرة في الذكرى الـ 20 لانطلاق فيسبوك
الحذف الكلي
وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، يرى بعض الخبراء أن الابتعاد عن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي، يكمن أحياناً في حذفها كلياً من الهاتف.
وشدد خبراء على أن المستخدم ليس ملزماً باستخدام التطبيقات التي يقوم بتنزيلها، ويقولون إن مجرد قيامك بتنزيل أحد التطبيقات مرة واحدة، لا يعني أنه يجب أن يظل على شاشة هاتفك الرئيسة إلى الأبد.
ونوهوا إلى أنه إذا وجدت أن استخدام أي تطبيق معين في أوقات محددة، يؤدي إلى ضرر بالنسبة لك، فاحذفه من هاتفك، وقم بتنزيله فقط عند الحاجة.
وينصح هؤلاء بأنه في حال قررت الاحتفاظ ببعض التطبيقات، فمن الممكن أيضاً أن تقوم بإيقاف تشغيل الإشعارات، أو تشغيل خاصية عدم الإزعاج.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس