خطوات أساسية لتطوير وبناء خطة عمل إستراتيجية للمشروع

بناء خُطَّة العمل - الصورة من pexels المصور Anastasia Shuraeva
بناء خُطَّة العمل - الصورة من pexels المصور Anastasia Shuraeva

إن سعينا تجاه البساطة لا ينبغي أن يطغى على حاجتنا إلى الدقة، خاصة في عالم المال والأعمال؛ إذ إننا اليوم نشهد إفراط الرؤساء التنفيذيين في اختصار المراحل وميلهم إلى استخدام القوالب الإلكترونية الجاهزة في جميع عملياتهم الإدارية، وعلى الرغم من أن ذلك قد يجدي نفعاً في بعض الأمور؛ فإنه على الجانب الآخر قد يكون مضراً للشركة، خصوصاً إذا تعلق الأمر بوضع خطط عمل إستراتيجية جاهزة واتخاذ بعض القرارات المصيرية على إثرها؛ فتكون النتيجة تعزيز التفكير قصير النظر، وسوء التنفيذ وبالتأكيد صعوبة الوصول إلى الأهداف المنشودة.
عبر السطور التالية تطرقنا إلى بعض الخطوات المهمة التي يجب أن يسير عليها كل رائد أو رائدة أعمال من أجل بناء خُطَّة عمل إستراتيجية وقيمة.

 

الخطوات الثماني بإيجاز

الخطوات الثماني لبناء خطة العمل الإستراتيجية -الصورة من Adobestock


راكان عبد الله الحمراني، رائد الأعمال والمستثمر، أوجز لنا ثماني خطوات جوهرية من أجل بناء الخطة الإستراتيجية وهي:

  1. تحديد بيان الرؤية وبيان الرسالة الخاص بعملك.
  2. القيام بإجراء تحليل سوات "SWOT"، وهو أحد أكثر أدوات تحليل الأعمال التجارية المهمة جداً.
  3. تحديد أهدافك بوضوح.
  4. تحديد احتياجاتك من الموارد البشرية.
  5. تقييم الموارد المادية.
  6. تطوير الإستراتيجية.
  7. إنشاء خُطَّة العمل.
  8. تقييم الأداء.

يُمكنكم الاطلاع أيضاً على بعض الخطوات الجوهرية التي تساعد الشركات على النجاح.

 

بناء خطة العمل بالتفصيل

Vistage أكبر منظمة تدريب تنفيذي وأكثرها شمولاً في العالم للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، ذكرت أن إستراتيجية العمل هي خريطة طريق أو خطة تحدد أهدافك والإجراءات أو الخطوات اللازمة لتحقيق الهدف النهائي، وتجب مشاركة هذه المبادئ التوجيهية في جميع أنحاء المنظمة لمساعدة شركتك على تحقيق أهدافها.
كما فصلت المنظمة العالمية الثماني الخطوات الأساسية لتطوير وبناء خُطَّة عمل إستراتيجية دقيقة وبشكل صائب، وهي:

تطوير رؤية حقيقية

تطوير رؤية حقيقية -الصورة من Adobestock


الرؤية هي التطلع للمستقبل، وتطوير الرؤية يعني إنشاء تنبؤات بشأن نوع الشركة التي تريد أن تصبح عليها في المستقبل، وعلى عكس بيان المهمة؛ إذ إن الرؤية توضح كيف يبدو النجاح بعبارات واضحة مثل تحديد العملاء، الأسواق، حجم المبيعات في كل مرحلة، وغيرها من الأمور الدقيقة التي تساهم في وضع تصور عن الشركة في المستقبل.

تحديد الميزة التنافسية

خُطَّة العمل الإستراتيجية في جوهرها تساعد على معرفة كيف يمكن للشركة تقديم قيمة فريدة لعملائها؛ إذ يجب أن تأخذ إستراتيجية العمل المدروسة جيداً في الاعتبار كيف يمكن للشركة خلق مساحة من المنافسة في عرض خدماتها ونموذج التسعير ونظام التسليم وجميع العمليات الأخرى.

تحديد أهدافك

أحد أهم العوائق التي تحول دون وضع خُطَّة عمل إستراتيجية هو ضعف الاستهداف. وفي غياب الأهداف المحددة للغاية، تعاني الشركات من رسائل غير واضحة وعدم التوافق بين المبيعات والتسويق؛ إذ تمنح الأسواق المستهدفة الواضحة الشركة القدرة على إنشاء نهج مبيعات وتسويق متكامل، حيث يساعد التسويق الجيد على رفع مستوى المبيعات، ويتم تنفيذ خطط المبيعات والتسويق بشكل أكثر فعالية عندما تكون الأهداف محددة بدقة.

التركيز على النمو المنهجي

من خلال النمو المنهجي الصحيح، تستطيع الشركات الاستثمار في بعض الموارد مثل تبني التكنولوجيا والمعدات الحديثة، وبالتالي تسهيل العمليات وزيادة وحدات البيع، جنباً إلى جنب مع توظيف أمهر الأيدي العاملة وأفضل الأشخاص؛ لذا يجب أن تحدد الخطة الإستراتيجية القطاعات التي ستنمو فيها الشركة وبأي نسبة، بحيث يؤدي مزيج المنتجات إلى نتيجة صافية محددة للهامش، وبناءً على ذلك يمكن للشركة معرفة المبلغ الذي يمكنها تحمله من حيث النفقات.

اتخاذ قرارات مبنية على الحقائق

غالباً ما يشتكي المديرون التنفيذيون من نقص البيانات الجيدة، ولعل ذلك يؤثر سلباً في اتخاذهم للقرارات الجوهرية الخاصة بأداء العمل؛ لذا فإن وضع خطة عمل إستراتيجية يُعَدُّ أمراً مفيداً يحمي الشركات من تبني القوالب الجاهزة التي لا تتلاءم مع طبيعة أعمالهم، ويساعدهم على الاحتفاظ بقدر أكبر من المعلومات عن مشاريعهم واتخاذ قرارات مبنية على الحقائق بشكل صائب.

خطة عمل إستراتيجية طويلة المدى

في مواجهة التغيير المستمر، أصبحت آفاق التخطيط أقصر مما كانت عليه في السابق، ومع ذلك، فإن التفكير على أساس ربع سنوي فقط هو فخ قد يحرم الشركات من قدرتها على الرؤية بشكل صحيح، حيث تقوم الشركات الرائدة بإنشاء عمليات مصممة للتعامل مع الخطة الإستراتيجية كدورات سنوية بدلاً من أن تُوضع بشكل ثابت وغير ديناميكي لمرة واحدة فقط.

تطوير إستراتيجية مرنة

يمكن للشركات أن تفكر على المدى الطويل وأن تظل مرنة في الوقت ذاته، فعلى سبيل المثال، أحد العناصر الحاسمة في تطوير إستراتيجية الأعمال هو تحليل القوى الخارجية، ويجب على الشركات أن تقوم بتقييم القوى الخارجية طويلة المدى، والتكيف بناءً على المعلومات الجديدة في كل مرة من أجل التعديل والتغيير.

قياس النتائج

قياس النتائج - الصورة من Freepik


يجب أن تكون كل إستراتيجية قابلة للتنفيذ والقياس أيضاً؛ إذ يجب أن تكون خطة العمل الإستراتيجية تُنفذ شهرياً، ومن الممكن تقييمها باتباع مؤشرات الأداء الرئيسية "KPIs"، جنباً إلى جنب مع رصد النتائج بالأهداف لكل قسم ولكل موظف على حدة.
قد يهمك أيضاً التعرف إلى عملية تحليل البيانات وأهميتها في الأعمال التجارية.